بسم الله الرحمن الرحيم
حركة "فتح" - إقليم لبنان/ مكتب الإعلام والتعبئة الفكرية
النشرة الإعلامية ليوم الثلاثاء 12- 11- 2024

*رئاسة
سيادة الرئيس: جرائم الاحتلال وفشل المجتمع الدولي بوقف العدوان تفرض علينا أعلى درجات التضامن والتعاون

قال سيادة الرئيس محمود عباس: إن "الواجب العربي والإسلامي، يفرض علينا أن نتحلى بأعلى درجات التضامن والتعاون، في ظل فشل المجتمع الدولي، بوقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية، التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني، منذ أكثر من عام".
وأضاف سيادته في كلمته أمام القمة العربية الإسلامية، المنعقدة في العاصمة السعودية الرياض، يوم الإثنين: أن "جرائم الاحتلال، تتطلب منا جميعا العمل على تحقيق تنفيذ قرار مجلس الأمن 2735، القاضي بوقف العدوان وتأمين وصول الاحتياجات الإنسانية، وانسحاب الاحتلال من القطاع، ورفض مخططات فصله عن الضفة، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها السيادية".
ودعا سيادته الدول العربية والإسلامية إلى مطالبة مجلس الأمن والجمعية العامة بتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، ما لم تلتزم بالقانون الدولي وبتعهداتها الموثقة وتنهي جرائمها ضد الشعب الفلسطيني.
وطالب الرئيس عباس بدعوة دول العالم لمراجعة علاقاتها مع دولة الاحتلال وعدم تطبيع علاقاتها معها، أمام عدم التزامها بالقانون الدولي، وارتكاب الإبادة الجماعية، واستهداف الاونروا، وتنفيذ قرار الجمعية العامة الذي يطالب الدول بفرض عقوبات على إسرائيل وتحديد العلاقات معها كما ويطالبها بإنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان خلال عام واحد، وفقاً لفتوى محكمة العدل الدولية.
وطالب سيادته القادة المشاركين في القمة بحماية القدس ودعم صمود أهلها، ومنع المساس بالمسجد الأقصى، والوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة.
وأكد على ضرورة دعم التحالف الدولي، لتجسيد دولة فلسطين، وحصولها على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، وتطبيق مبادرة السلام العربية، ومواصلة حشد الدعم الدولي لتمكين دولة فلسطين من القيام بمهامها في تعزيز صمود شعبنا، وحماية وحدته الوطنية.
وطالب سيادته بالضغط على حكومة الاحتلال للإفراج عن أموالنا، وتوفير شبكة الأمان المالية، وحماية وتعزيز عمل وكالة الأونروا وتمكينها من مواصلة مهامها في فلسطين.
وأكد الرئيس أن العمل جار على وضع الآليات واللجان والأجهزة اللازمة للحكومة لإدارة قطاع غزة تحت ولاية دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وشكر سيادته، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، على جهودهما لتجسيد دولة فلسطين كأساس لتحقيق الاستقرار والسلام، وعلى استضافة المملكة لهذه القمة، كما شكر القادة الأشقاء على مواقفهم الداعمة لشعبنا.

*فلسطينيات
أبو ردينة: تصريحات سموتريتش تكشف محاولات الاحتلال تنفيذ مخططاته بضم الضفة وهو ما لن نسمح به

قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، يوم الاثنين: إن "تصريحات الوزير الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش المتعلقة بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، تؤكد أن الحكومة الإسرائيلية تنوي استكمال مخططاتها بالسيطرة على الضفة الغربية في عام 2025، ولم تكتفِ بجرائمها التي ارتكبتها ضد شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس".
وأضاف أبو ردينة، في بيان: أن هذه التصريحات بمثابة تأكيد إسرائيلي للعالم أجمع أن المخطط الجديد للاحتلال سيركز على الضفة الغربية من أجل تنفيذ مخطط الضم والتوسع العنصري وتكريس الاحتلال، وتتحدى المجتمع الدولي وقراراته وفي مقدمتها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بتطبيق قرار محكمة العدل الدولية.
وتابع: نُحمّل سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه السياسات الخطيرة التي تقود المنطقة إلى الانفجار الشامل، كما نُحمّل الإدارة الأميركية المسؤولية جراء دعمها المتواصل للاحتلال للاستمرار في جرائمه وعدوانه وتحدي الشرعية الدولية والقانون الدولي.
وطالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة، دول العالم بإجبار دولة الاحتلال على التخلي عن هذه الإجراءات الخطيرة، عبر اتخاذ إجراءات فعلية تجاه الاحتلال كإعادة النظر في علاقاتها معه، وتجميد عضوية دولة الاحتلال في الأمم المتحدة.
وقال أبو ردينة: إن "عام 2025 سيكون عام تجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، الذي لن يتحقق السلام والاستقرار دونه".
وأضاف: أن أوهام سموتريتش ومخططاته بالضم والتوسع ستفشل، ولن تمر أمام صمود شعبنا على أرضه مهما كانت التضحيات، وسيبقى شعبنا ثابتًا متمسكًا بثوابته التي لن يحيد عنها أبدًا، خاصة أن القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية أكبر منهم جميعًا.

*مواقف "م.ت.ف"
عرنكي يبحث مع سفير الدنمارك لدى دولة فلسطين آخر المستجدات السياسية

بحث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون المغتربين فيصل عرنكي، مع سفير مملكة الدنمارك لدى دولة فلسطين يغورد هالنغ آخر المستجدات السياسية.
واستعرض عرنكي خلال اللقاء الذي جمعهما، اليوم الثلاثاء، بمقر منظمة التحرير الفلسطينية في مدينة رام الله، الأوضاع السياسية الداخلية والإقليمية والدولية، وتصاعد الأوضاع الكارثية الصعبة التي يتعرض لها شعبنا جراء جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين العزل في قطاع غزة.
وحذر، من تصاعد وتيرة الانتهاكات الإسرائيلية في مدن الضفة الغربية كافة بما فيها القدس الشرقية من اقتحامات يومية للمدن والبلدات والمخيمات الفلسطينية، واتساع الاستعمار وتدمير كامل للبنية التحتية خلال الاقتحامات اليومية للمدن والقرى الفلسطينية، وارتفاع وتيرة هدم قوات الاحتلال للمنازل بشكل غير مسبوق منذ مطلع العام الجاري.
كما تطرق عرنكي، إلى هجمة المستعمرين المسعورة بحق المزارعين في موسم قطف الزيتون الحالي في مختلف المناطق بالضفة، حيث استهدفت الاعتداءات تحطيم أشجار الزيتون ومهاجمة المزارعين ومنعهم من جني محصولهم.
وأكد، أهمية الاعتراف بدولة فلسطين باعتباره خطوة إيجابية لإنقاذ حل الدولتين، وضرورة تكثيف الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، ووقف الجرائم المستمرة في الضفة الغربية المحتلة، تمهيداً لإيجاد أفق سياسي يفضي إلى إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض وفق مبدأ حل الدولتين.
من جانبه، أكد هالنغ موقف الدنمارك الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني، وأشاد بالعلاقات الثنائية التي تربط الدنمارك وفلسطين، وضرورة العمل من أجل تطويرها وتعزيزها.

*أخبار فتحاوية
ردًا على تصريحات المتطرّف سموتريتش.. "فتح": شعبنا سيدافع عن أرضه وسيادته وسيحبط أيّة محاولات لتصفية مشروعه الوطنيّ

أكّدت حركة التحرير الوطنيّ الفلسطينيّ "فتح" أنّ الدولة الفلسطينيّة المستقلّة ذات السّيادة وعاصمتها القدس حتميّةٌ تاريخيّةٌ ونتيجةٌ لتضحيات شعبنا الجسام منذ أن جثم المشروع الصهيونيّ الاستعماريّ على أرضه، مضيفةً أنّ تصريحات وزير مالية الاحتلال الفاشيّ بتسئليل سموتريتش تؤكّد بما لا يدع مجالاً للشك مآرب الاحتلال في فرض مخططي التهجير والضّم، والتي تسعى إلى فرضهما من خلال حرب الإبادة الممنهجة على شعبنا في قطاع غزّة والضّفة الغربيّة.
وأضافت "فتح"، في بيان صادر عن مفوضيّة الإعلام والثقافة والتعبئة الفكريّة، يوم الاثنين: أنّ هذه التصريحات لن تغيّر من الحقائق التاريخيّة التي تؤكّد حقّ شعبنا في إقامة دولته المستقلّة ذات السّيادة بموجب قرارات الشرعيّة الدولية، مؤكّدةً أنّ السيادةَ الوطنيّةَ لدولة فلسطين على أراضيها لم تُمنح من الاحتلال؛ بل انتُزعت بنضال شعبنا وكفاحه منذ مئة عام، مردفةً أنّ مزاعم منظومة الاحتلال الواهية لن تطمس الحقوق التاريخيّة لشعبنا، وفي مقدمتها؛ حقّ تقرير المصير استنادًا إلى القرارات الدولية ذات الصّلة.
وبيّنت "فتح" أنّ شعبنا سيدافع عن أرضه وحقوقه وسيادته مهما كلّف ذلك من تضحيات، وسيُحبط أيّة محاولات لتصفية حقوقه التاريخيّة ومشروعه الوطنيّ التحرّريّ، داعيةً المجتمع الدولي إلى التدخّل الفوريّ والحاسم لوقف مخططات الاحتلال الإباديّة، والتي تعدُّ انتهاكًا سافرًا للقانون الدولي ولكافّة المواثيق والقرارات والاتفاقات ذات العلاقة، موضحةً أنّ العام 2025 الذي يتحدّث عنه مجرم الحرب الفاشي (سموتريتش) سيكون عام تجسيد الدولة الفلسطينيّة، وإحقاق حقوق شعبنا الذي لن يقبل إلا بإنجاز مشروعه الوطنيّ.

*عربي ودولي
بوريل: تصريحات سموتريتش بشأن "ضم" الضفة تقوض القانون الدولي وتهدد حل الدولتين

أدان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، تصريحات وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بأن 2025 سيكون "عام ضم" الضفة الغربية المحتلة.
وقال بوريل في منشور على حسابه في منصة "إكس"، اليوم الثلاثاء: إنه "يدين بشكل لا لبس فيه" تصريحات الوزير الإسرائيلي، التي تقوض القانون الدولي وتنتهك حقوق الفلسطينيين وتهدد إمكانية حل الدولتين".
وكان سموتريتش تعهد في كلمة ألقاها خلال ترؤسه، أمس الإثنين، اجتماعا لحزب "الصهيونية الدينية" في الكنيست الإسرائيلية، بأن يكون 2025 عام السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.

*إسرائيليات
"إيال زامير" يطلب الاستقالة بعد أسبوع من إقالة غالانت

أبلغ مدير عام وزارة الأمن الإسرائيلية إيال زامير، يوم أمس الإثنين 2024/11/11، وزير الدفاع الجديد يسرائيل كاتس، بعزمه الاستقالة من منصبه، وذلك بعد أسبوع من إقالة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وزير الأمن السابق يوآف غالانت، الذي عيّن زامير للمنصب في بداية ولايته، مطلع العام الماضي.
وطلب كاتس، أن يستمر زامير في تولي منصبه إلى حين تعيين خلف له.
وأفاد موقع "واينت" الإلكتروني، بأن قرار زامير بالاستقالة أذهل كثيرون في جهاز الأمن، ويشكل ضربة شديدة أخرى لاستقرار الجهاز مع بدء ولاية وزير أمن جديد بلا خبرة.
ويوصف زامير، بأنه مقبول على ضباط كثيرين في الجيش وعمل في بناء القوة العسكرية وشراء الأسلحة الأميركية بشكل مكثف منذ بداية الحرب.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الأمن: أن "وزير الأمن يسرائيل كاتس، عقد اليوم لقاء عمل أول مع المدير العام زامير، وأن زامير طلب إنهاء عمله في الفترة القريبة، وبناء على طلب الوزير تم الاتفاق على أن يستمر في مهام منصبه في الوقت الحالي".
وتولى زامير في الماضي منصب نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق أفيف كوخافي، وكان مرشحًا لمنصب رئيس أركان الجيش لكنه خسر مقابل رئيس أركان الجيش الحالي هيرتسي هليفي.
وخلال السنوات 2012 – 2015، تولى زامير منصب السكرتير العسكري لرئيس الحكومة نتنياهو، وعُين لاحقًا قائدًا للمنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي.

