بدعوةٍ من الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في مخيَّمات منطقة صيدا، وبمناسبة مئوية وعد "بلفور" المشؤوم، نُظِّمَ اعتصامٌ جماهيريٌّ أمام مقر الشعبة في مخيَّم عين الحلوة، الأربعاء 2017/11/1، تنديداً ورفضاً لوعد بلفور، وتأكيداً على تمسُّك شعبنا بحقـِّه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وحضر الاعتصام أمينة سر الاتحاد في منطقة صيدا كنانة رحمة، وممثِّلو الاتحاد على مستوى الهيئة الإدارية والمنطقة والمحليات، وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وقوى التحالف والقوى الإسلامية الفلسطينية، واللِّجان الشعبية، ومؤسسات المجتمع المدني، وحشد غفير من عضوات الاتحاد والأطر النسائية الفصائلية في مخيّمات صيدا، ولجنة المهجّرين الفلسطينيين من سوريا، وكادرات منظمة التحرير والمؤسسات التربوية والرياضية والأهلية، وجمهور واسع من الفلسطينيات أهالي المخيمات والأطفال الفلسطينيين.

ورُفِعَت خلال الاعتصام رايات الاتحاد وشعارات من وحي المناسبة، ونُكِّست الأعلام السوداء، ثُمَّ رفعت الأعلام الفلسطينية كرمز لتوارث الحقوق، وتعبيراً عن ديمومة الكفاح والتمسُّك بالأرض والثوابت الفلسطينية.

بدايةً أشادت أمينة سر محلّية صيدا لاتحاد المرأة آمال الجعفيل، بصمود وكفاح الشعب الفلسطيني منـذ وعد "بلفور" المشؤوم في 2 تشرين الثاني 1917 ولحينه، وتقديمه آلاف الشهداء والجرحى والأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية، مؤكِّدةً مواصلة الفلسطينيين تمسُّكهم جيلاً بعد جيل بثوابتهم الفلسطينية، وكامل حقوقهم في تقرير المصير والعودة والدولة المستقلة.

وأنهت الجعفيل كلمتها بالتأكيد على تمسُّك شعبنا الفلسطيني بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في الوطن والشتات، وأنَّ "كافـة القوى الوطنية والإسلامية متمسِّكة خاصة هذه الأيام بخيار المصالحة ووحدة الصف"، مشدِّدةً على أنَّ الاعتداءات الصهيونية وآخرها قصف طائرات العدو الإسرائيلي أنفاق غـزة وسقوط الشهداء والجرحى لن تنال أبداً من عزيمة وإصرار شعبنا على المضي في إنجاز كامل استحقاقات المصالحة. كما أكَّدت الالتفاف حول الشرعية الفلسطينية ممثَّلة بالسيّد الرئيس أبو مازن.

كلمة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ألقتها عضو قيادة الاتحاد في منطقة صيدا سلام العلي، ممَّا جاء فيها: "ما زال أبناء الشعب الفلسطيني يُعانون الويلات جرّاء الجريمة النكراء لبريطانيا، التي تكارمت على حساب شعبنا الفلسطيني، فسهَّلت لحفنة من اليهود الصهاينة إقامة وطن قومي على حساب شعبنا وأرضنا الفلسطينية، وقدَّمت وعد بلفور، وعـد من لا يملك لمن ليس له حق، فارتكبت بذلك أبشع جريمة بحق الإنسانية وبحق شعبنا، الذي ما زال يعاني الويلات بدءًا من نكبة العام 1948، وحتى قيام (إسرائيل) ولحينه".

ونوهت إلى أنَّ "بريطانيا رأت بوجود (إسرائيل) في المنطقة ركيزة استعمارية في غاية الأهمية، فهي تُحول دون تحقيق الوحدة العربية وأيَّ تطور ونمو في المجتمع العربي، وتُهدِّد الأمن والاستقرار في المنطقة العربية".

وتوقَّفت حيال ثبات شعبنا مُنوِّهةً بصبره وصموده وإرادته التي لم تُكسَر رغم ما لحق به من قتل وذبح وملاحقة واعتقال وطرد وتشريد في المنافي، وأثبتوا بتضحياتهم أنَّهم شعبٌ أصيلٌ، وأصحاب قضية وأرض ووطن، ما أَهَلَهُم ليحظوا بالتأييد والدعم والاعتراف على أكثر من مستوى وصعيد دولي وشعبي وحقوقي بوجودهم وحقهم في تقرير المصير.

وأضافت: "في الذكرى المئوية لوعـد بلفور نؤكـِّد في الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية - فرع لبنان على أنَّ وعد بلفور جريمة لا تسقط بالتقادم، وعلى بريطانيا أن تعتذر للشعب الفلسطيني عن فعلتها الشنيعة، وأن تعترف وسواها من الدول أيضاً بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الشرعية الأممية، وبحقِّ شعبنا في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة عملاً بالقرار رقم 194".

وتابعت: "نرى بإصرار رئيسة الحكومة البريطانية على الاحتفال بمرور مائة عام على الوعـد المشؤوم تشريعاً للجريمة التي وقعت بحق شعبنا، وتأييداً للسياسات العنصرية والإرهابية التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وتدميراً لأي فرصة للسَّلام العادل الذي يضمن الحقوق الفلسطينية المشروعة".

وختمت بالدعـوة لتعزيز الالتفاف حول الشرعية الفلسطينية ممثَّلةً بمنظمة التحرير الفلسطينية ورمزها السيّد الرئيس محمود عبّاس.