تضامنًا مع أهلنا المنتفضين دفاعاً عن القدس، ورفضاً لقرارات المتصهين ترامب، أقامت حركة "فتح" - قيادة منطقة الشَّمال اعتصاماً جماهيرياً أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة طرابلس وذلك اليوم الجمعة 2018/2/2.

شارك في الاعتصام ممثلي عن القوى الوطنية والإسلامية اللبنانية، والفصائل الفلسطينية، وهيئات، وجمعيات، وروابط، وفعاليات، وجماهير من منطقة الشَّمال.

بدايةً كانت كلمة لمسؤول المؤتمر الشَّعبي اللُّبناني في طرابلس عبد الناصر المصري، اعتبر فيها أنَّ التضامن مع القدس هو تضامن مع النفس، وبأن قرار المتصهين ترامب بأنَّ القدس عاصمة الكيان الصهيوني إنما هو تعبير عن صهيونية وانحياز أمريكا إلى جانب العدو الصهيوني، وبأنَّ أمريكا ليست قدراً، وما تصويت 128 دولة إلى جانب الحق الفلسطيني إلا تعبيراً عن رفض العالم للسياسية الأمريكية المتصهينة، ولا بديل في وجداننا العربي والإسلامي عن فلسطين إلا فلسطين، وليس هناك أي حلول بديلة ولا هناك أي أرض بديلة عن أرض فلسطين، ويجب أن نقول للرئيس أبو مازن سر ونحن أمامك من أجل تثبيت الحق الفلسطيني .

ثمَّ كانت كلمة لعضو قيادة الحزب الشيوعي في طرابلس عبد الباسط الأيوبي الذي حيا الشعب الفلسطيني الذي لم ولن يهدأ يوماً في مواجهة الاحتلال الصهيوني من أجل استرجاع أرض فلسطين التاريخية الحبيبة .

واعتبر أنَّ قرار إعلان الإدارة الأمريكية بأنَّ القدس عاصمة للكيان الصهيوني هو قرار تصفية للقضية الفلسطينية، ويهدف إلى تكريس يهودية الدولة وتهجير جديد للشعب الفلسطيني، وأنَّ هذا القرار لم يكن ليصدر لولا موافقة بعض الأنظمة العربية المتخاذلة مع إسرائيل، ويهدف هذا المشروع الامبريالي إلى جر المنطقة العربية إلى مزيد من الحروب الإرهابية وتحويل المنطقة العربية إلى منطقة صراع داخلي إقليمي يؤدي إلى تدمير مقدرات الأمة وإنهاء القضية الفلسطينية كقضية مركزية للشعوب العربية خاصة في هذه المرحلة الصعبة.

ودعا الأيوبي إلى تثبيت الوحدة الوطنية الفلسطينية وتصعيد المقاومة بكل أشكالها عبر التحرك السياسي والشعبي والجماهيري والكفاح المسلح ضد هذا التحالف الصهيوامريكي وإسقاطه.

ثمَّ كانت كلمة لأمين سر حركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان الذي أكد بأن فلسطين هي قبلة جهاد العرب والمسلمين وعنوان فخرهم وعزهم ولن يكون هناك إسقاط للمشاريع الصهيوامريكية إلا من خلال حشد الطاقات العربية والإسلامية في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يهدف إلى إنهاء القضية الفلسطينية وتشريد أهلها وتهجيرهم مرة أخرى. لذلك فإن الرهان على أبناء فلسطين كونهم طليعة هذه الأمة والرهان الأكبر على أبناء مدينة القدس الذين يزيدون عن المقدسات ويحافظون على هوية المدينة المقدسة بوجه عصابات التهويد وقطعان المستوطنين وجيش الاحتلال .

كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرها في منطقة الشَّمال أبو جهاد فياض إذ قال: "إنَّ قرار ترامب لا قيمة له قانونياً لأنَّ القدس تحت الاحتلال منذ خمسين عاماً وهذا قرار باطل" . مشيراً إلى أنه أصبح هناك تراجع من بعض الفضائيات عن تغطية المواجهات اليومية ضد الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه، ونطالب الإعلام الحر بتغطية جرائم الاحتلال لتعريته أمام العالم .

