حسن بكير

على هامش إنعقاد أعمال "المنتدى العربي والدولي لأجل العدالة لفلسطين" الذي إنعقد في بيروت الأحد 2017/5/14، والذي استمر ليوم واحد، زار الوفد عقب انتهاء أعماله، خيمة الأسير الفلسطيني في مخيم شاتيلا، مساء الاثنين 2017/5/15. شارك في الزيارة إلى جانب وفد المنتدى منسق عام الحملة الأهلية لنصرة قضايا الأمة معن بشور؛ وقيادة حركة "فتح" في بيروت ممثلة بمسؤول اعلامها حسن بكير، وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية صالح زيدان، وممثلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وممثلو تحالف القوى الفلسطينية والأحزاب والقوى الإسلامية الفلسطينية، وممثلو اللجان الشعبية، والقوى الأمنية، وقوى الأمن الوطني الفلسطيني، وعدد من المشايخ ورجال الدين، وممثلو المؤسسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية، وجهاء وفاعليات وأهالي مخيم شاتيلا.

أما الحضور المميز فكان لرمز من رموز صمود مخيم شاتيلا، وركن من أركان بقاء وجوده هو الدكتور يانو. فما أن سمع أهالي المخيم بوجوده حتى سارعوا لإستقباله، حتى الصغار الذين سمعوا عن هذا الرجل بالتواتر خرجوا ليروه بأم العين. اللقاء كان حاراً، ذرفت فيه الدموع فرحاً بلقاء يانو وحزناً على تلك الأيام التي أعادت إليهم ذكرى من فارقوهم.

وألقى رئيس الحراك الشعبي في مخيم شاتيلا علي أبو عزقة كلمة أهالي المخيم شكر فيها وفد المنتدى لمشاركته في الوقفة التضامنية مع الأسرى. كما توجه بالتحية للأسرى الأبطال الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية ضد جلاديهم.  واعتبر أبو عزقة أنَّ ما يجري في السجون الاسرائيلية ضد الأسرى إنما هو تحدٍ للكرامة القومية والعربية، وتحدٍ للعدالة. مشيراً أن الأسرى هم نموذج للحرية والكرامة. وطالب الفصائل الفلسطينية انجاز الوحدة الوطنية والتوحد حول مشروع وطني موحد تكون بوصلته فلسطين، وفلسطين فقط. لأن المرحلة تتطلب الوحدة الوطنية لمواجهة المخططات الاسرائيلية التي تحاك ضد الشعب والأسرى.

وكانت كلمة لممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سمير لوباني توجه فيها إلى وفد المنتدى قائلاً: "نقف اليوم بينكم لنقول لكم أن هذا المخيم البطل قدم خيرة أبنائه دفاعاً عن هذا المخيم البطل الصامد دفاعاً عن الثورة، ودفاعاً عن المقاومة. وهذا المخيم تصدى أبناؤه لكل العتاة الذين حاولوا أن يفتعلوا مجزرة موازية لمجزرة صبرا وشاتيلا". ووجه التحية إلى أسرى فلسطين والجولان ولبنان ولكل أحرار العالم الذين يتظاهرون كل يوم لأجل فلسطين. واصفاً هؤلاء الأسرى بقديسي القضية الفلسطينية وقديسي العالم.

وأشار لوباني إلى أنَّ اسرائيل إعتقلت حوالي مليون أسير، وبالتالي ما زال الشعب الفلسطيني على إيمانه وعقيدته الراسخة بالعودة إلى وطنه، وأن الشعب الفلسطيني لم ينسَ فلسطين، ذهب إليها عبر الحدود العربية، ذهب إليها إلى عرض البحر؛ وذهب إليها بالطائرات الشراعية، وبالتالي آخرها حوّل القضية من داعش إلى داعس، هذه هي فلسطين التي تؤمن بأن الدول العربية هي خزان وقود لتحرير فلسطين.

وكانت كلمة لعميد المحامين في تونس عبد الوهاب الباهي أكد فيها على مركزية القضية الفلسطينية، مهما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية ومهما قامت به لتغيير وجهة نظرنا. مضيفاً: "أشعلوا النار في العراق، أشعلوا النار في سوريا، أشعلوا النار في تونس، أشعلوا النار في ليبيا، ولكن ما نسينا القضية الفلسطينية". ونقول من هذا المنبر لن ننسى القضية الفلسطينية، عاشت فلسطين حرة عربية.

وألقى كلمة تحالف القوى الفلسطينية سليمان عبد الهادي أمين سر لجانها الشعبية في مخيم شاتيلا نداءاً إلى القيادة الفلسطينية باسم جماهير الشعب الفلسطيني بضرورة تفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، بصفتها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، وإنهاء الإنقسام البغيض.

وكانت كلمة لرئيس المؤتمر الناصري العام علي عبد الحميد علي، قال فيها: اليوم ذكرى النكبة ( 15 مايو 1948)، جئنا هنا كي نتضامن من أجل العدالة لفلسطين. جئنا إلى هنا نعلن تضامننا مع الأسطورة الكفاحية النضالية التي يفجرها أسرانا في سجون الإحتلال  الصهيوني، مع أعظم أسطورة نضالية في تاريخ هذه الأمة. اليوم ماذا لو كل واحد منا على إمتداد هذه الأرض العربية، رفع علم فلسطين على شرفة منزله، وعلى صفحات التواصل الإجتماعي، لتكون هناك ملايين من علم فلسطين نغزو بها كل العالم، ونذكّر أن فلسطين باقية وأن فلسطين حتماً ستتحرر مهما طال الزمان أو بعُد.

وألقى الدكتور يانو كلمة أبدى سعادته لوجوده بين أهله في المخيم الذي أمضى فيه أوقاتاً صعبة قدّم فيها ما تملي عليه مهنته كطبيب، لافتاً أن المخيمات الفلسطينية كانت ولا تزال رمزاً للصمود والعودة، وأن اضراب الأسرى اليوم في سجون الاحتلال هو أسلوب من أساليب النضال الفلسطيني المشروعة. وأشار( يانو) في كلمته أن النظام العنصري في إفريقيا (الابرتهايد) سقط، وغداً سيسقط في فلسطين. وشدد على وحدانية منظمة التحرير الفلسطينية بأنها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في داخل الوطن وفي المنفى، وأن القضية الفلسطينية ستبقى في قلوب العالم.

وكانت كلمة للأسير المحرر علي يونس (أبو ثائر) رئيس دعم الأسرى والمحررين السوريين من سجون الاحتلال الصهيوني، جاء فيها: نلتقي اليوم وفي هذه اللحظات في مخيم شاتيلا، مخيم الصمود والإباء، لنقف مع أسرانا الأبطال الذين يصنعون بشائر النصر، من الجولان العربي المحتل ومن فلسطين، هؤلاء الأسرى الأبطال الذين يقدمون أجسادهم فداءاً للوطن، لفلسطين وللجولان ومنهم من قضى شهيداً.

عضو المنتدى الأمريكي ريتشارد بيكر تحدث عن الدور الأمريكي واعتبر أنَّ أكبر جريمة في التاريخ إرتُكبت هي بحق الشعب الفلسطيني، وهذه الجريمة لم تكن لترتكب لولا تدخّل الإمبريالية الأمريكية، ولولا هذا التدخل لما كانت هذه المخيمات وهؤلاء اللاجئين، وما كان الإجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982. وحيا بيكر الدور البطولي للأسرى في فلسطين، وطالب بالحرية لكل الأسرى وأن تكون فلسطين حرة أيضاً. موجهاً التحية إلى جميع الأسرى وفي مقدمهم القائدين مروان البرغوثي وأحمد سعدات، وأعلن وقوفه إلى جانب جميع الأسرى في اضرابهم عن الطعام وفي معركتهم، معركة الأمعاء الخاوية ضد سلطات الاحتلال.