شدني الفرح الغامر على وجه النائب الوطني الفلسطيني أيمن عودة وإلى جانبه النائب أحمد الطيبي، والمشجعين من جمهور فريق اتحاد أبناء سخنين لكرة القدم خلال لحظات تسجيل هدفي الفوز على فريق (بيتار) الاسرائيلي المشهور بنزعة جمهوره العنصرية.
تزامن المنشور المميز للصديق أيمن عودة مع منشور مميز أيضًا للصديق أحمد الطيبي، على صفحة التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، حيث لفتت نظري دعوته للأصدقاء لملاحظة تفاعل الجمهور العربي والقطري في (ستاد البيت) في عاصمة دولة قطر الدوحة مع لحظات ظهور العلم الفلسطيني مع أنغام مطلع النشيد الوطني الفلسطيني "فدائي.. فدائي.. فدائي يا أرضي  يا أرض الجدود/ فدائي.. فدائي.. فدائي يا شعبي ياشعب الخلود" أثناء لوحة غنائية جاذبة تميزت بأداء وحس مرهف لثلاثة فنانين أنشدوا أبيات الشعر الأولى من الأناشيد الوطنية لـ 22 دولة عربية مشاركة في بطولة كأس العرب (فيفا)  المعتمدة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم. 
كان مميزًا حضور رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس "أبو مازن" ضيف شرف ليشهد مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفل افتتاح مبهر فنيا وتقنيا وموضوعا. 
ما بين مشاهد افتتاح بطولة كأس العرب على ستاد البيت في الدوحة عاصمة قطر، وما بين مشهد فرح الجمهور العربي الفلسطيني المشجع والسعيد لفوز فريق اتحاد أبناء سخنين الفائز في المباراة على استاد الدوحة في مدينة سخنين العربية الفلسطينية خلاصة مفيدة، وهي أن "العرب يستطيعون".
تهليل الآلاف في ستاد البيت لعلم فلسطين ولنشيد فدائي الفلسطيني معنى، ولفرح الجمهور الفلسطيني في الجليل مع قادته السياسيين معنى، وللمعنيين تفسير واحد هو أن الجماهير العربية من المحيط الى الخليج ما زالت تعتبر فلسطين حالة استثنائية، قضيتهم الأولى في كل مسارات حيواتهم، ليس السياسية وحسب، ونعتقد أننا ما زلنا نذكر تشجيع الجمهور الجزائري لفريق منتخب فلسطين عندما لعب مع منتخب بلاده في العاصمة الجزائرية، وكيف ردد الأناشيد الفلسطينية ورفع نسخا بالمئات من علم فلسطين بأحجام متعددة.
سنطلع على بعض ما أنشده الفنانون الثلاثة من الأناشيد الوطنية للأقطار العربية ابتداء من نشيد فلسطين: "فدائي  يا أرضي يا أرض الجدود فدائي يا شعبي يا شعب الخلود" مع نشيد سوريا: "حماة الديار عليكم سلام.. أبت أن تذل النفوس الكرام/ عرين العروبة بيت حرام.. وعرش الشموس حمى لا يضام" .. وقسم الأحرار الثوار في نشيد الجزائر: "قسمًا بالنازلات الماحقات.. والدماء الزكيات الطاهرات" ليلتقي مع نشيد تونس: "حماة الحمى يا حماة الحمى.. هلموا هلموا لمجد الزمن" ليأتي الصدى من مصر العربية: "بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي" فيأتي الصدى في نشيد موريتانيا: "بلاد الأباة الهداة الكرام وحصن الكتاب الذي لا يضام" فيما يؤكد نشيد لبنان أننا: "كلنا للوطن للعلى للعلم.. على عين الزمن سيفنا والقلم". أما الوطن الذي يحتويه قلبنا وعقلنا ويحتوينا بعلاقة لا انفصال فيها على مر الزمن والتاريخ فهو كما في نشيد بلاد المشرق العربي حتى حط الرحال في العراق: "موطني موطني.. الجلال والجمال والسناء والبهاء في رباك في رباك.. والحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك  في هواك". أما تفاصيل التمجيد لكل أرض عربية وسماء أوطان الشعوب العربية فقد حفظتها أناشيد وطنية عربية مثل: "وطني الكويت سلمت للمجد.. وعلى جبينك طالع السعد" فيما يقسم القطري وينشد: "قسما قسما قسما بمن رفع السماء قسما بمن نشر الضياء.. قطر ستبقى حرة تسمو بروح الأوفياء". أما الأردني فينشد لوطنه الهاشمي: "خافقات في المعالي أعلامه" فيما ينشد العماني اعتزازا بشخصيته: "يا عمان نحن من عهد النبي.. أوفياء من كرام العرب".
 ذلكم جزء يسير مما ينشده الأشقاء العرب، لو جمعناه في قصيدة أدبية سياسية اقتصادية ثقافية اجتماعية تاريخية حاضرة ومستقبلية، وجسدنا كل حرف بروح الوطني العظيم الذي ألف كل بيت ونشيد، وعملنا على تطبيق إيماننا بالحرية، مستلهمين روح الثائر الفدائي المناضل الملهم المبدع، ومنظمين لقدرات شعوبنا اللامحدودة، لكان بيتنا "وطننا العربي" من أقوى بيوت "أوطان العالم" ولكانت فلسطين في القلب منه تنبض بالحرية والاستقلال، فما حدث في سخنين فلسطين والدوحة في الخليج العربي في يوم واحد منحنا جرعة أمل بأن للعروبة والوطنية الانسانية مجدا سينهض، وسنؤكد للعالم أن العرب يستطيعون، وأن فلسطين الحرة ستبقى معيار وحدتهم وتقدمهم وأنها  ستبقى "منبت الأحرار مشرق الأنوار" كما يعرف الشعب المغربي وطنه في مغرب الوطن العربي المطل على المحيط الأطلسي.

 

المصدر: الحياة الجديدة