وأضاف: "إننا لا ننتظر موقفاً من حكام العرب المتخاذلين، لأنه بعد مرور شهرين من الانتفاضة بوجه المحتلين لم يخجل من نفسه أيَّة زعيم عربي ويقوم بطرد سفيراً أمريكيًا أو صهيونيًا من بلاده احتجاجاً منه على قرار ترامب، نحن نراهن عليكم يا أبناء أمتنا العربية والإسلامية برفع وتيرة تحركاتكم للضغط على الحكومات حتى تأخذ قراراً بطرد السفراء الأمريكيين من عواصمنا العربية والإسلامية، ونرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب".

وتابع: "إنَّ التصدي للمستوطنين يومياً وصمود أبناء شعبنا في مدينة القدس يعتبر استمرار للانتفاضة والمقاومة بوجه جيش الاحتلال الصهيوني، وهو انتصار لشعب فلسطين ولقد انتصرت الانتفاضة بوجه المحتلين الصهاينة محلياً وعربياً ودولياً".

وأشار إلى نجاح القيادة والشعب الفلسطيني بإخراج أمريكا من رعاية عملية السلام في المنطقة لأنها منحازة للكيان الصهيوني. مطالباً برعاية الأمم المتحدة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وفرض عملية السلام العادل وتنفيذ القرار 194 بحق عودة اللاجئين إلى ديارهم في أرض الآباء والأجداد، لقد بدأت أمريكا تخسر نفوذها بالمنطقة نتيجة سياسة ترامب وإدارته المتصهينة .لافتًا إلى أنَّ سوريا خرجت من تحت السيطرة الأمريكية والعراق وبدأت تستعيد وضعها بعد القضاء على الإرهاب التي صنعته أمريكا في منطقتنا العربية والإسلامية، والقدس وغزة ورام الله أصبحوا رأس الحربة في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني، آملاً من مصر الشقيقة إكمال المصالحة التي وقعت بنهاية العام الماضي برعايتها من أجل أن تتسلم حكومة الوفاق الوطني الوزارات والمعابر وتحضر لانتخابات تشريعية ورئاسية، وتخفف معاناة أهلنا في قطاع غزة هاشم، لأن الوحدة الوطنية هي السلاح الأقوى في مواجهة المشاريع الأمريكية في المنطقة.

وتابع: "إنَّ الإدارة الأميركية كانت من أول الداعمين لمؤسسة الأونروا التي أُسست عام 1950، واليوم أوقفت الدعم عنها وتشترط لإعادة التمويل".

وأشار فياض إلى أنَّ تغيير المناهج الدراسية والتزام الحيادية ومنع إحياء المناسبات في مدارس الاونروا المتعلقة بالقضية الفلسطينية مثل وعد بلفور المشؤوم، والنكبتين 1948، و1967 هذا يدل على سلوك الإدارة الأمريكية لخدمة المشروع الصهيوني لتهجير أبناء شعبنا أو توطينهم بالدول المتواجدين فيها، وإن الاحتلال الصهيوني يحاول فرض مناهج تعليمية في القدس مرتبطاً مع قرار الإدارة الأمريكية، وشروطها تغيير مناهج التعليم للأونروا بهدف تجهيل أبناء شعبنا.

لقد كانت الإدارة الأمريكية تقدم مبلغ 350 مليون دولار للأونروا، فالمطلوب من القيادة الفلسطينية والمفوض العام للأونروا بذل جهد أكبر لتأمين أموال بديلاً عن أمريكا، حتى لا تبقى الأونروا رهينة لسياسة إدارة ترامب الأرعن .مطالباً الأونروا بضرورة الالتزام بتقديم الخدمات لأبناء شعبنا وخاصة التعليمية والصحية والإغاثية الاجتماعية. موجهاً التحية لأبطال مدينة بيت لحم الذين طردوا الوفد الأمريكي أمس التزاماً بقرارات وتوجهات المجلس المركزي، ونطالب الرئيس أبو مازن التدخل للإفراج عنهم فوراً . مؤكداً على ضرورة تصعيد الانتفاضة الشعبية والمقاومة بجميع أشكالها بوجه المحتلين الصهاينة. رافضاً اتهام حركة "حماس" بالإرهاب بشخص رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية لأنه أحد الرموز الوطنية .

وفي الختام تمَّ تسليم مذكرة إلى ممثل الصليب الأحمر محمد المدني .