بسم الله الرحمن الرحيم

حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية

 النشرة الإعلامية ليوم الخميس ١٩-١٢-٢٠١٩

 

*رئاسة

الرئيس بمستهلِّ اجتماع "الثوري" في دورته السابعة: دون أن ينتخب أهل القدس في قلب القدس لن يكون هناك انتخابات

  قال رئيس دولة فلسطين محمود عبّاس إنه "دون أن ينتخب أهل القدس في قلب القدس وليس في ضواحيها، لا انتخابات مهما كانت الضغوط التي ستمارس علينا".

جاء ذلك خلال كلمة سيادته بمستهلّ اجتماع المجلس الثوري لحركة "فتح"، مساء الأربعاء، في دورته السابعة "دورة الخيار الشعبي الديمقراطي والمقاومة الشعبية للتصدي للمخططات الصهيوأميركية"، بمقرِّ الرئاسة في مدينة رام الله.

وقال سيادته: "لن نقبل إطلاقًا أن ينتخب أهل القدس إلّا في القدس"، مُشدِّدًا على "أنّه لا أحد يستطيع أن يضغط علينا في هذا الموضوع أو غيره، لن نسمح ولن نقبل إطلاقًا أن تأتينا ضغوط من هنا أو هناك".

وقال: "بدون إجراء الانتخابات في القدس لن تجري الانتخابات"، مُضيفًا: "نحنُ جادون في الوصول إلى الانتخابات لأنّنا مؤمنون بها، ونريد أن تجرى هذه الانتخابات لأنَّ آخر انتخابات جرت لدينا عام ٢٠٠٦، ولذلك يجب أن نجريها ولكن ليس بأي ثمن".

وتابع الرئيس: "تجري الانتخابات في الأراضي الفلسطينية، في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي القدس".

وأضاف: "كلفنا رئيس لجنة الانتخابات المركزية د.حنّا ناصر، وقد اتصل بجميع الفصائل الفلسطينية، وجميعها وافقت على الانتخابات، وبقي علينا أن نحصل على موافقة لإجراء الانتخابات في القدس، لذلك أرسلنا رسالة إلى الإسرائيليين ولم يأتنا الجواب بعد".

وتابع الرئيس قائلاً: "طلبنا إلى كثير من الدول أن تتحدث معهم ولم يأتنا جواب بعد".

وقال سيادته: "البعض يقولون أصدروا مرسومًا، نصدر مرسومًا من أجل ماذا؟ من أجل الضغط على (إسرائيل)، افرض أن (إسرائيل) لم تقبل بإجراء الانتخابات داخل مدينة القدس، ماذا سنفعل بالمرسوم؟ هل نتراجع أو في هذه اللحظة عندما نصدر مرسومًا تبدأ الضغوط علينا اقبلوا بهذا، واقبلوا بتلك، اقبلوا بهذا الموضوع، لن نقبل إطلاقًا".

وتابع الرئيس: "ليعلم القاصي والداني أنَّ كثيرين ضغطوا علينا من أجل صفقة العصر، وقالوا انتظروا لتخرج صفقة العصر، لو انتظرنا اليوم ماذا كانت النتيجة؟ قلنا من اليوم الأول لا لصفقة العصر، ونحن نعرف ثمن هذه الـ(لا)، ولكن الـ(لا) مقابل الوطن مقابل القدس، إذا أردنا أن نفرّط في القدس ممكن أن نقول نعم وهذا لن يحصل".

وأردف سيادته: "نحنُ على ثقة تامة أنَّ هذه الحركة قيادة وقاعدة شبابًا وشيبًا، نساءً ورجالاً، يقفون على قلب رجل واحد، مؤمنون كلّ الإيمان بهذه المسيرة وهذه القضية التي أنا واحد منها".

وقال: "ننتهز هذه الفرصة لنقدم التهاني الحارة لأهلنا وشعبنا الفلسطيني بأعياد الميلاد المجيدة القادمة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، والسابع والتاسع عشر من الشهر المقبل، وأتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يعيد هذه الأعياد على شعبنا وعلى أمتنا ونحن في أحسن حال، ونحن واثقون أننا سنكون في أحسن حال إن شاء الله".

وأردف سيادته: "أقول لإخوتنا المحتفلين هذه الأيام في بيت لحم اجعلوا هذه الأيام أيام فرح وأيام محبة ولا تجعلوها أيام خلافات، لأنني أعرف أنَّ هناك بعض الأمور والقضايا والمنغصات التي تنغص بين أبناء البيت الواحد، ولكنَّ هذه الأيام والأعياد يجب أن تستثنى من المنغصات وتخصص للفرح والأعياد، ولذلك أتمنى على الجميع أن ينسوا كل ما بينهم وأن يقولوا كلمة واحدة، نحن اليوم نحتفل جميعنا بهذه الأعياد، إنّما الخلافات نتركها إلى أيام أخرى، يجب أن لا ننغص على بعضنا البعض في هذا اليوم الحبيب والسعيد يوم مولد سيدنا المسيح عليه السلام". 

وأضاف: "أشيدُ بنشاطات إخوتنا الجالسين هنا والفعاليات التي قاموا بها ردا على الإجراءات التي تقوم بها (إسرائيل) ضدَّ شعبنا الفلسطيني، وبالذات المظاهرات العارمة التي شملت جميع المدن القرى والمخيمات، وأخص بالذكر ما جرى ويجري هذه الأيام في الحرم الإبراهيمي الشريف، وأخص أهلنا في الخليل وحولها، وأشد على أياديهم وأقول لهم يجب أن نحمي الحرم الإبراهيمي كما نحمي المسجد الأقصى، كلاهما مقدس عندنا ويجب ألا نسمح لأحد أن يدنسهما، ولذلك نقول لكم إلى الأمام دائما وأبدًا من أجل أن نقف في وجه الاستيطان وفي وجه المستوطنين، وفي وجه أولئك الذين يريدون أن يمنعونا من وطننا وأن يمنعونا من خليلنا وأن يمنعونا من قدسنا".

وتابع سيادته: "كذلك أُحيي الأخوة في الأقاليم على النشاطات التي نفَّذوها من أجل الانتخابات لتفعيل الديمقراطية في حركة "فتح"، وهذا أمر بمنتهى الأهمية".

 

*فلسطينيات

اشتية: الانتخابات لن تكون إلّا بمشاركة القدس

  أكَّد رئيس الوزراء محمد اشتية أنَّ الانتخابات لن تكون إلّا بمشاركة أهلنا في القدس من قلب العاصمة المحتلة، وأنه لن يتم القبول بغير ذلك.

وشدَّد اشتية في كلمته خلال فعاليات مؤتمر الموظفين الإداريين الثاني للعام الجاري، الذي تنظّمه النيابة العامة، بمدينة أريحا، اليوم الخميس، على أنَّ شعبنا بحاجة للانتخابات أكثر من أي وقت مضى، لأنّنا نحتاج إلى الديمقراطية، مبينا أن من أراد إزاحة القدس عن طاولة المفاوضات أراد إخراجها من سياقها الفلسطيني، ولن نقبل ذلك.

وقال اشتية إنَّ العالم يعيش في ظروف متغيرة متسارعة، تنعكس على النظام الإداري في أي بلد، لذلك نريد مواكبة التطور في العالم.

وأوضح أنَّ الحالة الفلسطينية تعيش ظروفًا معقدة واستثنائية تختلف عن أي دولة في العالم، والمعاناة التي يعيشها شعبنا في القدس وأريحا وحصار غزّة، تجعل كل شخص منا يمثّل تحديًّا، في مواجهة تحديات مختلفة.

