بسم الله الرحمن الرحيم

(وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).

صدق الله العظيم

تهلُّ علينا كلّ عام في الفاتح من كانون الثاني ذكرى انطلاقة حركتنا العملاقة مُفجِّرةِ ثورتنا المجيدة ورائدة كفاحنا العتيد، حاملةً معها ذات القَسَم والعهد، وذات الأمل والإصرار على المضي على درب شهدائنا وأسرانا وجرحانا الذين خطوا بدمائهم الزّكيّة وعذاباتهم الأليمة تاريخنا الناصع.

 

وبهذه المناسبة العظيمة، نتقدَّم بِاسم إعلام حركة "فتح" في لبنان بأجلِّ التهاني وأسمى التبريكات إلى قيادة حركتنا الوطنية الفلسطينية وعلى رأسها القائد العام سيادة الرئيس محمود عبّاس ولجنتنا المركزيّة ومجلسنا الثوري، وإلى جميع أبناء الفتح الميامين، وإلى شعبنا الصّامد الصّابر في كلِّ الوطن والشتات، وإلى كلِّ أحرار العالم المؤمنين بقضيّتنا وبمبادئ حركتنا ورسالتها.

 

خمسةٌ وخمسون عامًا.. ومستمرّون، ليست مجرّدَ عبارةٍ لتخليد ذكرى، بل هو عهدٌ قطعناهُ على أنفسنا منذُ عمر الانطلاقة ونواصلُ التمسُّك به وصونه بقولٍ يصدقهُ العمل على مدار مسيرةٍ طويلةٍ من العطاء والنضال كرّست خلالها حركة "فتح" هُويَّتَنا الوطنيّة، واستمرت بحماية قرارنا الوطنيِّ المستقلِّ بصلابةٍ وعزّةٍ.

 

الأخوات والإخوة..

في عامها الخامس والخمسين، فلتكن ذكرى انطلاقة حركة "فتح" يومًا فلسطينيًّا وطنيًّا نجدِّدُ فيه جميعًا، كلٌّ من مكانه وموقعه وعبر السبل المتاحة له، الوفاءَ لمسيرة الثّوار ولأمانة الشهداء حاملين رسالة التحرير على عهد الياسر وعلى خطى رفيق دربه السيد الرئيس محمود عبّاس، ولنُخلِّد إرثًا من المجد والعزّة والشموخ لصانعة المجد والانتصارات، مؤكِّدين أنَّ "فتح" التي صمدَت ومن بينِ الأنقاضِ نهضَت، ورفعت شعارَ "ثورة حتّى النّصر"، كانت وستبقى حركةَ الكلِّ الفلسطينيّ، وقِبلَةَ الأحرار والفدائيين، والدرعَ الحصينَ لمشروعنا الوطني التحرُّري، والجدار الصّلب في وجه كلِّ المؤامرات المحيقة بقضيتنا والسهام المصوَّبة إلى ثوابتنا.

 

في الذكرى الخامسة والخمسين لانطلاقتِها.. ستبقى "فتح" شُعلةَ تضحياتٍ وعطاءٍ لا تنطفِئ، ومسيرةَ ثورةٍ مستمرةٍ لا تنكفِئ، ووعدًا مُحقَّقًا بالنّصر والتحرير والعودة بهمة الأحرار والشرفاء وبسواعدِ القابضين على جمر الإيمان بعدالة قضيتنا وشرعية حقوقنا وأهدافنا الوطنيّة.

 

عهدًا أن نحفظ الأمانةَ والقسَمَ، وأن نبقى متمسّكين بثوابتنا الوطنية، وأن نواصل النضال على الدرب الذي عمّده قادتنا وشهداؤنا وأسرانا وجرحانا بتضحياتهم الجليلة حتى تحقيق أهداف شعبنا بالحُرّيّة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس الشريف والعودة المظفّرة لشعبنا الفلسطيني الأبيّ إلى أرضه.

 

عاشت الذكرى ودامت الثورة

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

الشفاء العاجل لجرحانا البواسل

الحرية لأسرى الحُرية الأبطال

وإنَّها لثورةٌ حتّى النّصر

 

عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان

مسؤول الإعلام والتعبئة الفكريّة

علي خليفة