بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم السبت 21- 9- 2024

*رئاسة
سيادة الرئيس يصل نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة

وصل سيادة الرئيس محمود عباس، مساء يوم الجمعة، إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
ومن المقرر أن يلقي سيادته، يوم الخميس المقبل السادس والعشرين من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، كلمة دولة فلسطين أمام الجمعية العامة.
وسيلتقي سيادته، على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة، العديد من قادة وزعماء العالم، وسيضعهم في صورة آخر التطورات على الساحة الفلسطينية.
وكانت أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة، قد انطلقت في 10 أيلول/ سبتمبر الجاري، تحت شعار "الوحدة في التنوع من أجل تعزيز السلام والتنمية المستدامة والكرامة الانسانية للجميع في كل مكان".
وشهدت هذه الدورة حدثًا تاريخيًا بحصول دولة فلسطين على مقعد رسمي بين الدول الأعضاء في الجمعية العامة للمرة الأولى خلال الجلسة الافتتاحية التي عُقدت الثلاثاء الماضي، وذلك تنفيذاً لقرار صدر في أيار/ مايو الماضي.

*فلسطينيات
وزارة الصحة تعلن وصول قافلة شاحنات أدوية ومستهلكات طبية إلى قطاع غزة

أعلنت وزارة الصحة يوم الجمعة، عن وصول خمس شاحنات أدوية ومستلزمات طبية إلى مستودعات الوزارة بالمحافظات الجنوبية، ضمن قافلة تم تسييرها يوم الأربعاء، من مستودعات الوزارة المركزية بنابلس.
وأفاد وزير الصحة ماجد أبو رمضان بأن الوزارة استطاعت للمرة الأولى منذ بدء العدوان، وبالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، في إرسال أدوية مباشرة من مستودعاتها المركزية في نابلس إلى قطاع غزة، مضيفا بأن خمس شاحنات أخرى سيتم تسييرها خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأكد أن الشاحنات التي وصلت سيتم توزيعها على مستشفيات وزارة الصحة في قطاع غزة، وذلك لتلبية الاحتياجات الطبية الطارئة للمرضى والجرحى في المحافظات الجنوبية.
وأشار أبو رمضان أن وزارة الصحة تقوم بجهود استثنائية وعلى مدار الساعة مع كافة الشركاء الصحيين الدوليين لتلبية احتياجات القطاع الصحي في المحافظات الجنوبية، وذلك بتوجيهات من السيد الرئيس محمود عباس وتعليمات من رئيس الوزراء محمد مصطفى.
وأضاف: أن "الشاحنات تحتوي على أدوية ومستهلكات طبية مخصصة لأقسام الطوارئ وغرف العمليات، إضافة إلى مضادات حيوية ومواد طبية خاصة لغسيل الكلى ومستلزمات طبية أخرى".

*عربي دولي
وزير الصحة اللبناني: 70 شهيدًا في قصف مبنى في الضاحية الجنوبية وانفجارات أجهزة النداء

أعلن وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، أن قصف مبنى في الضاحية الجنوبية وانفجارات أجهزة النداء واللاسلكي في لبنان، أسفرا عن استشهاد 70 مواطنًا.
وأوضح الوزير اللبناني في مؤتمر صحفي اليوم السبت، أن الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، اسفرت عن استشهاد 31 مواطنًا بينهم 3 أطفال و7 نساء، إضافة إلى إصابة 68 آخرين.
وأشار إلى أن انفجارات أجهزة النداء واللاسلكي في لبنان اسفرت عن استشهاد 39 مواطنًا وإصابة 770 بينهم 152 ما زالوا في العناية المركزة.
ووصف الأبيض الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية أمس بجريمة حرب.

*إسرائيليات
"القناة 12": محادثة صعبة للغاية بين ماكرون ونتنياهو

قالت "القناة 12" العبرية، مساء أمس الجمعة 2024/09/20، إن "محادثة صعبة للغاية جرت بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية التصعيد على الحدود مع لبنان". 
ووفق القناة، كان ماكرون هو من بدأ المحادثة، وانتقد نتنياهو قائلاً: "لديك مسؤولية منع التصعيد، فهناك مسار دبلوماسي، وهذه هي اللحظة المناسبة لإظهار القيادة والمسؤولية، إلا أن نشاطك في الشمال يدفع المنطقة إلى الحرب".
وأضافت أن نتنياهو رد بالقول: "بدلاً من الضغط علينا، حان الوقت لكي تضغطوا على الجبهة الشمالية في لبنان، وسنعيد سكاننا إلى بيوتهم، وهذا قرار اتخذناه هذا الأسبوع وسننفذه".
ونقلت القناة عن مصدر دبلوماسي فرنسي قوله: "لا نزال مقتنعين بأن التسوية الدبلوماسية في الشمال ممكنة، إذا أظهرت جميع الأطراف المسؤولية، والتطورات الأمنية الأخيرة مثيرة للقلق لأنها تغذي ديناميكية تصعيد جديدة". 
لكن في إسرائيل بحسب القناة، لم يعجبهم حقًا موقف التوبيخ الفرنسي، كما شعروا بخيبة أمل لفشلهم في ممارسة نفوذهم على الجبهة الشمالية في لبنان، وبالأمس فقط صوتوا لصالح الاقتراح الفلسطيني الذي تم طرحه في الجمعية العامة للأمم المتحدة ويدعو إلى لفرض عقوبات وحظر للأسلحة على إسرائيل. 

*أخبار فلسطين في لبنان
السفير دبور يشارك في إحياء ذكرى شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا

أحيت بيروت الذكرى الثانية والأربعين لمجزرة صبرا وشاتيلا، بمهرجان رسمي وشعبي، دعت إليه جمعية "لجنة كي لا ننسى"، وبلدية الغبيري، في المركز الثقافي لبلدية الغبيري "الرسالات".
تقدم المشاركين سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، ووزير العمل اللبناني مصطفى بيرم، ورئيس بلدية الغبيري معن الخليل، وحشد من الشخصيات السياسية والحزبية الفلسطينية واللبنانية وهيئات إجتماعية وممثلو مؤسسات وجماهير شعبنا. وكانت مشاركة لافتة لوفد المتضامنين الدوليين من مختلف الدول حول العالم.
استهلت الفعالية بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، عزفتهما الفرقة الموسيقية لكشافة بيت أطفال الصمود. وألقى السفير دبور كلمة حيا فيها الحاضرين وثمن مشاركة المتضامنين الدوليين الذين دأبوا منذ أربعين عامًا على الاستمرار في الحضور واحياء المناسبة، تحت شعار كي لا ننسى وكيف ننسى. 
ولفت دبور إلى أن ذكرى المجزرة تأتي هذا العام في ظل ظروف صعبة تعيشها فلسطين ولبنان والمنطقة وفي ظل تحديات كبيرة، معتبرًا أن الإجرام الصهيوني ومجازره مستمرة منذ عام ألفٍ وتسعمائةٍ وثمانية وأربعين، على أبناء شعبنا وأرضنا.
وأشار دبور إلى أن هذه المجزرة التي امتزج فيها الدم الفلسطيني بالدم اللبناني، وتُعتبر واحدة من أبشع المجازر التي ارتكبها العدو الصهيوني، مشددًا على أنه كان يهدف من خلال إرتكابها إلى كسر إرادة الشعبين الفلسطيني واللبناني، غير ان الشعب الفلسطيني واللبناني أكملا مسيرتهما ولم ترهبهم المجازر. وأوضح أن المرحلة الحالية هي من أصعب المراحل، إذ يسعى الاحتلال بكل وسائله إلى بث الرعب في نفوس أهلنا وشعبنا لتحقيق مشروعه. شهدنا المرحلة الأولى في العام ١٩٤٨ من خلال عصاباته الإجرامية والمذابح التي نفذها ان يهجر شعبنا من أرضه الا ان شعبنا ما زال باقيًا في أرضه.
وشدد دبور على أن العدوان الهمجي البربري لا يقيم وزنًا للقرارات والقوانين الدولية، ويعتبر نفسه فوق القوانين، ونحن نسمع كيف يقتل بالالاف يوميًا، لكن المشروع إلى زوال وسينتصر الحق الذي لا جدال فيه.
وتابع: "نحن نرى اليوم كيف ١٤٩ دولة تعترف بالشعب الفلسطيني ودولة فلسطين، وهي عددها أكبر من الدول الذين اعترفوا بالكيان فوق أرض فلسطين. هذا دليل على ان العالم اصبح يميز بين الحق والباطل، نحن الحق وهم الباطل نحن الحقيقة وهم المزيفون، نحن أصحاب الأرض وهم الطارئون".
وأكَّد ان "إرادة وعزيمة الشعب الفلسطيني ستقف في وجه الاحتلال مهما كان الثمن، وهو أثبت أمام الجميع خلال كل فترات صموده وبخاصة في الفترة الأخيرة من خلال محاولات إسرائيل بكل الإجراءات التي يقوم بها سواء بالعدوان المدمر على غزة الذي لم يشهد له مثيلًا أو بالعدوان على الضفة ولم يشهد التاريخ مثيلًا. ومن خلال ما يقوم به في المسجد الأقصى ومحاولاته ويتجرأ من خلال ما رأيناه من مشاهد بثها لتدمير المسجد الأقصى، وقد أصبحوا يفكرون ببناء هيكلهم المزعوم. هذا لن يحصل فالاقصى في عيوننا وفي قلوبنا وفي قلوب الأمة كلها لن تستطيع قوة أو كائن من كان ان يتجاوز الأقصى وهو خط أحمر، وهو أولى القبلتين وثالث الخرمين الشريفين. 
واعتبر دبور ان "هناك مؤامرة تحاك ضد المسجد الأقصى في ظل العدوان الذي يمارسه على الأرض مستغلًا حالات الانشغال بدماء الأطفال. مشيرًا انه لو ارتكب العدوان الإسرائيلي ما إرتكبه في بلد آخر لقامت الدنيا ولم تقعد". وأكَّد دبور في المقابل أن ما نراه في أورقة الأمم المتحدة والشوارع حول العالم يؤكد أن الحق الفلسطيني اقترب والذي سياتي حتمًا والاحتلال إلى زوال. 
وفي كلمة ألقاها وزير العمل اللبناني في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم، أكَّد أن القضية تتعلق بالضمير الإنساني، مشيرًا إلى أن لبنان وقف دائمًا إلى جانب فلسطين وغزة رغم الثمن الذي دفعه وسيدفعه، انطلاقًا من مبدأ الأخوة والتضامن. وشدد على أن البشرية بحاجة إلى نموذج للأخوة والتضامن، وهذا ما يؤكد بقاء الضمير الإنساني حيا. واعتبر أن غياب هذا التضامن يعني بقاء الناس مجرد مشاهدين خلف الشاشات.
واستنكر بيرم جرائم الاحتلال التي تُرتكب أمام مرأى العالم، قائلاً: "كيف يمكن للمجرم أن يقتل الأطفال أمام مرأى العالم؟ ما يُرتكب في فلسطين ولبنان هو من أبشع الجرائم التي شهدتها الحروب، ليس بالضرورة في العدد أو الأسلوب، بل في خطورتها على الضمير الإنساني وماهية وجود الإنسان". وأضاف أن المجرم يعلن أمام الشاشات عن نواياه الإجرامية، في استهتار كبير بالمشاعر الإنسانية والضمير العالمي.
وأكد بيرم أن الكيان الصهيوني لا يهتم بالمحاكمات أو القرارات الدولية، قائلاً: "كيف له أن يهتم، ومندوبه يقف على منبر الأمم المتحدة ويمزق ميثاقها؟ إنه تحدٍّ واضح لكل ما هو إنساني وأخلاقي".
وفي كلمة لرئيس بلدية الغبيري معن خليل، أكَّد أن كل قطرة دمٍ سقطت في تلك الليلة السوداء، وكل روحٍ أزهقت بوحشية، ستظل شاهدة على الظلم الذي تعرض له عوائل الشهداء. وشدد على أن تضحيات الشهداء جزءٌ من قصة نضالنا، وستبقى دماؤهم منارة لتحقيق العدالة.
وأضاف خليل: "أن موقف لبنان ثابتٌ لا يتزعزع، وأنهم لن يصمتوا ولن يغفروا لدولة الاحتلال". وتابع قائلاً: "كل جريمةٍ ارتكبتها دولة الاحتلال ستظل في ذاكرتنا الجماعية، ومسؤوليتنا لا تقتصر على الحاضر فحسب، بل تمتد إلى الأجيال القادمة".
ودعا خليل إلى غرس الوعي عن تاريخ المجازر في أجيالنا القادمة، وبناء شعور بالمسؤولية الوطنية والإنسانية تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن السكوت عن الظلم هو قبول به، وأن تحرير الأرض والكرامة لا يأتي إلا بالنضال المستمر والتضحية.
وألقى أيضًا عدد من الشخصيات كلمات في المناسبة، من بينهم السيدة ميركا من جمعية كي لا ننسى، وهنادي الحاج باسم أسر شهداء المجزرة، أكدوا خلالها إسناد الشعب الفلسطيني والمطالبة بالعدالة له. وخُتمت الفعالية بتحية وجهتها الشاهدة على المجزرة الدكتورة سوي إنغ من بريطانيا.
وبعد الفعالية، خرج المشاركون في مسيرة تقدمتها فرقة الكشاف التابعة لمؤسسة بيت أطفال الصمود، واختتمت في مثوى شهداء المجزرة، حيث وضع سفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور أكليلاً باسم السيد الرئيس محمود عباس، كما وضعت أكاليل باسم المشاركين.

