الموضوع الذي يتعرض للاستبداد موضوع مازال يهيمن على كثير من المجتمعات خاصة مع انحسار موجة ارهاب "داعش" نسبيا، وعودة تعملق استبداد وارهاب الدول مثل الارهاب الصهيوني الذي لا يقارن، واستبداد وارهاب الانظمة كما الحال مع النظام السوري والنظام العسكري في ميانمار وغيرهما، لذا فاننا نقوم بنشر مقالنا على شكل (لقيمات) او حلقات صغيرة كي يصبح قابلا للاستيعاب من فئة أكبر وبشكل سلس وبعد التوكل على الله نبدأ ونكمل الحلقة الثانية.
المستبد يأسر
إن الشخص المستبد يأسر من حوله فيأسرون الناس بالأجهزة القمعية، وما الأمثلة في دول الربيع العربي ببعيدة عنا، وآخرها كنموذج شره في سوريا الشهيدة حيث الشهداء بالآلاف، ومازال الطاغية أبا عن جد يظن أن الشعب يحبه، ويتبجح أنه لو اكتشف أن واحداً لا يريده سينسحب! وفي ذلك رد أحد الظرفاء السوريين أن كل من لايحبه أصبح إما تحت التراب أو خارج الوطن أو في حالة استعداد لأيهما.
قال الشيخ عبدالرحمان الكواكبي: (الاستبداد لو كان رجلاً وأراد أن يحتسب وينتسب لقال: أنا الشرُّ، وأبي الظلم، وأمّي الإساءة، وأخي الغدر، وأختي المسْكَنة، وعمي الضُّرّ، وخالي الذُّلّ، وابني الفقر، وبنتي البطالة، وعشيرتي الجهالة، ووطني الخراب، أما ديني وشرفي فالمال المال المال)
ويقول أيضا: «المستبدّ: يودُّ أنْ تكون رعيته كالغنم درّاً وطاعةً، وكالكلاب تذلُّلاً وتملُّقاً، وعلى الرَّعية أنْ تكون كالخيل إنْ خُدِمَت خَدمتْ، وإنْ ضُرِبت شَرست، وعليها أن تكون كالصقور لا تُلاعب ولا يُستأثر عليها بالصّيد كلِّه، خلافاً للكلاب التي لا فرق عندها أَطُعِمت أو حُرِمت حتَّى من العظام. نعم؛ على الرّعية أن تعرف مقامها: هل خُلِقت خادمة لحاكمها، تطيعه إنْ عدل أو جار، وخُلق هو ليحكمها كيف شاء بعدل أو اعتساف؟ أم هي جاءت به ليخدمها لا يستخدمها؟.. والرَّعية العاقلة تقيَّد وحش الاستبداد بزمام تستميت دون بقائه في يدها؛ لتأمن من بطشه، فإن شمخ هزَّت به الزّمام وإنْ صال ربطتْه».
معادلة الاستبداد تتكون من شخصية مهووسة بذاتها دينياً أو فكرانيا (=أيديولوجيا) أو سياسياً، وتلتف حولها عصابة من الفاسدين ذوي الضمائر المنعدمة، وفيهم قال الكواكبي (إن المستبد فرد عاجز، لا حول له ولا قوة إلا بأعوانه، أعداء العدل وأنصار الجور)، وأجهزة استخبارية مأجورة أو متساوقة تماما لمصلحة الأنا العظمى لا لمصلحة المواطن والوطن، والعلاقة التبادلية بين الطاغية الذي كلما ازداد عُجبا بنفسه ازداد مركّب (الأنا) فلا يرى أمامه أو إلى جانبه أو تحته أو فوقه أحدا.
المستبد يلقى التمجيد من العصابة وهي الجوقة من التنابل أو شياطين البلاط تلك المستفيدة ماليا ونفوذا وهيمنة وتحكم ووجاهة ...، التي تدفعه دفعاً نحو الهاوية بتزيين كل ما يقول ويفعل.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها