قال المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، السفير رياض منصور، يجب على المجتمع الدولي العمل بشكل جماعي لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها وجرائمها وإنقاذ آفاق تحقيق السلام والعدالة في هذا العام.

ودعا منصور في رسائل متطابقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن (الأردن)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول تدهور الوضع في فلسطين جراء السياسات غير القانونية والاستفزازية التي لا تزال تنتهجها إسرائيل، المجتمع الدولي إلى اتخاذ التدابير لضمان مساءلتها عن هذه الانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وقال في رسائله: في الوقت الذي تبذل فيه جهود سلام جادة على الصعيدين الإقليمي والدولي لتحقيق السلام وإنقاذ الحل القائم على دولتين، تواصل إسرائيل سياساتها العدوانية والاستعمارية، فمنذ استئناف محادثات السلام لم تتوقف السلطة القائمة بالإحتلال عن إجراءاتها القمعية والتدميرية التي تهدد بعرقلة محادثات السلام.

وأشار السفير منصور إلى آخر الجرائم الإسرائيلية التي إرتكبت يوم 22 يناير في قطاع غزة الذي لايزال تحت الحصار القمعي وغير القانوني، حيث قامت قوات الإحتلال الإسرائيلي بإطلاق صواريخ على مركبة كانت تنقل أحمد ومحمود الزعانين مما أدى إلى إستشهادهما.

وقال: إضافة إلى قتل المدنيين الفلسطينيين، تواصل إسرائيل تدابيرها الإستفزازية وغير القانونية التي تؤدي إلى تفاقم التوترات التي تم تسليط الضوء عليها في كلمة فلسطين أمام مجلس الأمن في 20 يناير 2014، سيما مسألة مواصلة الإستيطان، وقد أكدت أكثر من 40 دولة خاطبت المجلس على عدم شرعية المستوطنات في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وأنها تشكل عقبة أمام السلام.

وأشار السفير منصور إلى إعلان إسرائيل يوم 22 يناير عن خططها لبناء 261 وحدة إستيطانية جديدة في مستوطنات تقع في عمق الضفة الغربية. وهذا يشمل 256 وحدة في ما يسمى مستوطنة 'نوفي برات'، بين القدس وأريحا وفقاً 'لحركة السلام الآن' فإن هذا البناء سيغير المستوطنة بشكل كبير ويوسع حجمها ويزيد عدد سكانها بشكل ملحوظ، هذا إلى جانب بناء خمس وحدات إستيطانية أخرى في مستوطنة 'أرييل' في الشمال.

كما أشار إلى ما أعلنته بلدية الاحتلال في القدس عن خطط لبناء 1400 وحدة إستيطانية جنوب مدينة القدس. وعلاوة على ذلك، تمت الموافقة على بناء381 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة 'جفعات زئيف' شمال القدس.

وأضاف: علاوة على الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الفلسطينيين نتيجة بناء المستوطنات غير القانونية، يواصل المستوطنون الإسرائيليون أعمال التخريب والدمار ضد الممتلكات والأراضي الفلسطينية في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

كما تطرق السفير منصور إلى الخطط الإسرائيلية لبناء ما يسمى 'مركز الزوار' عند مدخل وادي حلوة في سلوان بالقدس الشرقية وما سينجم عن ذلك من تدمير الآثار الإسلامية من عصور الخلافتين الأموية والعباسية.

وأدان جميع التدابير والمحاولات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير طابع والهوية التاريخية والدينية والوضع القانوني لهذه المواقع التاريخية مطالباً بوقفها فوراً.

وأكد أن جميع هذه السياسات والممارسات الإسرائيلية غير القانونية تؤجج التوترات على الأرض وتحرض على العنف وتعمق التشاؤم حول إمكانات نجاح مفاوضات السلام وتحقيق الحل القائم على دولتين.

وشدد على ضرورة مطالبة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بوقف أعمالها غير القانونية والالتزام بطريق السلام. وقال: 'تقع على المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، مسؤوليات واضحة في هذا الصدد، وينبغي ألا يتسامح مع ذرائع السلطة القائمة بالإحتلال الفارغة وخداعها وإزدرائها الصارخ للقانون الدولي.