الزعيم الفلسطيني الرئيس أبو مازن في موسكو كمحطة دولية رئيسية في جهوده الكثيفة لإسقاط إعلان ترمب بشأن القدس، وابرز خطوات إسقاط إعلان ترمب تتمثل في فقدان الثقة بأميركا، واعتبارها غير مؤهلة للعب دور الوسيط في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو دور انقلبت عليه الإدارة الأميركية نفسها بقيادة دونالد ترمب، وانتقاله المفاجئ من دور الوسيط إلى دور العدو المباشر، وذلك بسبب انحيازه الأعمى لإسرائيل، وخضوعه لضغط اللوبيات اليهودية، وانزياحه بدون ضوابط لرغبات المجموعات المسيحية اليهودية المتصهينة، وحاجز التوراة في أميركا المعادي تاريخيًا لحقوق الشعب الفلسطيني والمنحاز بالمطلق للخرافات والأساطير اليهودية .
ونظراً للعناد الفارغ الذي يميز الرئيس الأميركي ترمب، فان تقديراته غالباً ما تكون خاطئة، فهو لم يكن يعتقد أن شعبنا في ظل قيادته، سوف ينجح في مواصلة فعالياته بهذه البطولة ضد إعلان ترمب، وضد أبشع أنواع الممارسات الإسرائيلية، كما أن ترمب نسي الحقيقة الأساسية عن الشرق الأوسط وهي أن المكان الذي تتدهور فيه الأمور إلى الحدود القصوى بسرعة غير متوقعه في كثير من الأحيان.
وإذا كان الزعيم الفلسطيني الرئيس أبو مازن يبحث مع القوى الدولية عن مرجعية دولية جديدة لرعاية المفاوضات وعملية السلام بعد الانكشاف الأميركي الحاد، فان إسرائيل بعد إسقاط طائرة أل أف سبعة عشر على يد الجيش السوري البطل تحاول أن تهرب من هذه الصورة المفاجئة لها، فتعمل على خلط الأوراق بشكل فاشل، والحديث المبالغ فيه عن الوجود الإيراني، فهل التحالف الدولي والدول الأخرى لا تعرف شيئاً عن هذه القاعدة المزعومة، والأحداث التي انطلقت في المنطقة منذ سبع سنوات، لم يكن لإسرائيل يد فيها؟؟؟ وإلا فكيف تذهب بعض المجموعات المسلحة لتتلقي العلاج في إسرائيل، ومع العلاج تتلقى التدريب ؟؟؟ وهل الصورة التي أرادتها إسرائيل أن ترسم كما أرادتها، أم أن الصورة مختلفة تماماً بعد الهزائم التي لحقت بجماعة الإخوان المسلمين وتنظيمهم الدولي، وأنصار بيت المقدس في سيناء، والمجموعات الأخرى في ليبيا وهزيمة داعش الساحقة، وبعد هذا الرفض العربي والإسلامي والعالمي الذي لقيه إعلان ترمب المشؤوم، وهل كل ذلك سينتهي بمجرد أن تهرب إسرائيل كعادتها في خلط الأوراق؟؟؟؟ وربما تذهب إلى حد الحرب على واحدة من الجبهات الكثيرة المفتوحة؟؟؟.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها