قرر مدير إحدى المدارس في نابلس، صباح امس، سحب كتب المناهج التعليمية من تلميذ تعثر في دفع الإعانة المدرسية السنوية (القسط) والتي تبلغ قيمتها 40 شيقلا.

والدة الطفل وهي أم لثلاثة آخرين، رفضت الكشف عن اسمها للإعلام، وقالت خلال حديث هاتفي "سحب مدير المدرسة كتب ابني الذي يدرس في الصف الرابع لعدم تمكننا من دفع الإعانة المدرسية، نحن عائلة مستورة، نسكن في بيت لا تدخله الشمس، أولادي يأكلون واقفين، لا دولاب يحفظ ملابسهم ولا سرير ينامون عليه".

وتساءلت الوالدة: "من يعيش على المساعدة من أهل الخير، هل يستطيع أن يدفع إعانة مدرسية؟ تحدثت أنا وزوجي المتقاعد مع إدارة المدرسة مرات عديدة حول عدم قدرتنا على الدفع، إلا أن المدير كان يصر دائمًا على الدفع".

وقالت الأم إن طفلها الثاني تلقى كتبًا قديمة خارج المنهاج، لأنه لم يدفع الإعانة هو الآخر، مؤكدةً أن الراتب التقاعدي لزوجها المتزوج من أخرى لا يكفي لإعاشة أسرتين. وأكدت تلقيها مساعدات خيرية من لجنة زكاة نابلس التي تعرفها جيدا، وتعرف قدرات أسرتها المالية، حسبما أوضحت. وإنها كانت تعمل في الخياطة سابقًا، وكانت تساعد أسرتها حتى أصيبت بغضروف في الظهر منعها عن الاستمرار في العمل.

من جانبها، أكدت مديرة التربية والتعليم في نابلس سحر عكوب أن التربية تتحمل ما نسبته 5% من معونة الاطفال الفقراء، وقالت:"انه لا يحق لأي مدير مدرسة أن يسحب الكتب من التلاميذ".ووعدت بإعادة الكتب المصادرة للتلميذ اعتبارا من صباح اليوم الخميس.

وفي اتصال مع مدير المدرسة علي ابو غليون قال:" لقد احتجزت كتب التلميذ حتى يأتي ولي امره لأن شقيقه الأكبر تطاول علي، وليس بسبب المعونة المدرسية" واستهجن مدير المدرسة ما سبق من حديث لوالدة التلميذ