تقرير: خالد غنام أبو عدنان
في نداء استثنائي وعاجل دعت مؤسسات الجالية الفلسطينية في مدينة سدني الاسترالية إلى وقفة احتجاجية أمام القنصلية الأمريكية في ساحة مارتن بالاس وسط المدينة، وذلك تنديداً بقرار الرَّئيس الأمريكي دولاند ترامب الدَّاعي ظلماً وبهتاناً لنقل مبنى السِّفارة الأمريكية من مدينة تل أبيب إلى مدينة القدس، واعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل، ضارب بعرض الحائط القرارات الدولية وروح الشَّرعية الدولية.
وتعالت الهتافات من أصوات الجاليتين الفلسطينية واللُّبنانية، وكذلك المتضامنين الاسترال والأخوة العرب، حيث تجمع أكثر من مائتي شخص في تجمهر سريع وعاجل؛ وكانت الهتافات تتعالى بقيادة الرفيق رؤول باسي والرفيق سيف الخطيب: "القدس محتلة لذا المقاومة مشروعة؛ القدس فلسطين وفلسطين القدس؛ الحرية للقدس الحرية لفلسطين".
بداية الكلمات الخطابية كانت لرئيس جمعية الخريجين الفلسطينيين وعضو لجنة إقليم حركة "فتح" في استراليا بشير صوالحة، أكَّد فيها أنَّ القرار الأمريكي غير شرعي ولا يستند إلا أي عرف دولي، بل هو تعبير عن الانحياز الأعمى للصهيونية والحكومة اليمينية المتطرفة في تل أييب.
كما أكَّد صوالحة على أنَّ "القيادة الفلسطينية تعمل على تأييد دولي واسع لكشف حقيقة المؤامرة التي تحاك ضد الشَّعب الفلسطيني وهدفها تصفية القضيَّة الفلسطينية". داعياً الأحزاب الأسترالية بضرورة الإعلان الصريح بأنَّ القدس مدينة فلسطينية محتلة وفقاً لقرارات الشَّرعية الدولية.
تلاه كلمة التَّحالف الاشتراكي ألقاها رؤول باسي، أكَّد فيها أنَّ اليسار الاسترالي يعرف حقيقة المؤامرة التي تحاك ضد الشَّعب الفلسطيني، وأنَّ القضية الفلسطينية قضية مركزية للاشتراكية الدولية، كما أكَّد على أنَّ عدد الحضور ليس سيئاً، فنحن لم نعلن إلا يوم أمس عن هذه الوقفة العاجلة لكننا نحضر لمظاهرات كبيرة خلال الأسبوع القادم، ولعل المؤكَّد منها الآن مظاهرة مدينة ملبورن يوم الأربعاء القادم؛ إلا أننا أصرينا على أن نقوم بالوقفة التضامنية اليوم لنكون مع كل الرفاق والفلسطينيون الذين أعلنوا عن جمعة غضب وتظاهر بالعديد من المدن الأوروبية والأمريكية؛ وهذه هي البداية ونعدكم بالمزيد خلال الأسبوع القادم.
ثمَّ تحدَّث خالد غنام أبو عدنان نيابةً عن مؤسسات الجالية الفلسطينية في سدني، حيث شكر الجهة المنظِّمة للوقفة الاحتجاجية، وأكَّد أنَّ صوتهم وصل إلى الجهات المعنية، وأنَّ التَّغطية الإعلامية والحضور الأمني يؤكد أنَّ رسالتنا أكبر من عدد الحاضرين، وأنَّ هناك العديد من العرائض الاحتجاجية قد رفعت لمجلس الوزراء الفدرالي والبرلمان من مؤسسات الجالية العربية، وكذلك من الحركات اليسارية ونشطاء السَّلام.
وأضاف: إنَّنا نعمل ليل نهار لتنسيق الجهود وزيادة عدد الفعاليات الشَّارحة لعدالة قضيتنا، هناك أوراق مرفوعة من عائلة فتياني المقدسية تثبت أنَّ ملكية أرض السِّفارة الأمريكية بالقدس لهم، وهي من أملاك اللاجئين الفلسطينيين، الذين يتناسى كل حقوقهم كل من يؤيد قرار الرئيس الأمريكي؛ ولتذكير أنَّ القدس أورسالم هي مدينة فلسطينية عامرة قبل اليهودية، وأنَّ الملك سليمان عليه السَّلام عندما أراد أن يعمر بيت الرب اشترى الأرض من فلسطيني ولم يسرقها بقوة السِّلاح.
ثمَّ تحدَّث الرفيق أبو إبراهيم عن حزب البعث العربي، أكَّد فيه أنَّ الجالية العربية بكل أطيافها تدين القرار الأمريكي، مطالبة من الأمة العربية بأن تقف وقفة رجل واحد لأنَّ القدس هي الرابط الواصل بين المختلفين بالعالم العربي؛ وأن وجود متضامنين استرال معنى له دليل على أن صوت الحق يصل لكل حر وشريف بهذا العالم.
ثمَّ تحدَّثت المناضلة أم يوسف دوعر فقالت: "أنا فلسطينية من طولكرم ولكنني ممنوعة من زيارة وطني لأنني أعمل من أجل حرية شعبي وهذا الشَّعب سيبقى يناضل حتى ينال استقلاله، القدس عربية وما تقوم به الإدارة الأمريكية لن يدفعنا إلا للمقاومة، فنحن شعب لا يعرف معنى الهزيمة".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها