نظَّمت القيادة السياسية للقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في صيدا اعتصاماً حاشداً أمام مدخل ملعب الشهيد أبو جهاد الوزير في مخيَّم عين الحلوة، اليوم الاثنين 2017/5/15، إحياءً للذكرى التاسعة والستين للنكبة وتضامناً مع أسرانا البواسل في معتقلات العدو الصهيوني.

وتقدَّم الحضور أمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة على رأس وفدٍ من قيادة منطقة صيدا، وأمناء سر الشُّعَب التنظيمية لحركة "فتح" في منطقة صيدا، وحشد من أعضاء وكوادر اتحاد المرأة الفلسطينية، إلى جانب عضو المكتب السياسي للتنظيم الشعبي الناصري محمد ظاهر ممثِّلاً الأمين العام للتنظيم د.أسامة سعد، ومدير خدمات الأونروا في منطقة صيدا د.إبراهيم الخطيب، ومدير خدمات الأونروا في عين الحلوة عبدالناصر السعدي، وممثّلين عن فصائل "م.ت.ف" والقوى الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية واللّجان الشعبية، ووفد من القوة المشتركة، وحشد من طلاب المدارس.

بدايةً كان تقديم من عريف الاعتصام عضو قيادة شعبة عين الحلوة لحركة "فتح" عماد بليبل، ثُمَّ كانت كلمة تحالف القوى الفلسطينية ألقاها أبو بسّام المقدح، فاستذكر أحداث ذكرى النكبة لافتاً إلى أنَّها "ذكرى أليمة جدًا على الشعب الفلسطيني، وكل قرية ومدينة فلسطينية"، وعرضَ إلى ما يتعرَّض له شعبنا الفلسطيني من صنوف بشعة من القتل المبرمَج من قِبَل الاحتلال والمستوطنين، ونوَّه بمقاومة شعبنا للمحتل عبر عقود من الزمن، وختم مؤكِّداً أنَّ أرض المخيم هي أرض الوحدة الوطنية.

كلمة القوى والأحزاب اللبنانية ألقاها محمد ظاهر إذ قال: "أيُّها الفلسطينيون الشرفاء الأحرار الذين تدافعون عن شرف الأُمّتين العربية والإسلامية، إنَّ دماءكم الطاهرة استطاعت أن تحوِّل نكبة فلسطين إلى تعاطف دولي عربي مع قضيتكم، لم تعودوا وحدكم في العالم، فكل الشرفاء وأحرار العالم معكم، قليل من الصبر وسيتم تحرير أرضكم ويتحقّق حق العودة. نخاطبكم من هذا المخيَّم الذي يتضامن اليوم مع الأسرى في معتقلات الاحتلال، نقول لهم حريتكم أصبحت قريبة، سيتم تحريركم بقوة المقاومة المسلَّحة، وهذه المقاومة لا يمكن أن تحقِّق النصر إلّا بالوحدة الوطنية".

ثُمَّ كانت كلمة القوى الإسلامية الفلسطينية ألقاها الشيخ أبو شريف عقل، ممَّا جاء فيها: "(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ)، أبناء شعبنا أُخرجوا من ديارهم بغير حق، لذلك حقٌّ لنا أن نحمل السِّلاح في وجه مَن قتلنا وأخرجنا من ديارنا. وفي هذه المناسبة الأليمة، ذكرى النكبة، فإنَّ أفضل ما نقدِّمه لأسرانا وشعبنا في الشتات أن نكون صفًّا واحدًا، لأنَّ الانقسام أضعفنا أمام عدونا، ولأنَّ فلسطين أكبر منا جميعاً. وإنَّ أفضل ما نقدِّمه لأهلنا في ذكرى النكبة ولصمود أسرانا البواسل هو الحفاظ على مخيّماتنا، وأكبر المخيَّمات التي يجب أن نحافظ عليها هو مخيّم عين الحلوة، فكلُّ من يزعزع أمن مخيّماتنا يخدم العدو الصهيوني من حيث يدري أو لا يدري. ومن هنا لا يجوز أن يدفع أهلنا في المخيم فواتير غيرهم. إنَّ إضراب الأسرى هو إضراب الكرامة، ويجب أن نسعى جميعًا إلى عودتهم لأهلهم، وفي ذكرى النكبة أفضل ما نقدّمه هو أفضل علاقة مع الجوار اللبناني".

كلمة "م.ت.ف" ألقاها مسؤول العلاقات السياسية لجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في منطقة صيدا حسين حمدان، فقال: "لقد رسم أسرانا ملاحم الصمود والمقاومة عبر وحدتهم في الميدان وخلف القضبان رغم غياب الحاضنة الرسمية العربية الفلسطينية. وما الوعود التي يطلقها رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وغيره إنما هي لذر الرماد في العيون". وأكَّد أنَّ السبيل الوحيد لتحقيق الانتصار يكمن بالوحدة والمقاومة منوِّهاً إلى أنَّ "معركة الحرية والكرامة هي النموذج والقدوة لنا وهي الطريق الأقصر والأجدى لكسر إرادة الجلاد الصهيوني وهزيمته".

تصوير: فادي عناني