وأضاف أنَّ الحكومة قرّرت دفع فاتورة الكهرباء عن جميع المخيّمات الفلسطينية، كما أنها تدفع مساعدات نقدية لـ١٠٦ آلاف أسرة محتاجة منها ٧٠ ألفًا في غزة، لأنّنا وطن واحد ونتطلع لتعزيز وتمكين صمود المواطنين في كل مكان.

 

*أخبار "م.ت.ف"

عريقات يُطلع وفدًا أميركيًّا على انتهاكات الاحتلال

  أطلع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، وفدًا من التقدميين الأميركيين، على انتهاكات سلطة الاحتلال (إسرائيل) للقانون الدولي والشرعية الدولية، خاصةً فيما يتعلّق بفرض الحقائق الاحتلالية الاستيطانية الاستعمارية بالقدس الشرقية المحتلة وما حولها والخليل والأغوار وغيرها من الأراضي المحتلة.

وأكّد عريقات للوفد الذي ضمَّ أكثر من ٢٠ شخصية أكاديمية وتشريعية وقيادات مؤسّسات مجتمع مدني وجمعيات خيرية كبيرة من عدد من الولايات وخاصةً الغربية، أنَّ الشعب الفلسطيني، يواصل صموده وبقاءه ونضاله من أجل حريته واستقلاله، عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتجسيد استقلال دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب (إسرائيل) على حدود ١٩٦٧.

وتحدّث عن الإعدامات الميدانية والاستيلاء على الأراضي والتطهير العرقي وهدم البيوت والإهمال الطبي وإساءة معاملة الأسرى والحصار والإغلاق وخاصة لقطاع غزّة.

وأكّد عريقات أنَّ الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية استحقاق بامتياز، داعيًا جميع دول العالم وقوى الديمقراطية إلى إلزام سلطة الاحتلال (إسرائيل) بعدم عرقلة هذه الانتخابات من خلال الالتزام بتنفيذ الاتفاق الموقع عام ١٩٩٥ بهذا الشأن.

 

*أخبار فتحاويّة

"ثوري فتح" يواصلُ أعمالَ دورته السابعة

  واصل المجلس الثوري لحركة "فتح"، اليوم الخميس، أعمالَ دورته السابعة "دورة الخيار الشعبي الديمقراطي والمقاومة الشعبية للتصدي للمخططات الصهيوأميركية"، بمقرِّ الرئاسة في مدينة رام الله، بحضور أعضاء اللجنة المركزية للحركة.

وأثنى عددٌ من أعضاء المجلس الثوري في مداخلاتهم، على دعم جهود الرئيس محمود عبّاس الرامية لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في أقرب فرصة ممكنة، مع التأكيد على ضرورة أنَّ تشمل الضفة الغربية وقطاع ومدينة القدس.

وأشاروا إلى أنَّ قضية تصويت أبناء شعبنا في القدس داخل المدينة المقدسة لا نقاش فيها ولا مساومة، باعتبارها خطا أحمر لجميع أبناء شعبنا الفلسطيني.

وجرى خلال الجلسة الصباحية، طرح عدد من القضايا السياسية، والملفات الداخلية التي تهمُّ أبناء الحركة.

وسيُواصل المجلس الثوري أعماله، حيثُ سيعقد جلسته المسائية لهذا اليوم، فيما تستمر جلسات المجلس الثوري يوم غدٍ لاستكمال بحث عدد من الملفات، كسبل تفعيل المقاومة الشعبية السلمية وغيرها من القضايا.

 

*إسرائيليات

إسرائيل تقيم ٢٢ ألف وحدة استيطانية في ثلاثة أعوام

أكّدت هيئة الأمم المتحدة في تقرير قدم أمام جلسة لمجلس الأمن، اليوم الخميس، أنّ عدد الوحدات الاستيطانية التي قُدمت خطط لبنائها في الأراضي الفلسطينية، أو تمت الموافقة عليها خلال العام الجاري بلغ 10000 وحدة مقارنة بنحو 6800 في كل من العامين الماضيين. 

وأضاف التقرير: "منذ 2016 جرى التخطيط أو تمت المصادقة على مخططات لإقامة أكثر من 22000 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وصدرت مناقصات لإقامة 8000 وحدة".

وناقش مجلس الأمن تقرير الأمين العام الثاني عشر المتعلق بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2334، الذي يغطي الفترة الواقعة بين 12 أيلول و6 كانون الأول/ 2019.

وينص قرار 2334 على أن المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، بما فيها القدس الشرقية، ليس لها أي شرعية قانونية، وتُعتبر انتهاكًا صارخًا وفق القانون الدولي، وعقبة أساسية أمام تحقيق حل الدولتين وسلام عادل وشامل ودائم.

 

*عربي ودولي

بدء أعمال الاجتماع الطارئ للجامعة العربية لمواجهة افتتاح البرازيل مكتبًا تجاريًّا في القدس

  بدأت، اليوم الخميس، أعمال مجلس جامعة الدول العربية الطارئ في دورته غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين، بناءً على طلب من دولة فلسطين، وبتأييد كافة الدول العربية، لبحث الخطوات والإجراءات إزاء الخطوة غير القانونية التي قامت بها البرازيل عبر فتح مكتب تجاري بالقدس.

وحضر الاجتماع الأمين العام المساعد للجامعة العربية السفير حسام زكي، والأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة سعيد أبو علي.

وترأس أعمال الدورة سفير العراق لدى مصر، مندوبها الدائم بالجامعة العربية أحمد الدليمي، فيما ترأس وفد دولة فلسطين سفيرها لدى مصر، مندوبها الدائم بالجامعة العربية السفير دياب اللوح.

وقال السفير اللوح في تصريح له قبيل انطلاق الاجتماع، إنه وبناء على توجيهات الرئيس محمود عباس، وبتعليمات وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي طلبت فلسطين عقد هذا الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة، الذي يعقد في وقت تتعرض فيه مدينة القدس عاصمة فلسطين الأبدية، إلى هجمة شرسة تشنها دولة الاحتلال بحق المدينة ومعالمها التاريخية والحضارية وتراثها الإسلامي.

وشدَّد السفير اللوح على ضرورة أن يصدر عن الاجتماع موقف عربي يتضمن آليات تنفيذية ضاغطة لتتراجع البرازيل عن قرارها، خاصة أن هذه الخطوة تعتبر انتهاكا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصِّلة، واستهتارا بقرارات جامعة الدول العربية على مستوى القمة والوزاري والمندوبين الدائمين، والتي حذرت البرازيل في أكثر من مناسبة من الاخلال بالمكانة القانونية لمدينة القدس.

ودعا الحكومة البرازيلية إلى التراجع عن هذه السياسات المغامرة التي تضر بمصالح الشعب البرازيلي، ولا تساعد في تحقيق سلام عادل في الشرق الأوسط.

ومن المقرّر أن يصدر عن الاجتماع بيان يتضمن الموقف العربي الجماعي ضد الخطوة غير القانونية التي قامت بها البرازيل عبر فتح مكتب تجاري بالقدس، إضافة الى الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، وضرورة توفير الحماية الدولية.

 

*أخبار فلسطين في لبنان

برعايةٍ وبتوجيهاتٍ من السفير دبور و"م.ت.ف".. "فتح" تُوزِّع مساعداتٍ عينيّةً على أبناء شعبنا في البقاع

  بتوجيهاتٍ من سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، وبرعاية منظمة التحرير الفلسطينية، وشعورًا بالوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه شعبنا الفلسطيني في لبنان، وزَّعت حركة "فتح" في منطقة البقاع مساعداتٍ عينيّةً (قوامها ١٥٠٠ كلغ من البطاطس و١٠٠٠ ربطة خبز) على مئات من العائلات الفلسطينية، حيثُ شمل التوزيع المقيمين والنازحين في مخيّم الجليل وثكنة غورو.

