خمسة عشر يوما مرت على معركة الامعاء الخاوية. ومازالت ارادة التحدي تتواصل مع الجلاد الاسرائيلي. ويوما تلو الآخر تنضم مئات جديدة من سجون الاحتلال الى قافلة الاضراب عن الطعام. فضلا عن التهديد من قبل المضربين بتصعيد إضرابهم الى مستوى الاضراب عن شرب المياه.

كل يوم تأخذ معركة الأسرى الابطال منحى جديدا دون إعياء أو شعور باليأس أو التعب، حتى أخذت الاخطار تتهدد حياة العديد من الأسرى خاصة امين عام الجبهة الشعبية، النائب احمد سعدات، والاسير ابو الهيجا، ومع ذلك وفق معلومات محامي وزارة الأسرى العلمي، فإن سعدات ومن معه يواصلون المعركة دون تردد أو تراجع حتى تحقيق المطالب المشروعة لأسرى الحرية.

ومما لا شك فيه، ان الفعاليات الشعبية والرسمية على اهميتها وتلازمها مع نبض جنرالات الحرية، إلا انها تحتاج الى مضاعفة الجهود، واشتقاق اشكال دعم جديدة وخلاقة لايصال صوت أسرى الحرية والسلام الى كل اصقاع الارض. آن الآوان لان يتدخل العالم للضغط على حكومة نتنياهو واضرابه من اليمين المتطرف للافراج عن الأسرى الفلسطينيين، وليس فقط تحسين شروط الاعتقال.

هذا العالم المنحاز، الذي يكيل بمكيالين تجاه الأسرى الفلسطينيين، مطالب اليوم بمؤسساته وقيادته السياسية التنفيذية والتشريعية والحقوقية- القضائية والاعلامية والثقافية برفع الصوت عاليا في وجه الطغمة الاسرائيلية الحاكمة للافرج عن المعتقلين السياسيين من ابناء الشعب العربي الفلسطيني، الذين لم يرتكبوا جرما جنائيا ضد احد، انما حاولوا الدفاع عن ابسط حقوق الانسان ضد جرائم المحتل الاسرائيلي، وهذا الحق كفلته كل مواثيق واعراف وقوانين الدنيا، وتضمنته اتفاقيات جنيف الرابعة وميثاق حقوق الانسان، وكل الوثائق ذات الصلة.

العالم وقواه واقطابه السياسية الرئيسية، اميركا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وغيرهم من دول أوروبا وآسيا، لم ينفكوا عن المطالبة بالافراج عن الاسير الاسرائيلي جلعاد شاليط، عليهم ان يرفعوا صوت المطالبة بالافراج عن أسرى السلام والحرية الفلسطينيين. وعلى الجهات الفلسطينية المختصة الرسمية والاهلية وبالتعاون مع ممثلي الجامعة العربية والدول الاسلامية ودول عدم الانحياز ومنظمات حقوق الانسان الاميركية والاوروبية تصعيد حملة التضامن مع الاسرى، والعمل بكل الوسائل والسبل لعقد جلسة خاصة للجمعية العامة لمناقشة قضية الأسرى الفلسطينيين، فضلا عن طرحها في البرلمان الاوروبي وكافة المنابر لحماية الأسرى من الموت المحتم وخاصة القيادات السياسية منهم، كما فعلوا مع المناضل سعدات، الذي وضعوا في زنزانته الثعابين السامة للقضاء عليه! هذا العمل الجبان يمكن ان يستخدم ضد كل القيادات والنشطاء من أسرى الحرية.

وعلى الأسرى الابطال ان يضاعفوا من صمودهم، والا يستسلموا لعصا الجلاد، حتى تستجيب سلطات الاحتلال الاسرائيلية لمطالبهم العادلة. لان معركة التحدي بين الشعب العربي الفلسطيني ودولة الابرتهايد الاسرائيلية تبدأ اولا في المعتقلات الصغيرة، حيث المواجهة وجها لوجه بين ممثلي الشعب وممثلي سطات الاحتلال. في الزنازين تبدأ المعركة مباشرة دون رتوش أو مساحيق، هناك تتحدد عوامل النصر والهزيمة. وكما هي العادة فالنصر دائما حليف ابطال ورواد الحرية الفلسطينيين، لانهم اصحاب الارض والرواية الاقوى والاكثر تجذرا في الواقع والتاريخ. ولا مجال للتراجع، لان الشعب كل الشعب معكم والى جانبكم، وهذا ليس إنشاء ولا خطابة لغوية، انما هي الحقيقة بعينها.