نظَّمت الاتحادات والمنظَّمات واللجان الشعبية في منظمة التحرير الفلسطينية اعتصاماً شعبياً اليوم الاثنين 17-4-2017 أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في بيروت، بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، وتضامناً مع انتفاضة الأسرى التي أطلقها الأسير القائد عضو اللجنة المركزيّة لحركة "فتح" مروان البرغوثي، والتي انطلقت اليوم.
وتقدَّم المشاركين في الاعتصام الوزير اللبناني السابق بشارة مرهج، وأمين سر قيادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، وممثِّلو الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، وممثِّلو فصائل الثورة والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية واللجان الشعبية، وقيادة حركة "فتح" في بيروت والمخيَّمات، ومنسِّق عام الحملة الأهلية لنُصرة فلسطين وقضايا الأُمَّة معن بشور، وممثِّلو المؤسّسات والجمعيات الأهلية الفلسطينية ومؤسَّسات المجتمع المدني الفلسطيني، وحشد فتحاوي وشعبي.
بدايةً كانت كلمة للوزير بشارة مرهج أعلن فيها التضامن مع الأسرى، ونوَّه بدعوة القائد مروان البرغوثي للإضراب عن الطعام، وطالبَ الصليب الأحمر والمؤسسات الدولية ومجلس حقوق الإنسان وكل المؤسسات المعنية بالاهتمام ورعاية الأسرى في المعتقلات الصهيونية مؤكِّداً أن ما يتعرَّض له الأسرى في معتقلات الاحتلال يتجاوز كلَّ القوانين والمواثيق الدولية.
وبعدها ألقى الحاج فتحي أبو العردات كلمةً نوَّه فيها بالمشاركة الحاشدة في الاعتصام من مناضلين ما زالوا على العهد من أبناء المخيّمات وأبناء لبنان العربي الشقيق المتضامن مع فلسطين حتى العودة إلى فلسطين وإقامة دولتنا وعاصمتها القدس.
ووجَّه التحيَّة للأسرى والأسيرات المناضلين في فلسطين وخصَّ بالتحيّة عضو المجلس التشريعي وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" القائد مروان البرغوثي وأمين عام الجبهة الشعبية أحمد سعدات وفؤاد الشوبكي وكل أعضاء المجلس التشريعي المعتقلين في زنازين الاحتلال، وحيَّا صمودهم وهنَّأ عميدة الأسرى لينا الجربوني بإطلاق سراحها معبرِّاً عن الاعتزاز بنضالها وتقديمها مثالاً للمرأة الفلسطينية المناضلة الصامدة والمتحدية للاحتلال.
كما حيَّا الأطفال القاصرين المعتقلين في زنازين الاحتلال، والقائد خليل الوزير في ذكرى استشهاده موجِّهاً التحية أيضاً لأرواح جميع شهداء فلسطين ولبنان والأُمّة العربية والإسلامية والمقاومة الوطنية، وإلى كل الذين لم يضيّعوا البوصلة، وما زالوا يعتبرون أن إسرائيل هي العدو، وأن المعركة الأساسية هي مع الاحتلال الصهيوني.
وتابع أبو العردات: "نتضامن مع أسرانا من بيروت، من لبنان، من المخيَّمات، ونقول للأسرى بكلمات قليلة نابعة من القلب: أنتم لستم وحدكم، كلُّ أُمَّتنا العربية معكم؛ يتضامنون معكم؛ من أجل أن تتحرَّر فلسطين، وأن يكون الخلاص قريباً بإذن الله، وأن تخرجوا إلى الحرية. نتضامن مع الأسرى المضربين، ونلبي هنا نداء الإخوة الذين أطلقوه بالأمس بأوسع حملة تضامن معهم من أجل حريتهم والحصول على حقوقهم، ومنع السجن الانفرادي والاعتقال الإداري وإطلاق سراح ذوي الأمراض المزمنة، هذه حقوق يجب أن يحصلوا عليها قبل أن يخرجوا إلى الحرية".
وأضاف: "نجدِّد المطالبة بأوسع حملة تضامن مع أسرانا في فلسطين في وجه الاحتلال والاستيطان وتهويد القدس والإبعاد، وكل هذه الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني. ونحيي الصليب الأحمر الدولي على متابعته واهتمامه كون هذه القضية هي قضية سياسية وإنسانية بامتياز، ولما يقدِّمه لأهلنا في مخيَّمات لبنان على كل الصُّعد، هذا الموضوع سيبقى على رأس أولويات القيادة الفلسطينية، ويجب أن تبقى حركة التضامن مع الأسرى متصاعدة حتى يتم إطلاق سراحهم، ومحاكمة القادة الإسرائيليين على ما قاموا ويقومون به من جرائم ضد أهلنا وشعبنا".
