لنسأل أنفسنا: لماذا ترك وكلاء الرئيس ترامب كل العالم ويعسكرون في المنطقة العربية؟ الجواب أنهم يدركون أن لا أحد في العالم يمكن أن يشتري بضاعة ترامب الانتخابية الفاسدة إلا بعض الزبائن العرب، فمعظم دول وشعوب العالم ينتظرون الثالث من تشرين  الأول/ نوفمبر القادم أملاً بأن يتخلص الشعب الأميركي من هذا الرئيس الأناني. المسألة الأخرى هي أن عصابة ترامب  الصهيونية تريد ترسيم إسرائيل زعيمة للمنطقة لضمان دعم اللوبي لترامب في الانتخابات.

من يتابع تصريحات ومفردات بومبيو وكوشنير يدرك مدى السذاجة التي يسوقان بها بضاعتهما، فهما يعتقدان أنهما ليسا بحاجة حتى للغة ذكية لاقناع بعض العرب، فهما بحاجة أكثر لعرض مسرحي انتخابي منه لمحاولة تسويق إسرائيل عند المعجبين واللاهثين العرب. والأغرب أن كوشنير، الذي يحصد شخصيًا الصفقات التجارية والمالية، قد نصب نفسه متحدثًا باسم الدول العربية ويحدد مواقفها الراهنة والمستقبلية.

إنه زمن كوشنير.. يا فرحة الأمة العربية، على الأقل زمن الصهيوني كيسنجر في السبعينيات، الذي رسم استراتيجية للمنطقة لعقود قادمة، كان أكثر ذكاء، كما أننا كنا أمام شخصية يشهد لها العالم انها عبقرية. بغض النظر عن كونه ثعلبًا صهيونيًا محترفًا مقارنة بالولد الأهبل كوشنير، لذلك نحن في زمن عربي أكثر هبلا.

ولكن لنكن منصفين، فإن بومبيو وكوشنير فشلا بالعموم في تحضير المسرح لمهرجان انتخابي مقنع، لأن اللاعب الرئيس في الصراع رفض أن يكون كومبارس في مسرحية ترامب، والذي من دونه سيكون حضور الآخرين بلا قيمة حقيقية.

لقد أفشل الموقف الفلسطيني الصلب فرحة الوكلاء. فهذا الموقف قاد إلى تريث دول عربية من الاندفاع نحو مهرجان إعادة انتخاب ترامب.

ولا بد أن نشير إلى أن التاريخ سيسجل أن موقف القيادة الفلسطينية الصلب في وجه طغيان ترامب، هو من أفشل مخطط عصابة ترامب الصهيونية في تصفية القضية الفلسطينية، واغتصاب قرار الأمة العربية والسيطرة عليه كليًا، إنها أسابيع صعبة تحتاج لصبر وصمود وتضحيات، من يطلع قليلا على كواليس الموقف الفلسطيني، يمكنه أن يلاحظ مدى الضغوط وتقديم الهدايا الملغمة التي يتعرض لها الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية.

وبالتوازي، يحاول المنبطحون أمام إسرائيل ووكلاء ترامب، استخدام اللعبة ذاتها التي تم استخدامها مع ياسر عرفات عبر الحديث عن أن الرئيس أبو مازن معزول ومنفصل عن شعبه، وأن مجموعة قليلة من القيادة هي التي تملي عليه مواقفه. هم يكذبون ويعرفون أنهم يكذبون، بهدف دق إسفين بين القيادة الفلسطينية والشعب، أو بهدف تصوير أن للشعب الفلسطيني موقفًا آخر غير موقف قيادته، وأن الشعب مع التطبيع وصفقة القرن.. أنهم باختصار لا يعرفون لا أبو مازن ولا الشعب الفلسطيني، الذي رفض الركوع والاستسلام للمشروع الصهيوني، كما يفعلون هم اليوم.