*آراء
عائشة وغريتا.. مناضلتان من أجل الحرية/ بقلم: عمر حلمي الغول

بين النور والظلام مساحات ومسافات شاسعة، في المعاني والدلالات والانعكاسات، فالنور الوضاء، المشع حياة ودفئًا وحيوية وإبداعًا ونشاطًا. كما الشمس والنهار وتجلياتهما في حياة الإنسان، حيث العطاء الإنساني المتجدد، والنهوض بمجد الإنسان، وضخ ينابيع الأمل في عروق الدنيا، والعكس صحيح في مساقات الظلام، حيث يميل الكون في بقاع الأرض إلى السكينة والعتمة والموت المؤقت لحركة الإنسان ونشاطه الدؤوب، شبيه الاستعمار ووحشيته، الذي يجثم على أنفاس الشعب، يقبض الأرواح ويعتقل، وينتج الموت والإرهاب والإبادة، كما يجري في فلسطين وشعبها الأبي، المناضل من أجل الحرية والسلام، وصناعة الفجر الجديد للأطفال والنساء والأجيال كافة.
المتضامنون الأمميون كما بقعة الضوء والنور الرائعة، الذين تحفزهم أرواحهم ووعيهم البديع وأخلاقهم الرفيعة في حمل راية التكافل مع الشعب العربي الفلسطيني، وإضاءة شمعة جديدة للأخذ بيدهم، والتأكيد لهم، أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة عتمة الاحتلال والجريمة، والشد من أزرهم، وبعث الدم في عروق حياتهم، إنهم أيقونة خالدة في سجلهم الشخصي، وسجل الشعب الفلسطيني البطل، الذي يكابد النكبات والكوارث الفاجعة من ويلات المستعمر الفاشي، وظلماته السحيقة.
عائشة نور الأميركية التركية الأصل، وغريتا تونبرغ السويدية، شمعتان من نور، أضاءتا سماء فلسطين كل من موقعها، وشكل عطائها، وإبداعها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، واجهتا عنف وإرهاب الدولة المارقة والخارجة على القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي والمنظمات الصهيونية في بقاع الأرض رديفة دولة الإبادة الجماعية، وحملتا مشعل الحرية، تضامنًا ودفاعًا عن قضية إنسانية وسياسية عادلة، قضية حرية وعدالة إنسانية وسياسية وقانونية للشعب الفلسطيني، آخر شعب من شعوب الأرض يكافح على مدار ما يزيد عن القرن من أجل استقلاله وانعتاقه من ظلام الاستعمار الكولونيالي الإحلالي الإجلائي الصهيوني، الذي تسانده وتقف خلفه بزعامة الولايات المتحدة الأميركية.
مضى أسبوعان على استهداف قناص إسرائيلي المناضلة الأممية عائشة نور ازغي ايغي في قرية بيتا جنوب مدينة نابلس تحديدًا يوم الجمعة 6 أيلول/ سبتمبر الحالي، أثناء مشاركتها التضامنية مع أبناء الشعب الفلسطيني في رفض الاستيطان الاستعماري في المنطقة، وإعادة إحياء مستعمرة أفيتار على جبل أبو صبيح، ورغم أنها لم تكن في مقدمة الصفوف، إلا أن القناص الصهيوني القاتل استهدف المناضلة الأممية بشكل مباشر، وفي استهداف واضح لها، ليرسل غلاة الاستعمار الإسرائيلي رسالة للمناضلين الأمميين من مختلف الجنسيات، أن مصير كل إنسان يتضامن مع فلسطين وشعبها، مصيره الموت، بهدف الحؤول دون تجثمهم عناء السفر والمجيء لفلسطين، والمشاركة في الوقفات الاحتجاجية السلمية ضد الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي. لأن قادة دولة إسرائيل الفاشية وأجهزتها الأمنية وجيشها القاتل لا يقبلون القسمة على السلام والحرية والتعايش واستقلال فلسطين، فهذا خط أحمر بالنسبة لهم، ولن يتورعوا عن اغتيالهم، وقتلهم بدم بارد أيًا كانت جنسياتهم وخلفياتهم الإنسانية. كما فعلوا مع راشيل كوري الأميركية في آذار/مارس 2003، عندما قتلتها جرافة إسرائيلية عسكرية في مدينة رفح، وهي تهدم البيوت.
وجرى عملية اغتيال سياسي ومعنوي للمناضلة الأممية غريتا تونبرغ السويدية، باعتبارها شخصية معادية للصهيونية ودولة الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وهذا شكل لا يقل خطورة عن الموت الجسدي، كما حصل مع عائشة نور، حيث أطلقت منظمة "Stop Antisemitism" المناهضة لمعادة السامية على الناشطة البيئية غريتا لقب "معادية السامية لهذا الأسبوع" (الأسبوع الماضي) وفق ما نشر موقع "يورونيوز" في 17 أيلول/سبتمبر الحالي، وذلك بعد اعتقالها أثناء مشاركتها في تحرك مناصر لفلسطين، وادعت المنظمة الصهيونية المعادية للسلام والإنسانية، أن تونبرغ بدأت تحول نشاطها إلى منصة لبث الكراهية ضد اليهود. وهذا غير صحيح، لأن تونبرغ لم تعادي اليهود، بل ناهضت الصهيونية ودولة إسرائيل الفاشية وجرائم حربها المعلنة على مدار 350 يومًا من الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

وأدانت ليورا ريز، مؤسسة المنظمة الصهيونية، الناشطة البيئية السويدية تونبرغ "21 عامًا"، مدعية أنها وضعت خطاب الكراهية ضد إسرائيل على سلم أولوياتها، رغم "الجهود التي تبذلها إسرائيل في سبيل البيئة". في افتراء فاضح على الحقيقة والواقع الماثل أمام أعين البشرية طيلة عام كامل من الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني في أرجاء فلسطين المحتلة وخاصة في قطاع غزة، حيث دمرت البيئة والمكان ومعالم الحياة الآدمية والإنسان الفلسطيني.
وهذا شكل آخر من أشكال الملاحقة لأنصار السلام والعدالة الإنسانية، وإعدامهم معنويَا واجتماعيًا وسياسيًا، وتحريض فاضح على حرمانهم من أبسط حقوقهم في بلدانهم، وعلى المستوى العالمي. بيد أن هذه الأساليب الوحشية العنصرية لم تفت في عضد أنصار السلام والدفاع عن القانون الإنساني الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، لأن أصواتهم تتعالى وتتعاظم في أرجاء الأرض والدول، وخاصة في أوساط الرأي العام الأميركي والأوروبي، كونهم متصالحين مع خيارهم الإنساني والسياسي، ومؤمنين بأن صوت العدالة والكرامة الإنسانية سينتصر ذات يوم قريب.
لروح عائشة وراشيل وكل أنصار السلام الأمميين، الذي ضحوا بحياتهم التحية والسلام، وللمناضلة الأممية غريتا كل الدعم والمساندة والتحية من أطفال ونساء وشيوخ فلسطين وقيادتهم السياسية ونخبهم من مختلف الحقول والمجالات، لأن أصواتهم شكلت وتشكل رافعة للسلام والحرية والعدالة في فلسطين المحتلة والعالم أجمع، وستبقى صور تضامنهم ومكانتهم عالية وشامخة في ذاكرة فلسطين وسجل الخالدين الأحياء والأموات جميعًا. وسيعرف الشعب الفلسطيني وقيادته كيفية تكريم وتثمين جهودهم، وإحياء ذكرى الضحايا، وإعلاء صور وأساليب التضامن مع الأحياء منهم.