كلمة الحزب التقدمي الاشتراكي ألقاها عضو مكتبه السياسي د.بهاء أبو كروم قال فيها: "نقف اليوم أمام بعثة الصليب الأحمر الدولي من بيروت العروبة التي ستبقى عاصمة للعروبة، بيروت التي واكبت محطاتٍ نضاليةً للشعب الفلسطيني؛ وستبقى تواكب كلَّ المحطات المشّرفة لنضال الشعب الفلسطيني".
وأضاف د.أبو كروّم: "في هذا اليوم، يوم الأسير ويوم التضامن مع الأسرى في السجون الإسرائيلية، لا بدَّ من التأكيد على تأييدنا لكلِّ ما يقوم به هؤلاء الأسرى، لا بدَّ أن نشدَّ على أيدي هؤلاء الذين يقدِّمون ملاحم من النضال بأشكاله كافةً، ولا بدَّ من دعوة كلِّ المؤسسات الدولية لمواكبة هذه التحركات ولإدانة إسرائيل على جرائمها وانتهاكاتها".
وختم كلمته قائلاً: "من بيروت، ندعم تحرك الشعب الفلسطيني وقضية الأسرى ضمن هذه المحطات التي تجمع القوى الفلسطينية كافةً، وأيضاً تحفِّز الفلسطينيين على توحيد موقفهم وعلى إنجاز المصالحة".
أمَّا كلمة حزب الله فألقاها نائب مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب الشيخ عطالله حمود جاء فيها: "في هذا اليوم، يوم الأسير الفلسطيني، نقف أمام صرح من صروح الصليب الأحمر الدولي، هذا الشاهد على الجرائم بحق الأسرى، وبحق إخوتنا الفلسطينيين في الشتات، وفي الضفة والقطاع. في هذا اليوم ينتفض الأسرى في سجونهم؛ أكثر من 22 سجناً إسرائيلياً يتعرَّض فيه أكثر من 8000 فلسطيني داخل سجونهم إلى أقسى أنواع التعذيب الجسدي والنفسي. في هذا اليوم أعلن وزير أمن العدو وعمَّم على مصلحة السجون بأن تُستحدَث مشافٍ أمام مراكز الاعتقال لأنَّ الأسرى بدؤوا بانتفاضتهم؛ بدؤوا بمعركة الأمعاء الخاوية، وهذا النداء نطلقُهُ اليوم من أمام مبنى الصليب الأحمر الدولي إلى كل الشرفاء في عالمنا العربي والإسلامي، وإلى بعض الضمائر من الأمم المتحدة وشرعة حقوق الإنسان الذين يدّعون زوراً رفقهم بالحيوان فيما شعبٌ بكامله وآلاف الأسرى من الأطفال والنساء والشيوخ يتعرَّضون للموت داخل سجونهم، فأين هي حقوق الإنسان التي تدعون بها؟!".
واستطرد حمود قائلاً: "إنَّنا من أمام الصليب الأحمر، ندعو كلَّ فصائل المقاومة الفلسطينية إلى التوحُّد وإلى دعم قضية الأسرى والمعتقلين، ونحن خلفهم ومعهم وبجانبهم لأنَّنا قوم لا نترك أسرانا في السجون".
كما أُلقيَت خلال الاعتصام عدة كلمات من قِبل كلٍّ من: أحمد مرعي بِاسم حزب الاتحاد، والمحامي عمر الزين، وأبو وسام محفوظ ممثلاً حركة الجهاد الإسلامي، ومهدي مصطفى ممثِّلاً الحزب العربي الديمقراطي، حيثُ أكَّدت جميعها التضامن مع الأسرى في معتقلات الاحتلال، واستنكرت الممارسات القمعية بحقهم، مطالبة المؤسسات الدولية وجمعيات حقوق الإنسان ومجلس الأمن الدولي بالتحرك ولدعم قضية الأسرى والدفاع عنهم ومساندتهم حتى ينالوا حُريَّتهم.
وفي نهاية الاعتصام سُلِّمت مذكرةٌ إلى ممثِّل بعثة الصليب الأحمر الدولي.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها