وقَّع وزير التربية والتعليم العالي أمجد برهم، مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي التونسي منذر بلعيد، في تونس، اتفاقية تعاون شاملة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.

جاء ذلك بحضور سفير دولة فلسطين لدى تونس هائل الفاهوم، وطاقم من السفارة، وعدد من أسرة الوزارة التونسية.

وتهدف الاتفاقية إلى تطوير وتنويع أشكال التعاون الثنائي وعدم الاقتصار على التبادل الطلابي ليشمل إنجاز مشروعات بحثية ثنائية، والعمل على خلق فضاء جامعي وبحثي مفتوح ومُشترك وفعّال بين البلدين لتعزيز وتفعيل التعاون الأكاديمي والعلمي والبحثي المتأصِّل بين البلدين.

وسيشمل التعاون وفق بنود الاتفاقية تبادل الطلبة، والطلبة الباحثين، والطاقم الأكاديمي والإداري، والأساتذة، والباحثين، والخبراء، والتعاون بين الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في المجالات ذات الاهتمام المُشترك، وعقد اتفاقيات توأمة مباشرة بينها، والتعاون في مجال البحث العلمي، والتجديد والابتكار، ونقل التكنولوجيا وسياسات العلوم، إضافة للتعاون والتنسيق بين برامج التعليم العالي والبحث والابتكار، وتنظيم ندوات وملتقيات.

كما تشمل الاتفاقية تبادل المعلومات العلمية والتقنية، والاشتراك في إعداد المنشورات، وإبرام اتفاقيات تخص الإشراف المشترك على أطروحات الدكتوراة، وكذلك التعاون في مجال معادلة الشهادات العلمية، وتبادل الخبرات والتجارب في ميدان التسيير الجامعي ونظام الجودة، وحول شراكة الجامعات بقطاع الأعمال، إضافة للتعاون في مجال تطبيقات تكنولوجيات الإعلام والاتصال في التعليم العالي؛ بما في ذلك التعليم عن بُعد.

وأكد الوزير برهم أن الاتفاقية تأتي في سياق التعاون الوثيق مع تونس في مجال التعليم، مثمنا الدعم المتواصل الذي تقدمه الجمهورية التونسية للشعب الفلسطيني وقطاع التعليم خصوصا.

وبين برهم أن الاتفاقية تهدف لدعم التعليم داخل فلسطين وتحقيق رغبات الطلبة الفلسطينيين في استكمال تعليمهم عبر الالتحاق بالجامعات التونسية، وتوفير فرص تدريبية مهمة لهم.

واستعرض برهم انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدارس والجامعات، لافتا إلى أن الاحتلال دمَّر أكثر من 85% من الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة، واستهدف ودمر المئات من المدارس، وقتل الآلاف من الطلبة والمعلمين والأكاديميين، مشيرا إلى أن حواجز الاحتلال في الضفة الغربية تضيق على الطلبة والأساتذة وتمنعهم من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم.

من جانبه، أكّد الوزير بلعيد أن الوزارة التونسية تولي الطلبة الفلسطينيين بالجامعات التونسية اهتماما خاصا، وأنَّ تونس تُخصِّص الحصَّة الأهم لفلسطين في برنامج استقبال الطلبة الدوليين، إضافة لتقديم منح دراسية للطلبة الفلسطينيين في مجالات نوعية، مؤكدا عمق العلاقات بين الشعبين التونسي والفلسطيني، مشيدا بالاتّفاقية الجديدة مع فلسطين باعتبارها لبنة جديدة لتطوير التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين.

وأشار بلعيد إلى أنّه ومنذ العدوان الهمجي غير المسبوق على الشعب الفلسطيني خاصة في غزّة؛ اتّخذت الوزارة التونسية إجراءات استثنائية لإفادة الطلبة الفلسطينيين، من بينها توسيع الفئات المنتفعة من المنح الدراسية، وفتح السكن الجامعي لكلّ الطلبة الفلسطينيين ومتابعتهم، إضافة لتنظيم الجامعات التونسية ودواوين الخدمات الجامعية العديد من التظاهرات للتعبير عن مُساندة قطاع التعليم العالي الفلسطيني، وكذلك مبادرة المئات من أساتذة الجامعات التونسيين الذين عبَّروا عن استعدادهم للمُساهمة في التدريس عن بُعد لطلبة غزة.

يُشار إلى أنَّ توقيع الاتفاقية للوزير برهم يأتي على هامش مُشاركته في المؤتمر الذي تقيمه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم في مقر المنظمة بالجمهورية التونسية، تحت عنوان: واقع تعليم الأطفال في مدينة القدس، والتأكيد على ضرورة حماية حقهم في التعليم.