*أخبار فلسطين في لبنان
اللجنة الإعلامية في شعبة برالياس تُحيي الذكرى العشرين لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات

إحياءً لذكراه الراسخة في قلوبنا، ووفاءً وتخليدًا لإرثه الوطني، أحيت اللجنة الإعلامية لحركة "فتح" في شعبة برالياس الذكرى العشرين لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات "أبو عمار" بالوقوف دقيقة صمت ثم قراءة سورة الفاتحة على روح الشهيد، يوم الإثنين ١١-١١-٢٠٢٤.
وذلك بحضور أمين سر حركة فتح في شعبة برالياس د. عماد كوسا، مسؤول اللجنة الإعلامية في الشعبة محمود حمدالله، أعضاء اللجنة الإعلامية، وكوادر حركية.
افتتح مسؤول اللجنة الإعلامية محمود حمدالله الوقفة بقراءة الفاتحة لروح الشهيد الخالد ياسر عرفات، وبكلمات من وحي المناسبة، جاء فيها: "عشرون عامًا قد مضت وما زلت يا أبا عمار ترسم فينا الفتح والأجيال، طريق النصر المعبد بالدماء.  عشرون  عامًا قد مضت وما زلت يا مفجر الثورة تعيش بيننا لحظة بلحظة، وما زالت كوفيتك ترسم لنا معالم الطريق".
كلمة أمين سر حركة "فتح" - شُعبة برالياس د.عماد كوسا، أكد فيها الاستمرار في مسيرة الكفاح والنضال التي بدأها الشهيد القائد ياسر عرفات (أبو عمار)، حتى نيل الحقوق الفلسطينية المشروعة التي استشهد دونها.
وقال كوسا: "في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني من العام ٢٠٠٤ رحل القائد الفلسطيني التاريخي الرمز ياسر عرفات إلى العالم الآخر، إلى جنان الخلد حيث الأنبياء والرسل والصالحون بعد أن أمضى مسيرة كفاحيةً وجهادية تصدى خلالها للدول المعادية التي استهدفت شعبنا في الداخل والخارج وخاصة الاحتلال الصهيوني، وهي التي ارتكبت الجرائم والمجازر بحق الأطفال والنساء وأهالي المخيمات والاماكن الدينية.
لقد رحلت سيادة الرئيس بعد أن كرَّسْتَ حياتَك لإزالة عهد النكبة والتشرد وإعادة الحقوق لأصحابها، وإضاءة شعلة الانتصار من خلال إعادة فلسطين إلى أهلها، ورفض شعارات التيه والضياع والخداع.
وختم قائلاً: "إنَّ رحيل ياسر عرفات لا يعني نهاية المسيرة، فهو وضع الأمانة في أعناقنا، وأعناق الأجيال الصاعدة حتى نستعيد أرضنا ومقدَّساتنا، ونحتفل هناك تحت قبة الصخرة وفي رحاب الأقصى".

*آراء
أبو عمار الإرث.. ووفاء أبو مازن الوريث/ بقلم: موفق مطر

الحاضرون دائمًا في زماننا، تشهد أرض الوطن على إخلاصهم وصدقهم في النضال وتضحياتهم لا يغيبون ولا يصيرون ذكرى، فهم متجددون دائمًا فينا، بأفكارنا، بأعمالنا، بالرؤى الخلاقة، بعطائنا، بأخلاقنا، وسلوكياتنا، وقيمنا الوطنية، وما قول رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية محمود عباس أبو مازن، بمناسبة استشهاد القائد الرمز الرئيس ياسر عرفات أبو عمار: "سنبقى على إرث ياسر عرفات ولن نحيد عنه، وسنبقى منغرسين في أرضنا وحقيقة الشعب الفلسطيني لا يقدر أحد على طمسها أو القفز عنها". فالإرث ليس مكسبًا ماديًا، وإنما فرصة لإعلاء سمة الوفاء للفكرة  والمبدأ والآمال والأهداف، وأدق معيار لقياس الإنسانية والوعي الوطني.
تحفظ الشعوب مكانة قادتها العظماء، وتبقى الأعمال دليلاً على نبل الأسماء، أما الأمر المدهش، أن شخصية القائد لا تتكون بقرار ولا تشكلها مؤسسة، وإنما تتبلور طبيعيًا تحت الضغوط الصعبة كتبلور الألماس، فالاسم التاريخي يتكون لمرة واحدة وإلى الأبد في ذاكرة الشعب والإنسانية، أما الوفاء فهو حافظها من الاندثار أو عوامل التحلل القسرية أي المحمولة على عربات الغزاة والطغاة.
انطلق ياسر عرفات مع إخوته في الخلية الأولى لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" مناضلاً فدائيًا، الذين أدوا قسم الإخلاص لفلسطين، فرآهم الشعب الفلسطيني، وكذلك شعوب الأمة العربية،  والأحرار في العالم، كمرآة نقية ترى فيها شرائح الشعب ضمائرها بأحسن وأجمل وأقوى وأمتن نسيج وطني.
كان الكثير يعتقدون أن الزمن يداهمهم من الاتجاه المعاكس، حتى أن البعض رأى فكرة وفعل التصدي لتغيير مسار الزمن، ليصبح موازيًا للزمن الفلسطيني الوطني مستحيلة وغير ممكنة، وذهب آخرون أبعد من ذلك بقولهم إن ما تفعله حركة "فتح" التي ينطق باسمها ياسر عرفات يعتبر تمردًا على الواقع، بعد أن غاب عن بالهم أن السمة الأولى للمناضل هي قدرته العقلانية على إحداث تغيير جذري على الواقع المرير المؤلم، وما كان لياسر عرفات على رأس الخلية الأولى لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية أن ينجح لولا أنه ومن معه كانوا "عجينة إنسانية" من تراب الأرض وملحها، وماء سمائها وينابيعها، عجينة أفكار متجانسة، ومبادئ وقيم تحررية إنسانية تقدمية، ضبطتها مفاهيم وسلوكيات أخلاقية، بلورها الإيمان المطلق بالحق ولولا أن القدس قبلتهم الأولى الروحية والوطنية، ولولا أن الشعب الفلسطيني منحهم الثقة، بمثابة شهادة على "الصحة الوطنية" التي نالوها بامتياز.
قد تكون فلسطين في عداد الدول الصغيرة جدًا جغرافيًا، لكنها بحكم مكانتها المقدسة، وحركة تحرر الشعب الفلسطيني الوطنية، وحكمة وصبر وعقلانية أبو مازن الوفي لإرث أبو عمار، لباتت في نظر شعوب الأرض ودولها وحكوماتها وقواها الحرة، بمثابة القارة السابعة، التي منها يشرق السلام على العالم. وبات شعبنا بملايينه الأربعة عشر هو الرقم الأصعب بين الأمم، لأنه أسس لصناعة الحياة كما يجب أن تليق به، بكرامة وحرية واستقلال، مخيبًا آمال صُناع الموت الذين خططوا لإفنائه وطمس هويته وحقيقته التاريخية والحاضرة والمستقبلية.
ظل أبو عمار مناضلاً يرى وطنه بعين العشق الروحي، حتى رأى أحرار العالم فلسطين العظمى في خطابه، تعابيره وأفعاله، أعماله، وكوفيته وجنوحه نحو السلام.
في ذات المناسبة قبل سنوات خاطب الرئيس أبو مازن روح أخيه الشهيد ياسر عرفات: "أقول لك يا أخي أبا عمار اليوم بذكرى رحيلك، إن شعبنا الفلسطيني الذي لطالما أحبك قائدًا عظيمًا، ما زال يكن لك ذلك الحب والاحترام والوفاء، وهو صامد صابر ومرابط، باقٍ على أرضه، وراسخ رسوخ جبلك الذي لا تهزه الرياح" فالحب والاحترام والوفاء للقائد الرمز الشهيد ياسر عرفات يعني تعزيز الصمود والصبر والوحدة الوطنية، وإبقاء جذورنا العميقة في أرض وزمان الوطن "فلسطين" والإخلاص بالنضال حتى تحقيق الاستقلال والسيادة، ورفع علم فلسطين تحت قبة سماء عاصمتها الأبدية القدس، ليكتمل حلم أبو عمار.