(المضمون: ستندم اسرائيل حين لا يغني الندم لان رئيس الحكومة نتنياهو الغى لقاءا كان محددا بين الرئيس الفلسطيني عباس والرئيس الاسرائيلي بيرس في الاردن، كان يمكن ان يلغي الحاجة الى اصدار قرار الامم المتحدة في ايلول).
لم أرَ تناولا للامر المدهش الذي نشر هذا الاسبوع في صحيفة "معاريف". صحيح أن من تقاليد الصحفيين الا يكثروا من تقارير المتابعة لانباء لم تنشر عندهم. لكنه كان نبأ مع كل ذلك. تخيلوا أن رئيس دولة اسرائيل يرتب لقاءا مع الرئيس الفلسطيني بعد أن اتفق مع رئيس الحكومة على ما اتفق عليه. وتخيلوا ان اللقاء السري قد حدد ليكون في الاردن. وتخيلوا أن الرئيس الفلسطيني كان في طريقه الى قطع جسر اللنبي، وفي خلال السفر بلغت الى سيارته مكالمة هاتفية من ديوان الرئيس الاسرائيلي تعتذر لانه لا يستطيع ان يأتي اللقاء. ويبدو أن هذا لانه لم يحظَ بموافقة رئيس الحكومة على مضمون الكلام الذي اراد إثارته في المحادثة. أهذا هاذٍ؟ أهو مأخوذ من كتاب رحلة جوية رخيص؟ أهو مقطوع عن الواقع؟ ربما. لكن أحدا لم يصدق، ولم ينكر احد. تعود الاخبار الى الخيام في جادة روتشيلد.
لا أنجح في أن أفهم. فهم من جهة يتحدثون في الحكومة عن موجة تسونامي في ايلول ويرسلون مبعوثين الى دول اوروبا في محاولة لاقناعها بعدم الانضمام الى الاكثرية الكبيرة التي ستؤيد الدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للامم المتحدة، ويجهد رئيس الحكومة نفسه في السفر الى عواصم شرق اوروبا لمحاولة التأثير في قلوب قادتها، ويطلب الى مجلس الامن القومي أن يعد سيناريوات وردودا على وضع تؤيد فيه الجمعية العامة الدولة الفلسطينية. لكن عندما يلوح - في ظاهر الامر، وفي ظاهره تماما – وجود لقاء قمة قبل وصول الامر الى الامم المتحدة بشهر، تلغى هذه القمة على أيدينا في آخر لحظة!
كلما أقتربت لحظة القرار، تبين أن قليلين متحمسون لبلوغه. والفلسطينيون يعلمون انهم قد يخسرون المساعدة الامريكية، وان الغضب الذي سينشأ في الشارع لعدم حدوث شيء حتى بعد قرار الامم المتحدة قد لا يكون موجها على اسرائيل وحدها بل على القيادة الفلسطينية نفسها ايضا. وهم يخشون جدا من أن الاعتراف قد يزيل الحاجة الى الاستمرار على علاج الصراع في العالم، عن شعور بأن القرار الحاسم الجوهري قد اتخذ. واسرائيل غير معنية بقرار يفسر بانه موجه عليها، وقد يبدأ فصلا غير لذيذ إزاء المحكمة الجنائية الدولية، وربما أيضا قطيعات واضرارا اخرى تنشأ عن القرار. وهي تخشى أيضا اعمال شغب تفضي الى جولة عنف اخرى مع الفلسطينيين حتى وان لم تشأ القيادة الفلسطينية ذلك.
نسافر جميعا على غير رغبة منا بسرعة تزداد نحو جدار قرار الامم المتحدة. نحن جميعا نراه تجاه أعيننا وعندما ينشأ في ظاهر الامر إمكان محادثة جدية تفضي الى اتفاقات عملية والى الغاء اقتراح القرار يكون الجانب الاسرائيلي خاصة هو الذي يلغي.
لست أعلم ما السبب وهل وقع ذلك. فاذا كان رئيس الحكومة هو الذي فضل أن يلقى بنفسه الرئيس الفلسطيني فلماذا لم يلقه؟ واذا كان رئيس الحكومة لم يوافق على الجوهر فلماذا حدد اللقاء؟ حدث شيء ما غير حسن هذا الاسبوع في القدس. ويبدو أن محاولة منع السوء فشلت لاسباب عجيبة. فمن سيدفع الثمن؟ نحن جميعا بالطبع الجالسين في الخيام وسكان إكيروف.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها