الصهيونية حركة سياسية يهودية، ظهرت في وسط وشرق قارة أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر ودعت اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين بدعوى أنها أرض الآباء والأجداد (إيريتس يسرائيل) ورفضت اندماج اليهود في المجتمعات الأخرى للتحرر من معاداة السامية والاضطهاد.

استخدام الدين لأغراض السياسة: ظهرت المسيحية الصهيونية المتطرفة بعدة أشكال، تأييد ودعم إسرائيل ورقيها، وفى المقابل تخلف العرب والمسلمين وفسادهم وعدم ديموقراطيتهم، وهذا شكل مبررًا لدعم إسرائيل، واستخدم الدين عند هؤلاء حتى وصل الأمر بوزير الخارجية الأميركي بامبيو للقول إنه يسير مع المسيح لشرعنة الاستيطان والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وضم الأراضي الفلسطينية.

هل نشهد اليوم ميلاد الصهاينة العرب العلني؟ فالذي يقرأ ما يكتبه الذين يدافعون عن قرار الإمارات الاعتراف بإسرائيل، يجد التمجيد بإسرائيل وحريتها ورقيها، حتى وصل الأمر بالبعض للقول (فلسطين ليست قضيتي)، (وإسرائيل حليفة وفية)، وفى المقابل تكال الشتائم للشعب الفلسطيني، وعدم وفائه، ونكرانه للجميل، وفساد قياداته، لمجرد أن الشعب الفلسطيني أصر على تمسكه بمبادرة السلام العربية، وبميثاق الجامعة العربية وميثاق منظمة التعاون الإسلامي وكذلك ميثاق مجلس التعاون الخليجي، والقانون الدولي، ورفض قرار الإمارات، الأمر الذي قبله فقط كتبة القصور وأصحاب الأقلام المأجورة، وفاقدو البوصلة، الذين تم تجنيدهم، والذي يُشترى يصبح عبدًا لا يملك الإرادة وعندما يحاول إنكار ذلك يفقد خجله ويصبح عنده كل شيء مبررًا.

الثمن هو الإبداع في الدفاع عن قرار الإمارات بمكافأة نتنياهو وترامب وكوشنير، على ضم القدس، وهضبة الجولان، واستمرار الاستيطان وجرائم الحرب المرتكبة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، أي زمن هذا الذي توضع فيه الأقلام الثمينة في يد أصحاب الأسعار الرخيصة، في زمن يصبح فيه تزوير الحقائق أو خلطها أو حتى إنكار وجودها ينفي وجودها، سجلوا واحفظوا ما يكتب ضد منظمة التحرير الفلسطينية وضد نضال الشعب الفلسطيني والتهم التي توجه للقامات والهامات الفلسطينية التي تقدم الغالي والأغلى من أجل فلسطين ومقدساتها.

عندما يطلق كوشنير اسم (اتفاق إبراهيم) على البيان الثلاثي، فهو يقصد أن مكة المكرمة لسيدنا إسماعيل عليه السلام والقدس لسيدنا اسحق عليه السلام (أبناء إبراهيم)، هذا تمامًا ما يقصده كوشنير، وهذا ما ورد في البيان الثلاثي عندما تمت دعوة المسلمين للقدوم بسلام للصلاة في المسجد الاقصى، طبعًا تحت السيادة الصهيونية الإسرائيلية، قرار دولة الإمارات أكثر من طعنة خنجر مسموم في الظهر الفلسطيني، لأننا كأبناء للشعب الفلسطيني نؤمن بعروبة قضيتنا وبأمننا القومي العربي ولم تقبل منظمة التحرير الفلسطينية أن تكون أداة بأيدي كيانات أو أنظمة حاولت استخدامها، الاتفاق الثلاثي عنوانه ليس فلسطين وإنما المحاور الإقليمية، ولن تكون م. ت. ف طرفًا فيها، فموقفنا من جزر الإمارات التي تحتلها إيران ثابت ولن يتغير، إنها جزر إماراتية عربية وستبقى، نحن مع سيادة العراق وسيادة سوريا ووحدة أراضيهما وسيادتهما ونرفض أي محاولة مهما كانت مبرراتها للنيل من وحدة وسيادة العراق وسوريا وغيرها من الدول العربية، وتعرف تركيا هذا الموقف جيدا، فلماذا يحاول العبيد الذين تم شراؤهم من أسواق النخاسة أن يربطوا الشعب الفلسطيني بهذا المحور أو ذاك على الرغم من موقف منظمة التحرير الواضح والمحدد باستقلالية القرار الفلسطيني.

لقد قال الشعب الفلسطيني وعلى لسان رئيسه محمود عباس لا مدوية لترامب وإدارته، ونحن نعرف انه يملك ٢٥٪ من الاقتصاد العالمي، ويملك القدرة على تدمير الأرض وما عليها ٤٠٠ مرة، ويملك أدوات الضغط والنفوذ على الدول والحكام، الذين يؤمنون بمبدأ أن الدول وجدت لتكون قوية أو لتجد دولا قوية تحميها بالثمن المناسب، وقد يكون الدفع بأثمان مالية أو سياسية أو الاعتراف بإسرائيل، أو حتى بلقاء نتنياهو.

عبر التاريخ، فإن كل الكيانات التي اعتمدت على حماية الآخرين انتهت إلى غير رجعة، أما فلسطين المحتلة وشعبها الذي يعيش تحت الاحتلال أو في الشتات والغربة، فإنه يدرك أن البقاء يتطلب الإرادة، حضرت القوة المادية أو غابت، لذلك يقولون إرادة الشعوب، وإرادة الشعب الفلسطيني إلى انتصار، ليس أمامنا خيار للمجاملة أو المهادنة في حقوقنا الوطنية المشروعة، أما مسألة الصهاينة العرب فهي ستكون موضوع كتابي القادم حيث أقوم حاليًا بتوثيق كل ما يقال أو يكتب سواء بتغريدة او مقابلة، أو مقال، أو اتهام، أو تشويه، وسوف أترك مهمة حساب الصهاينة العرب لأبنائهم وأحفادهم، فنحن أمام أخطر ظاهرة تنشأ في عالمنا العربي منذ القرامطة.