هل من فوارق..؟! فحكومة نتنياهو غضبت ومنعت بلدية جت العربية في الجليل من تسمية شارع في البلدة باسم ياسر عرفات، وحماس تتوجه ليس لشطب اسم ياسر عرفات عن مدرسة الموهوبين في مدينة غزة وحسب، بل لتفكيكها ايضا، اي توزيع طلابها على المدارس الثانوية في المدينة، وتحويلها الى مدرسة للتعليم الأساسي.
خبر شطب حماس اسم ياسر عرفات الذي جعل من الكوفية رمزا للثوار والأحرار في العالم سيصل الى اسماع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد كمال جنبلاط الذي عندما سلم ابنه تيمور زعامة العائلة السياسية قبل ايام، ووشحه بالكوفية الفلسطينية، هناك في قصر المختارة قال له: "يا تيمور سر رافع الرأس، واحمل تراث جدك الكبير كمال جنبلاط، واشهر عالياً كوفية فلسطين العربية المحتلة، كوفية لبنان التقدمية، كوفية الاحرار والثوار، كوفية المقاومين لاسرائيل ايًا كانوا، كوفية المصالحة والحوار، كوفية التواضع والكرم".. فماذا سنقول لوارث الكوفية عن ياسر عرفات بمعانيها العظيمة، هل نقول له نحن آسفون يا وليد بيك فقد ابرزتم وفاءكم لكوفية الفدائي ياسر عرفات في اللحظة التي كان فيها بعض أبناء جلدتنا يتجهون لشطب اسمه عن مدرسة في غزة - فلسطين.
ماذا سنقول لشعوب كثيرة في دول العالم عرفت صورة ياسر عرفات قبل ان تتعرف على موقع فلسطين على خارطة العالم، اذا سمعوا ان حركة فلسطينية تسمي نفسها حركة المقاومة الاسلامية حماس قد شطبت اسم المقاوم الفدائي المناضل الوطني الفلسطيني العربي الأممي زعيم الشعب الفلسطيني المكافح الصامد عن مدرسة للموهوبين المتميزين في التعلم، هل نقول لهم اعذرونا؟! فليس في ذاكرتنا الوطنية متسع لهذا الاسم الذي لم يبلغ حجم الوطن وحسب، بل بلغ كل عاصمة في الجغرافيا السياسية في العالم.
لا تفسير لتوجهات حماس لشطب اسم ياسر عرفات عن مدرسة الموهوبين في منطقة الشيخ رضوان في مدينة غزة إلا انه الموقف الحقيقي لحماس من الهوية الوطنية الفلسطينية، ورموزها، ومقوماتها، وليس صدفة بروز هذا التوجه – رغم اصطدامه بأولياء أمور التلاميذ – بعد بضعة أيام على قرار حماس تشكيل لجنة لادارة قطاع غزة، ما يعني ان يوما ما سيأتي على قطاع غزة – ان استمر انقلاب حماس- لن يجد فيه المواطن هناك اسما او علما او رمزا وطنيا فلسطينيا، كيف لا!! وقد استبدلت حماس منذ انقلابها خارطة فلسطين بخارطة قطاع غزة !، ووصفوا مليوني فلسطيني بمصطلح (الشعب الغزي) وفي آخر خطاب لقائدهم الاخواني محمود الزهار يتوعد في الصلاة مقر الرئاسة في مدينة رام الله، فيما آمال وأهداف الوطنيين الفلسطينيين مسلمين ومسيحيين الصلاة في الأقصى وكنيسة القيامة في القدس الحرة المستقلة عاصمة فلسطين، وهنا تكمن الفروق بين صلاة وصلاة، الأولى باطلة روحيا وانسانيا وسياسيا ووطنيا، والأخرى مشروعة وجائزة وصحيحة، حيث ترقى الروح الوطنية الى أعلى مراتب العبادة لرب الناس.
قبل اسم ياسر عرفات استهدفت حماس اسم الأديب الثائر الشهيد غسان كنفاني، وقبلهما استهدفت وحدة شعب فلسطين وارضه، واستهدفت ثقافته المتنورة، وحققت رغبة اسرائيل بشطب ما ناضل لأجله ياسر عرفات، بأن يكون للفلسطينيين ممثل شرعي ووحيد، ونظام سياسي واحد، وبرنامج سياسي واحد، ودولة حرة مستقلة ذات سيادة.
قبل اسم ياسر عرفات استهدفت اسم محمود عباس، ومنهج محمود عباس السياسي، انقلبت عليه، وعلى قيادته، وحاولت اغتياله شخصيا لولا تدخل القدر، لانفجرت ألغامها تحت بيته، لسبب واحد فقط، أن حماس نقيض الوطنية الفلسطينية ونقطة آخر السطر.
يظنون بان لديهم قدرة على طمس الأسماء الخالدة من ذاكرتنا الوطنية، لكن من ذا الذي يقدر على إطفاء نور الشمس وضياء القمر ولمعان النجوم فقادتنا الوطنيون وروادنا في الثقافة هم شموس وطننا وانواره واقماره ونجومه.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها