أهلًا شيخ محمّد بن زايد! يا مرحبًا! شرّفتَ! لماذا تأخرتَ يا صاحب السّموّ ثلاثة وخمسين عامًا؟ أنت شيخٌ فهمان تعرف أنّ المسجد الأقصى أسير، وكنيسة القيامة أسيرة، وأولى القبلتين أسيرة، والجميع فلسطينيًّا وعربيًّا وإسلاميًّا ينتظرك بفارغ الصّبر، أيّها المخلّص والمحرّر، يا صلاح الدّين الجديد!

أنت شيخٌ شجاع تأتي في زمن الكورونا، تأتي مع الكورونا، كي تخلّص قبّة الصّخرة من أحفاد هاشم وتميم وعدي وأميّة وبني أنف النّاقة وتلزمهم بالحجر الصّحيّ!

نحن نعرف أنّك كنت تأتي إلى تل أبيب في السّنوات السّابقة، تتسلّل مثل العاشق الهيمان، تأتي وقد نام الرّعاة وروّح السّمّر، تأتي على ضوء البيت الأبيض كي لا تضلّ الطريق.

ونحن نعرف أيضًا أنّك كنت تمارس التّسرّي منذ أيّام الشّباب وتغافل المرحوم زايد، وتمشي على رؤوس أنامل قدميك حتّى تصل إلى إيلات ويا هلا بالضّيف! وأمّا اليوم فقد قرّرت أن تخرج من الخزانة لأنّك عصريّ ولا يليق بك ممارسة الموبقات السريّة!

كان في بلادنا كاتبٌ لم تسمع به لأنّك رجلٌ عظيمٌ لا وقت عندك لتفاهةٍ اسمها القراءة أو المطالعة. كتب إميل حبيبي قبل ثلاثة عقود أنّ الرّجعيّة العربيّة تنتقل من مرحلة ممارسة الزّنا السّرّيّ الى مرحلة ممارسة الزّنا العلنّيّ، وبناءً عليه نحن لا نستغرب ما قمت به يا شيخ.

أنت يا شيخ عربيٌّ أصيل تزور أبناء عمومتنا عملًا بصلة الرّحم، والمثل العربيّ يقول "أنا وابن عمّي على الغريب" وبنيامين نتنياهو هو ابن العمّ لحًّا (خيّ البيّ) وأمّا الغريب فهو الفلسطينيّ، كثير الغلبة، الّذي جاء الى فلسطين من وراء البحار ومن وراء الجبال ومن وراء الضّباب. يا الله! شو متعب هالفلسطينيّ!!

أنت يا شيخ محمّد شجاع أسقطتَ اللّثام وسبقت ملوكًا وأمراء وسلاطين ووزراء فلماذا التّستّر ولعبة الغمّيضة؟

سوف نستقبلك في باب العمود بالخبز والملح وسعف النّخيل ونغنّي لك ما غنّاه الشّيخ إمام لبطل الحرب والسّلام ولصاحب الفخامة نيكسون. هل يسمح لنا الخليل بن أحمد أن نقول "شرّفت يا شيخ بابا!!".

نحن نعي أن هذا الاتّفاق المسمّى "اتفاق أبراهام" اسمٌ على مسمّى، واضح وصريح، فالله تعالى أعطى فلسطين كلّها لأبراهام ونسله، إذًا الضّمّ مضمون والسّيادة الاسرائيليّة من البحر الى النّهر قادمة تعدو، وعندئذٍ سوف ترقص الهورا في شارع ديزنغوف، وقد ترقص الدّبكة الشعراويّة وتغنّي "بالله تصبّوا القهوة وزيدوها هيل واسقوها لنتنياهو عَ ظهور الخيل!".

 نحن لا نلومك ولا نعتب عليك فأنت سخيٌّ كريم، وأنت شيخ ابن شيخ، ولا يمكن أن تقول "لا" للصّبيّ كوشنير وللمستر سبّان و"لأبو الكلّ" مستر ترامب.

منذ عقود لم نر شيخًا في بلادنا لذلك سوف نستقبلك في باب العمود ونمشي معك في درب الآلام حيث سار ابن مريم حاملًا اكليل الشّوك ونقدّم لك كعك القدس وقرن فلفل من بساتين غزّة.

دير بالك يا شيخ! خذها نصيحة من أجل المرحوم أبيك: الخواجا نتنياهو سوف يلاعبك "لفّتك ما لفّتك".

هل تعرف هذه اللّعبة؟

سل الّذين سبقوك اذا تجرّأوا ونطقوا!