بينما كانت تتداول عائلة المواطن مروان موسى الآراء حول طبيعة أضحيتها لهذا العام، عاجلتهم أخبار دهس مركبة مستوطن لطفلتهم "لمى" ابنة الستة أعوام، على مقربة من الشارع الالتفافي المار من جوار منزلها، ليعلن عن استشهادها بعد أقلّ من نصف ساعة.

وفي يوم عرفة، وفيما العائلات تستعد لاستقبال عيد الأضحى المبارك، انشغلت عائلة موسى بحزنها، وعج منزلها في بلدة الخضر جنوب بيت لحم بالنسوة، بانتظار وصول جثمان لمى من مستشفى الحسين في المدينة.

شقيقة لمى التي تكبرها بعام لم تستوعب الصدمة، وقد تشبثت بيد إحدى شقيقاتها العشرينيات منادية: "بدي أختي تعيّد معي".

وحول ظروف استشهاد لمى، تقول الطفلة التي عاينت الحادثة "كنّا إلى جانب الشارع قبل أن تأتي مركبة المستوطن مسرعة، وتدهس شقيقتي التي كانت إلى جوار الشارع وتلقي بها مسافة بعيدة، ارتطم رأسها بطرف الشارع وألقيت صريعة على الأرض".

وتتابع: "بدأت بالصراخ وطلب النجدة قبل أن يأتي أحد المواطنين المارة من المكان، ويطلب المساعدة حيث حضرت سيارة إسعاف ونقلتها من المكان، وكانت الدماء تسيل من وجهها ورأسها".

يقول جد لمى إنّ حفيدته كانت خارجة لشراء ملابس العيد، من أجل أن تفرح وتعيش بهجة العيد كما بقية الأطفال، لكنّ أحلامها اصطدمت بما حلّ بها من عملية دهس نفذها أحد المستوطنين.

ويشير الجدّ إلى أنّ عملية الدهس مقصودة ومتعمّدة وتستهدف إخلاؤهم للمكان، والرحيل عن الأرض والمنازل القريبة من الشارع الالتفافي، لكنّه يجدد التأكيد على الصّمود والتحدّي والبقاء على الأرض والعيش فيها حتّى ولو استدعى الأمر دهس كامل أفراد العائلة.

أمّا الوالد فيقول إن "ثلاثة من بناته كنّ يمرّرن على الشارع، قبل أن يقوم المستوطن بتنفيذ عملية الدهس التي طالت إحداهنّ، وأردتها على الفور".

ويعبّر الوالد عن شكره لله على شهادة ابنته، معرباً عن أمله في أن تكون شفيعته في الآخرة، ويحتسبها شهيدة عند الله.