أمّت مقابر شهداء الثورة الفلسطينية صبيحة عيد الفطر السعيد العديد من الشخصيات السياسية والوطنية والدينية الفلسطينية واللبنانية، تقدَّمها سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، والقنصل رمزي منصور، ومنسق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة معن بشور على رأس وفد من الحملة، وأمين سر حركة "فتح" في بيروت سمير أبو عفش، وأعضاء قيادة المنطقة، وعضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان الفاهوم، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية علي فيصل، ووفد يمني برأسة رئيس جمعية كنعان العميد يحيى صالح، وقيادة حركة "فتح" في الشُعب التنظيمية، والكادر الفتحاوي، ومسؤول مؤسسة أسر الشهداء والجرحى في لبنان شريف سوقي، ومسؤول المؤسسة في بيروت الحاج أبو أشرف، وممثلو الفصائل والقوى الإسلامية والفلسطينية، وممثلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وممثلو اللجان الشعبية، وقوى الأمن الوطني الفلسطيني، والقوة الأمنية المشتركة، وعدد من عوائل الشهداء، ووجهاء وفاعليات وأهالي مخيمات بيروت، والفرق الكشفية والموسيقية التابعة لحركة "فتح".
ووضع سعادته وزوار المقابر أكاليل من الورد بِاسم منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وإكليلاً بِاسم مؤسسة أسر الشهداء والجرحى، وإكليلاً مميّزاً بالورد الأحمر على شكل خارطة فلسطين، قدمه الوفد اليمني ممثلاً بالعميد يحيى صالح.
وألقى العميد صالح كلمة جاء فيها: "لا بدَّ أن نتذكر شهداء القدس، شهداء فلسطين، وكلَّ من قدم للقضية الفلسطينية سواء كان في بيروت، أم في غزة، أم في كلِّ أنحاء العالم". مشدداً على "ضرورة الوحدة لدحر الاحتلال الإسرائيلي، فالشهداء يستصرخون ضمائرنا أن نتَّحد من أجل تحرير فلسطين"، داعياً الأمة العربية والإسلامية للعمل على نصرة فلسطين وشعبها.
وألقى علي فيصل كلمة قال فيها: "نتوجه بالتحية لأمتنا العربية، ولمن سقط شهيداً منها دفاعاً عن الثورة الفلسطينية، ويرقدون هنا إلى جانب شهداء فلسطين ولبنان، ليقولوا أن المصير واحد والقضية واحدة، وفلسطين عمقها عربي وانساني، وهي قضية تحرر وقضية كل حر في هذا العالم، وقفوا إلى جانب الأسرى بالأمس وإلى جانب الشهداء والجرحى والشعب المقاوم المنتفض ليقولوا لنتنياهو ولترامب أنت الإرهابي، بينما شهداؤنا وأسرانا هم أنبل بني البشر، هم رجال مقاومة وفوارس حرية، وسيواصل شعبنا النضال من أجل كنس هذا الاحتلال لتجسيد أحلامه بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
وألقى السفير دبور كلمة جاء فيها: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا"، صدق الله العظيم
ها هم الأوفياء الذين ضحوا بأنفسهم دفاعاً عن فلسطين، هؤلاء الشهداء الأكرم منا جميعاً، نقف هنا اليوم لنعاهدهم، ولنقول لهم "أنَّ العهد هو العهد والقسم هو القسم"، ولذلك نحن ماضون على طريقهم، لنمضي على ما ساروا عليه، على درب الوحدة الوطنية الفلسطينية والتي تكرست خلال تلك السنين والتي استطعنا من خلالها حفظ أمن مخيماتنا وشعبنا وكرامة شعبنا. نعم، لقد رفعنا راية الوحدة الوطنية الفلسطينية هنا في لبنان خلافاً لما يجري من نزاعات وخلافات، نحن في لبنان حافظنا على أمننا وأمن شعبنا ومخيماتنا، وسنبقى سائرون على هذا الدرب، الدرب الوحيد الذي يوصلنا إلى الوحدة الحقيقية وإلى فلسطين الأم".
واستطرد السفير دبور قائلاً: "نحن جميعاً في فصائلنا وقيادتنا لنا هدف واحد، وتجمعنا قضية عادلة، قضية فلسطين، فلنتوحد حولها ومن أجلها، فلنقل كلمة واحدة "نعم للوحدة الوطنية"، من هنا من بين الشهداء؛ نقول ونعلنها وحدة وطنية؛ ووحدة فلسطينية؛ من أجل فلسطين؛ ولنبقى هكذا ولن يفرقنا أي شيء" .
ثمَّ توجه السفير دبور إلى مقبرة شهداء شاتيلا (مقبرة الشهيد القائد علي أبو طوق) حيث وضع إكاليلين من الورد على أضرحة الشهداء وقرأوا الفاتحة.
والتقى بعدها بعدد من وجهاء وفاعليات المخيم، أكد السفير دبور خلال اللقاء على ضرورة الوحدة الوطنية والعمل سوياً من أجل الحفاظ على أمن واستقرار المخيم.
كما قام بتقديم قدم واجب العزاء لعائلة الفقيد أبو أحمد عفيفي، عضو الشعبة الرئيسة الذي وافته المنية صباح الجمعة 2017/6/23 راجياً أن يتغمده الله بواسع رحمته، ويلهم أهله الصبر والسلوان.
وفي مخيم برج البراجنة، وبعد وضع الأكاليل على النصب التذكاري للجندي المجهول في مقبرة شهداء المخيم، وبعد قراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، ألقى علي فيصل عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، قال فيها: "في هذه المناسبة نؤكد بذل جهودنا لإنهاء الاحتلال البغيض، وإقامة صرح الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، رغم القوانين الإدارية الأمريكية التي تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية والحقوق الوطنية الفلسطينية والتي تحاول أن تنال من الشهداء والأسرى وتصِفهُم بالإرهاب، بينما هم أبطال مقاومة يدافعون عن كرامتهم وحقوقهم التى انتُهِكت".
وأضاف فيصل: "لن ينال ترامب من رمزية ياسر عرفات ورمزية أبو علي مصطفى وخالد النزال وعمر القاسم وكل شهداء المقاومة الفلسطينية من قادة ومناضلين، وسوف يتحول إلى إرهابي يُحاكم في محكمة الجنايات الدولية لأنه قاتل وعنصري ومجرم".
وأكد فيصل أنَّ فلسطين لن ولم تكن أرضاً يهودية إسرائيلية، بل ستكون أرضاً فلسطينية مُكلّلة بالعروبة والتراث والثوابت الوطنية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها