لا شكَّ في عروبة فلسطين منذ 10,000 عام (عشرة آلاف عام)، كما أشار الرئيس أبو مازن في خطابه الأخير في اسطنبول.

أمَّا وجود قبيلة بني إسرائيل العربية المنقرضة هنا، فهو حراك عربي لا شأن مُطلقًا لقاطني أرضنا اليوم من المنتمين للديانة اليهودية بهم، بمعنى أنَّهم "أي سُكّان الكيان" من قوميّات عدّة ليس بينها رابط وراثي (DNA) قومي مع بني إسرائيل المنقرضين أبدًا.

ونحن – اليبوسيون، والكنعانيون "الكُنانيون"، والفلسطينيون العرب "الفلستيّون"- من قبيلة طيّ، وغيرها من قبائل العرب وجدنا في فلسطين قبل الميلاد وأنشأنا الحضارة والمدنية والقدس.

وفي ظلِّ سقوط رواية العصر السليماني الداوودي (المنتَسَب لهم من يهود العالم روحياً لا قومياً) في فلسطين تحت وطأة الأبحاث الجديدة والآثار والعِلم تسقط أكذوبة الهيكل.

واعترافنا بالنبيين لا ينتقص من إيماننا الديني أبدًا سواء كانوا بإمارتهم المحدودة في الأرجنتين أو استراليا أو اليمن.

ولكن الحقيقة أنَّ لا تاريخ لهم هنا، ومسرح جغرافيا التوراة يخضع لبحوث عميقة من علماء كبار جرَّدته من أكذوبة انطباقه على فلسطين.

وبأيِّ مكانٍ كانت الأحداث التوراتية الممتزجة بالأساطير مع الاعتبار بخرافية وكذب الكهنة كتبة التوراة بالكثير منها- فإنَّ ذلك لا يُعطي حقًّا لأتباع أيِّ ديانة بأرض منشأ الديانة البتة، أي ديانة، ولا لحجر فيها، ويبقى الانتماء الروحي دائم، أمَّا الانتماء للأرض فلشعبها فقط.

ولم تكن المجموعات البشرية المنتمية لليهودية اليوم إلّا لأوطانها حسب قوميّاتها، ولم تكن شعباً عبر التاريخ مُطلقًا، والديانة لا تصنع شعباً أو عرقاً.

ففلسطين فقط للعربي الفلسطيني كما اليمن للعربي اليمني.

والقوميات المتناثرة المنتمية للدين اليهودي لها بلدانها، وان وجدوا هنا لهدف استعماري غربي تفتيتي للأمة فهو استغلالي محض مغلف بزيف ديني.

ولهم بذلك قرار التقسيم فهنا فقط تبدأ المشكلة والحل.

ولا نحتاج لأيّ مُخاتل أو كذّاب بالتاريخ من الإسرائيليين اليوم أو أعوانهم ليحاول إيجاد صلة قومية أو صلة بهذه الأرض ما هو فاسد علميًّا.

أمَّا أضاليل الشعب المختار والأرض الموعودة والتفضيل فهي أضاليل، فالله سبحانه ليس متعصِّبًا لقبيلة ضد أخرى -حاشَ لله- وهو ليس وكيل أراضٍ.

ولا نهتم بعدد الأنبياء أكانوا أم لم يكونوا هنا حسب الروايات المختلفة التي تؤكد عدم وجودهم الجغرافي هنا.

إذ يكفينا قداسة القِبلة الأولى هنا ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومهد المسيح عليه السلام.

وما مفهوم التفضيل القرآني لأيِّ بشر إلا بمعنى فضَّلهم بالإيمان والتوحيد أو بالعِلم والدعوة بزمانهم المنقضي.

وما مفهوم الأرض التي كتب الله لكم-أيّ كانت للقوم أو الجماعة وبأيِّ جغرافيا- إلا بمعنى فرض الله عليكم الدعوة فيها للإسلام أو التوحيد وليس لترثوها ابنًا عن أب فالوراثة الدينية للعِلم والدعوة والأرض يورثها الله بعد لعباده الصالحين.

فلا تنتكس ولا تبتئس أيها المسلم، أيها المسيحي، أيها العربي، أيها الفلسطيني، فالأرض لك والسماء والبحر، وما تحت الأرض يشهد وما فوقها، ونبدأ مع هؤلاء الطارئين فقط من النكبة.