وتأتي هذه الخطوة بهدف دعم صمود أبناء شعبنا الفلسطيني وتخفيف الأعباء عن كاهلهم من جرّاء الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان، في ظلِّ دخول موسم الشتاء وتوقف الأعمال التي يمتهنها الفلسطينيون بالتوازي مع اشتداد البرد وعدم قدرة العائلات على ادّخار ما يكفي لتغطية تكاليف التدفئة.

وقد قوبلت هذه المبادرة بثناء الأهالي وشكرهم لقيادتنا الفلسطينية ولسعادة السفير ولحركة "فتح" في لبنان وفي منطقة البقاع على جهودهم المباركة.

 

*آراء

لا انتخاباتٍ بدونِ القُدْس| بقلم: د.خليل نزّال

  الانتخاباتُ ليست مرسومًا رئاسيًّا تستعجِلُ "حماس" إصدارَهُ بعدَ أنْ انقلبت على السُّلطةِ الشّرعيّةِ وعطّلت أهمَّ دعائمِ الحياةِ الديمقراطيّةِ وهو التّداولُ السلميُّ والدّوريُّ للسُلطة. والمهزلةُ الكبرى أنَّ مَنْ وقفَ لسنواتٍ طويلةٍ حجرَ عثرةٍ في طريقِ الوحدةِ متمترسًا خلفَ الانقسامِ ومحتجِزًا أهلَنا في غزّةَ كرهائنَ يقايضُ أرواحَهم بتثبيتِ سلطتهِ يتظاهرُ الآنَ بحرصِهِ على إنفاذِ القانونِ ويعبّرُ عن "نفاذِ صبرِهِ" لأنَّ الرّئيسَ لمْ يُصدِرْ بعدُ المرسومَ العتيدَ. هذا هو التحايلُ الفجُّ على الحقيقةِ أو الجهلُ بها، لأنَّ الانتخاباتِ التي يصرُّ الرّئيسُ على إجرائها هي سلاحُ شعبِنا الذي يضمنُ إحداثَ اختراقٍ على جبهتينِ متلازمتَيْنِ، الأولى هي جبهةُ الانقسامِ الناتجِ عن انقلابِ "حماس"، والثانيةُ هي الإصرارُ على أنْ تبقى القدسُ المحتلّةُ ضمنَ دائرةِ العمليةِ الديمقراطيّةِ التي تشملُ أيضًا الضّفةَ الفلسطينيّةَ وغزّة. وإذا أضفنا إلى هذينِ الهدفينِ ضرورةَ تجديدِ شرعيّةِ المؤسّساتِ الوطنيّةِ، فإنَّ بإمكانِنا الحديثَ عن الانتخاباتٍ كخطوةٍ نوعيّةٍ على طريقِ تعزيزِ الصّمودِ الفلسطينيِّ في وجهِ المخطّطِ الأمريكيِّ-الإسرائيليِّ بكلِّ ما يحتويهِ من خطرٍ يهدّدُ المشروعَ الوطنيَّ الفلسطينيَّ ويكرّسُ دعائمَ الاحتلالِ الاستيطاني الاستعماريّ. أمّا التعاملُ مع الانتخاباتِ كفرصةٍ لتحقيقِ مكاسبَ حزبيّةٍ أو فئويّةٍ حتى لو كانَ ذلكَ على حسابِ مكانةِ القُدسِ في صميمِ مشروعِنا الوطنيِّ فهذا ما لا يمكنُ أنْ يقبلَ بهِ شعبُنا ولنْ يغفرَ لأحدٍ جريمةَ القبولِ بهِ.

 

عودةُ اللحمةِ إلى شقّي الوطنِ وطيُّ صفحةِ الانقسامِ والانقلابِ هو الهدفُ الأكثرُ إلحاحًا ضمنَ أولويّاتِ إعادةِ صياغةِ أدواتِ العملِ الوطنيِّ واستنهاضِ طاقاتِ شعبِنا ليصبحَ بإمكانِهِ التفرّغُ لمقارعةِ الاحتلالِ والاستيطانِ بدلاً من إهدارِ هذه الطّاقاتِ في معالجةِ آثارِ الانقسامِ، فقد تكبّدَت قضيَّتُنا خسائرَ باهظةً كثمنٍ لهذهِ الآثارِ وأُهدِرَ كثيرٌ من الجُهدِ والوقتِ في دوّامةِ البحثِ عن وسيلةٍ تعيدُ الوحدةَ الوطنيّةَ. هكذا نفهمُ دورَ الانتخاباتِ التي يصرُّ الرئيسُ على إجرائها، وهو إصرارٌ أدّى في النهايةِ إلى تجريدِ "حماس" من مبرّراتِ التّهرّبِ منها والمماطلةِ والتملّصِ من هذا الاستحقاقِ الوطنيِّ وأجبرَها أخيرًا على الانصياع ولو على مَضضٍ وبشكلٍ ما زالَ يسودهُ الإبهامُ لإرادةِ الشّعبِ ولمصلحةِ الوطن. 

 

الإصرارُ على إجراءِ الانتخاباتِ في القُدسِ المحتلّةِ هو المعيارُ الحقيقيُّ لفهمِ الدّورِ المنوطِ بها في هذهِ المرحلةِ المفصليّةِ من تاريخِ شعبِنا. فالقدسُ هي عنوانُ المواجهةِ وجبهتُها الأولى، وقد سعت إدارةُ ترامب إلى إخراجِ العاصمةِ الفلسطينيّةِ من دائرةِ الصّراعِ وتكريسِ السّيادةِ الإسرائيليةِ عليها بشكلٍ يتناقضُ مع الحقِّ الفلسطينيِّ ومع الشرعيةِ الدّوليةِ بشكلٍ فاضحٍ. نعلمُ جيّدًا كيف يحاولُ الاحتلالُ الاستيطانيُّ استغلالَ المظلّةِ الأمريكيّةِ ويصعّدُ هجمتَهُ لمحاربةِ مظاهرِ الوجودِ الوطنيِّ الفلسطينيِّ كافّةً في المدينةِ المقدّسةِ. أمامَ هذا الخطرِ الأمريكيِّ-الإسرائيليِّ يصرُّ الرئيسُ أبو مازنَ على أنَّ حقَّ إجراءِ الانتخاباتِ في القدسِ يرقى إلى الواجبِ الوطنيِّ، وهذا الإصرارُ هو إحدى وسائلِ تكريسِ الحقِّ الفلسطينيِّ وتأكيدِ وحدةِ الأرضِ الفلسطينيةِ التي لا تكتملُ إلّا بالقدس. وعلى من يتباكى الآنَ على المرسومِ الرئاسيِّ أنْ يتركَ عقليةَ تسجيلِ المواقفِ جانبًا وأنْ يتّخذَ ولوْ مرةً واحدةً موقفًا مسؤولاً يؤازرُ مطالبةَ القيادةِ الفلسطينيّةِ بضرورةِ ممارسةِ المَقْدسيّين لحقّهم الانتخابيِّ، فالقدسُ لا تحتملُ مثلَ هذا العبث!

 

*بصراحةٍ ودونَ موارَبةٍ: من يطالبُ الرئيسَ بإصدارِ مرسومِ تحديدِ موعدِ الانتخاباتِ قبلَ الحصولِ على ضماناتِ إجرائها في القُدسِ إنّما يدعو عمليًّا إلى التخلّي عن حقِّ شعبِنا التّاريخيِّ في عاصمةِ دولتِهِ المحتلّةِ ويسلّمُ بالسيادةِ الإسرائيليّةِ عليها.

 

#إعلام_حركة_فتح_لبنان