ما تفعله الحكومة البريطانية اليوم وهي ماضية للاحتفال بمئوية جريمة العصر الكبرى، التي ارتكبتها بريطانيا ضد فلسطين وطناً وشعباً ومستقبلاً بوعد "بلفور" إنما هو استكمال لهذه الجريمة، وبجزر أبسط القيم الأخلاقية الإنسانية، حتى يتمكن القاتل من مواصلة الرقص على جثث ضحاياه ..!!

" بلفور" الذي أعطى ما لا يملك بالمرة، لمن ليس له حق تماماً، فاقتلع شعباً لا من أرض وطنه فحسب بل ومن مستقبله وتطوره الطبيعي أيضاً،  ورمى به إلى خيام اللجوء المذلة، "بلفور" هذا يريد اليوم من خلال رئيسة وزراء بريطانيا "تيريزا ماي"  كتابة مغايرة في التاريخ لعلها تنجيه وأصحابه ومن يريدون الاحتفال بمئوية وعده القبيح، من محاكمته التي سترمي به إلى مهاوي اللعنات والى أبد الآبدين، أو لعلها  "ماي" وقد خانتها الحصافة السياسية وحتى الأخلاقية تريد أن تسجل باسمها وعد المئوية لتزاود على "بلفور" نفسه ..!!!

ما من شيء يبرر احتفال احد بذكرى الجريمة، حكومة أو حزباً أو دولة أو أُمة، ومائة عام من "بلفور" هي مائة عام من العذابات الفلسطينية، ومائة عام من الحروب الصراعات في هذه المنطقة، وأول إرهاب دولة منظم هو إرهاب التاج البريطاني "بوعد بلفور" الذي لم يكن أكثر من مخطط استعماري لسرقة وطن وتشريد شعب وتمزيق أُمة ..!!

للتاريخ جانبه الإنساني والملحمي، والضحايا هم من يكتبون هذا الجانب بل هم من يكتبون التاريخ بكل تفاصيله، برغم ما يفبرك ويزور المنتصرون من قيم ومفاهيم..!! رئيسة وزراء بريطانيا بإصرارها على الاحتفال بمئوية "وعد بلفور" إنما تسعى إلى هذا التزوير وهذه الفبركة، واختلاق قيم لا أساس لها في منظومة الأخلاق الإنسانية والحضارية ولا بأي شكل من الأشكال.

سيظل وعد بلفور وهو وعد الجريمة ومخططها وسلوكها، ولن يستبدل الاحتفال بمئويتها اللعنات بالتبريكات..! خاصة والضحايا الذين هم نحن ما زلنا وسنبقى دوماً في دروب المقاومة لنذكر العالم بالجائحة التي سببها لنا بلفور، نحن الشهود الأحياء، وقد أسقطنا ما أراد لنا الوعد المشؤوم من  ضياع وعدمية، مائة عام ونحن عصيون على الانكسار والنسيان،  وهكذا سنبقى حتى انتصار مشروعنا الوطني واستعادة ما لنا من حقوق مشروعة .. بريطانيا وحدها الخاسرة في احتفالها المشين، لأنه ما من احد يحتفل بالعار، ووعد بلفور هو عار السياسة البريطانية، ولن  يكون بوسع  احتفال  "تيريزا ماي" طمس هذه الحقيقة.