يوم الخميس الفائت إحتفلت سفارة جمهورية بلغاريا في فلسطين بالذكرى ال133 لليوم الوطني لبلادها. وكانت مناسبة للتأكيد على أهمية وشائج وروابط الصداقة الثنائية بين القيادتين والبلدين والشعبين الفلسطيني والبلغاري.
جمهورية بلغاريا، التي تقع في شبه جزيرة البلقان، ولا يزيد عدد سكانها عن ثمانية ملايين نسمة، وكانت فيما سبق جزءا من منظومة الدول الإشتراكية، التي تلاشت مطلع تسعينيات القرن الماضي مع إنهيار الإتحاد السوفيتي.أمست جزءا من النظام الرأسمالي، وهي عضواً عاملاً في دول الإتحاد الأوروبي. هذه الدولة وشعبها الصغير والعريق واجهت في الحقب التاريخية السابقة الظلم والإستعمار من قبل الإمبراطورية العثمانية منذ مطلع القرن السادس عشر. غير ان الشعب البلغاري العظيم لم يستسلم لخيار الإستعمار وقاوم بجدارة لنيل إستقلاله وتحرره الوطني. وحينما رفضت الدولة العثمانية القبول بتقرير المصير للشعب البلغاري، أعلنت روسيا القيصرية الحرب على تركيا 1877/1878، وفي الثالث من آذار/ مارس 1878 تم التوقيع على إتفاقية سان ستيفانو، التي تم بموجبها تحرر بلغاريا من قبضة الإستعمار العثماني. ومنذ ذلك التاريخ وجمهورية بلغاريا تحتفل بهذا اليوم،كيوم وطني لنيلها الإستقلال.
مع ذلك لاحقا قامت تركيا بالنكوص عن الإتفاقية، وإحتلت بلغاريا، إلى ان تم تحريرها في أعقاب الحرب العالمية الثانية في مايو / أيار 1945 على يد الجيش الأحمر السوفيتي وأبطال المقاومة الشعبية البلغارية. ومازالت تحافظ على إستقلالها وتطورها، وتعزيز رقي ونهضة الشعب البلغاري على الصعد المختلفة.
وعلى صعيد العلاقات الثنائية المشتركة بين القيادتين والشعبين الفلسطيني والبلغاري، وقفت بلغاريا منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي إلى جانب كفاح وتحرر الشعب العربي الفلسطيني. وكانت من أوائل الدول، التي إعترفت بدولة فلسطين، وأقامت معها علاقات دبلوماسية وسياسية متميزة. وحافظت حكومات بلغاريا، رغم خلفياتها المختلفة على العلاقات الإيجابية والمميزة مع القيادة والشعب الفلسطيني. ودعمت بشكل دائم الحقوق الوطنية الفلسطينية في المنابر الأممية المتعددة. رغم ان دولة التطهير العرقي الإسرائيلية وحلفائها من الداخل البلغاري والأوروبي والأميركي مارسوا الضغوط على الحكومات البلغارية المتعاقبة لثنيها عن دعم كفاح الشعب العربي الفلسطيني. إلآ ان ذلك لم يفت بعضد العلاقات الثنائية المشتركة. وحرصت القيادات الحكومية من الأحزاب والإئتلافات المختلفة على العلاقات الإيجابية مع القيادة والشعب الفلسطيني.
كما ان القيادة الفلسطينية في كل المراحل السابقة حتى الآن، حرصت على التواصل مع القيادات البلغارية بتلاوينها واتجاهاتها السياسية المتباينة، وعملت على تعزيز العلاقات معها. وتم تبادل العديد من الزيارات على مختلف الصعد والمستويات. لإدراك القيادة الفلسطينية بأهمية العلاقات الثنائية مع الدولة البلغارية الصديقة. لاسيما وان بلغاريا تاريخيا إحتضنت عبر المنح الدراسية بعناوينها المتشعبة الآف الطلبة الفلسطينيين، وخرجت كفاءات متميزة في حقول الحياة المختلفة. ويحتل عدد من الخريجين مواقع قيادية حزبية وسياسية وعسكرية وأمنية. ومازال هناك المئات من الطلبة الفلسطينيين يتلقون العلم، فضلا عن وجود جالية فلسطينية تعيش على ارض الدولة البلغارية، وتعمل مع سفارة فلسطين على تعزيز الروابط الثنائية المشتركة.
في اليوم الوطني ال133 لتحرر بلغاريا، نقول لبلغاريا الشعب والحكومة والأحزاب والقطاعات الثقافية والإعلامية والإقتصادية والأكاديمية والعسكرية لكم في الشعب العربي الفلسطيني صديق وفي. وكل عام وبلغاريا وشعبها وأرضها ودولتها بخير. وسيبقى الشعب الفلسطيني وقيادته ينظرون إليكم من موقع الصداقة لدعم الكفاح الوطني لنيل الإستقلال والتحرر من وحشية الإحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وضمان حق عودة اللاجئين الفلسطينيين على أساس القرار الدولي 194.