لكل فعل رد فعل يساويه، فالأفعال تقاس خطورتها او سلميتها بردود الفعل عليها وتكرار الجرائم البشعة بقتل عشرات النساء، جراء إعتداءات وحشيه على يد الأب، الأخ أو الزوج مؤشراً على رد فعل منقوص الحده، من السلطات المسؤوله، بالإضافة لغياب القانون الرادع وبرود تحرك المجتمع، مما يبيح لطفرات استغلال الضوء الأخضر للتوغل في نهش اجساد النساء وإعدامهن حقهن في الحياة متكئين على سلم خلفيات الشرف، وباستمرار الصمت عن قتلة النساء علينا ألا نرفع الحاجبين إذا تحول قتل النساء الى ظاهرة في مجتمع يبعد كل البعد بعاداته وتقاليده وثقافته الإجتماعيه والوطنيه عن مفهوم القتل.

فأي قانون بات يحكمنا؟ وأين الكرامة في استغلال جسد فتاة ذات إعاقة عقلية وجسدية واغتصابها وإكمال حكم الاستبداد عليها بفراق الرحمة من قلب والدها معلق ذلك على خلفية الشرف (لم تكن الأولى) فمن قبلها بلغت الجرأة حدودها عند زوج نانسي وقتلها في طريق عام وعلى مرآى المارة، ورندة محاريق التي كسر شقيقها ضلوعها ودفنها بجبروت لا يفقه الإنسانية وأخريات كثيرات احكمت عليهن القبضة الظالمة المتخبطة بالحماية القاصرة لقوانين شيعت جثامينها قبل عشرات السنين في بلد المنشأ وبقيت سارية في بلادنا رغم انها لا تصلح للحفاظ على انسانية الانسان ولا للدفاع عن حقوق المرأة، وبين هذا وذاك يغلق ملف القضية وتصبح رقم تتراكم عليه الغبار كما سبقه على رفوف المحكمة وتبقى المرأة ورقة صفراء ضعيفة غير متأسف عليها في خريف الرجل.

وما يثير الغرابة، سياسة النعامة التي بدأت تهذبنا كقطعان تحت هاجس الشرف، متناسين أهمية المرأة التي تربي وتبني وتضحي وتتحمل وتكمل مسيرة الحياة مع الرجل فمن حقها ألا تغدر من أقرب الناس إليها، واخر ضحية من النساء كانت بأمس الحاجة ليد العون من قاتلها ليسترد لها حقها من سطوة جسد استغلها وجرد منها عذريتها دون ارادة فهي كباقي النساء ما زالت الطرف الأضعف، والمهمشه والمسيطر عليها، وملك للعائلة بكل ذكورها على مدى الأيام  تتحمل الاعباء والمسؤوليات دون أدنى تقدير، بل  وتعود عليها كافة النتائج السلبية فلا ترحم في حياتها ولا بعد موتها وعندما تعود الروح لبارئها على يد قاتل مجرم يصمتها للأبد لا يجدون ما يتحدوث به فيبررون "شرفها".

لقد حان الوقت لإقرار قانون العقوبات الفلسطيني الذي يكفل الحق المقدس للنساء في الحياة ويتعامل مع جرائم النساء انها ضد الانسان دون التميز على اساس الجنس، ففي ظل غياب قانون يحمي المرأة والاسرة من العنف، سيستمر صمت العقوبة وتبقى الرجولة المزيفة سيدة الموقف ويبقى مصير النساء الذهاب دون إرادة تحت التراب بأيدي رجال فوق القانون .