كرَّمت "اللّجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية"، برعاية وحضور وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو وسفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور، اليوم الاثنين 2017/5/15، في سفارة دولة فلسطين في بيروت، الفنان اللبناني أحمد قعبور والروائي الفلسطيني مروان عبدالعال لحصولهما على جائزة القدس للثقافة والإبداع.

وحضر حفل التكريم: أمين سر حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، وأمين عام المؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة، وأمين سر نقابة ممثّلي هيئة الإذاعة والتلفزيون في لبنان علي كلش، وممثّلو الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وحشد من الشعراء والكُتّاب والأدباء والفنانين اللبنانيين والفلسطينيين.

وفي كلمة له في المناسبة، أشار السفير دبور إلى تزامن ذكرى النكبة مع هذا التكريم، معتبراً النكبة الجريمة الكبرى التي ما تزال آثارها المدمّرة مستمرة على حياة شعبنا، موجّهاً التحية إلى الأسرى في معتقلات الاحتلال وصمودهم الكبير في وجه بطش السجّان المحتل.

وقال السفير دبور": "على الرغم من أنَّ الصهاينة استطاعوا اقتلاعنا من أرضنا واحتلالها وتحويلنا إلى لاجئين، ومحاولاتهم طمس هويتنا الوطنية ودفعنا إلى غياهب النسيان، إلّا أنَّهم أدركوا بعد سنوات الاحتلال الإحلالي أنَّ إرادة الشعوب المؤمنة بعدالة قضيتها لا يمكن أن تُهزَم."

وأشار إلى اختيار ذكرى النكبة للتأكيد على التجذُّر وإصرار اللجنة الوطنية للقدس على تكريم فنانٍ ملتزمٍ مؤمنٍ بعدالة فلسطين هو الفنان أحمد قعبور، ومَن تميز وتفرّد بأسلوب روائي خاص في صياغة تفاصيل القضية الفلسطينية المناضل مروان عبدالعال.

وأكَّد أن تكريم كوكبة من المثقفين والفنانين اللبنانيين والفلسطينيين دليل على عمق العلاقة وتجذُّرها بين لبنان وفلسطين والالتزام الموحّد بوجه التحديات كافةً.

بدوره أكَّد اللواء النتشة أنَّ القدس ستبقى مدينة الإلهام السماوي وبؤرة النور المقدس الذي فتح القلب الإنساني فتحاً مبيناً، وأنَّ القدس حملت على كاهلها إرث الرسالة ووزرها حيث غدت مهبط أفئدة المؤمنين وهدفاً للغزاة.

وأشار اللواء النتشة إلى أنَّ الشعب الفلسطيني ورث من القدس إرث الرباط والثبات والتمسك بالثوابت الأساسية، وأنَّ القدس هي قلب فلسطين النابض والعاصمة الروحية والوطنية والسياسية للدولة الفلسطينية المستقلة، وقال: "من خلال بيروت شقيقة القدس وتوأمها الكفاحي جئناكم لنكرِّس هذا الترابط العضوي ما بين عواصم الحضارة والعروبة، ولنكرِّم الفنان العربي اللبناني أحمد قعبور والروائي الفلسطيني الملتزم مروان عبدالعال."

ثم ألقى الوزير بسيسو كلمة قال فيها: "إنَّ الثقافة هي جزء أساسي من نضال شعبنا تمتدُّ إلى الذاكرة الفلسطينية، وهي الحاضر واليومي للفلسطيني من أجل أن تكون قدرتنا على الصمود أكثر مناعة، وهي صوت من أصوات النضال الفلسطيني الذي نكرِّسه كل يوم في مواجهة محاولات تكريس الأمر الواقع."

وأكَّد أنَّ الثقافة الفلسطينية هي إرادة حثيثة ومحاولة صلبة في أن تكون الرواية الفلسطينية في مواجهة رواية الاحتلال، مضيفاً: "هذا الاحتلال الذي يحاول عزل فلسطين عن عمقها ومحيطها العربي والعالمي وعزل روايتها عن سياقها الوطني والسياسي والتاريخي."

واشار إلى أنَّ الثقافة هي جزء أساسي من المقاومة والنضال، مؤكِّداً أنَّ وزراة الثقافة الفلسطينية ترفع شعار "الثقافة مقاومة"، لأنَّ المقاومة بالثقافة هي مقاومة لكلِّ محاولات طمس الهوية، وتثبيت الوجود الفلسطيني عربياً وعالمياً.

واعتبر منح جائزة "القدس للثقافة والإبداع" للفنان اللبناني أحمد قعبور تجسيداً للوفاء لفنان قاوم من أجل فلسطين بالكلمة واللحن، مؤكِّداً في ذات السياق أنَّ منح الجائزة للروائي مروان عبدالعال تجسيد لوحدة الشعب الفلسطيني في الوطن والمنافي وأن الفلسطيني للفلسطيني بيت ووطن.

ثُمَّ ألقى كلٌّ من قعبور وعبدالعال كلمةً شكرا فيهما "اللجنة الوطنية للقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية" منحهما جائزة "القدس للثقافة والإبداع"، معبِّرَين عن اعتزازهما وفخرهما بنيل هذه الجائزة القادمة من مدينة القدس، كما أدّى الفنان أحمد قعبور أغنية "لاجئ سمّوني لاجئ".

وفي الختام سلَّم كلٌّ من الوزير بسيسو والسفير دبور واللواء النتشة المكرَّمَين جائزةَ "القدس للثقافة والإبداع".