في حمأة الاستعداد للانتخابات البلدية في الثامن من تشرين الاول المقبل، نشرت حركة حماس عددا من الشعارات والبوسترات المتنافية والمتناقضة مع حقائق الواقع المعاش طيلة الاعوام العشر الماضية من إنقلابها على الشرعية في محافظات الجنوب، منها "جاهزين" و"كيف صارت" و"شكرا حماس"، التي توحي كأن قطاع غزة بات تحت سيطرة انقلابها "جنة عدن"، وان المواطن الفلسطيني يكاد يختنق من "السعادة المفرطة" تحت حكم الاخوان المسلمين فرع فلسطين، وأن غزة أمست بلا "حروب وموت وفاقة"، واصبح النعيم "جليا" و"بائنا" على وجوه العامة من ابناء القطاع، و"العدل سيد الاحوال"، والاطفال يلهون في "حدائق وجنائن خضراء"، و"ينهلون" من معارف التنوير العصرية، و"المساواة" بين المرأة والرجل إكتملت، لا فقر، ولا بطالة، ولا ضرائب، ولا تكميم افواه، ولا حصار، ولا منع من السفر، ولا اغلاق للجامعات، ولا اعتداءات على القوى والاحزاب الوطنية، والجميع يسبح بحمد الديمقراطية، التي تكفل حرية الرأي والرأي الاخر والاجتماع والتنظيم والتظاهر والاعتصام، والمعابر مفتوحة على مدار الساعة، والمياة عذبة ونقية جدا، والهواء نظيف وغير ملوث، والكهرباء 24 على 24 ساعة دون انقطاع، وغاز الطهو متوفر وقتما يشاء المواطن، والثقافة في اعظم واجلى مراحلها؟
كان المرء فعلا، يتمنى ألا تفعل حركة الانقلاب ما فعلت، حتى يعالج قضايا اخرى تهم الوطن والمواطن. لكن على قول المثل الشعبي"اللي استحوا ماتوا". هكذا هم جماعة الاخوان المسلمين ترعرعوا وتربوا على ثقافة "التقية"، التي تغرس الكذب في وعي ولا وعي محازبيها وانصارها وقادتها لتبرر حقدها وتكفيرها للوطنيين، واعتقالها وقتلها لابناء الشعب، ولتغطي على جرائمها وانتهاكاتها الخطيرة لحياة المواطنيين، ولترش السكر على الموت. وقبل الاستطراد في فضح وتعرية عار حماس، استحضر رسالة القيادي السابق في حماس، محمد نظمي نصار، التي نشرها في مواقع التواصل الاجتماعي يوم ال17 آب/ أغسطس الحالي، واعتذر فيها من القيادة والشعب على حد سواء، وفضح فيها الوجه الاسود والقبيح لحركة الانقلاب الحمساوية، ولا اريد عرض رسائل الدكتور خضر محجز، القيادي السابق في حركة حماس، والتي فضح فيها بؤس وعقم حركة التكفير المارقة ايضا.
واود ان اسأل قادة حركة حماس وعلى رأسهم الزهار، هل تعلم نسبة البطالة في قطاع غزة في ظل حكمكم؟ حسب تقرير اممي صدر مؤخرا، اشار الى انها بلغت 44% والحقيقي هو ما يزيد على 72%. وهل تعلم نسبة الراغبين من الشباب بالفرار من جهنم حكم الانقلاب، الذي تمثله ومن معك من التكفيريين؟ انها تبلغ حسب بعض التقديرات حوالي 90%. هؤلاء، الذين قلت لهم بعد الانقلاب مباشرة، من يود الخروج من القطاع "فليذهب لجهنم، والقطاع سيكون بدونهم افضل؟!" حتى يبقى مرتعا لك ولاضرابك ممن لا يعرفون من الدين إلا تكفير الاخر الفلسطيني والعربي، لانه لا يتوافق مع رؤيتكم ومخططاتكم التدميرية. هل تعلم كم نسبة النترات في المياه، انها تفوق ال90%؟ وهل تعلم ان الدراسات الاممية، اكدت ان القطاع في عام 2020 لا يصلح للعيش الادمي؟ وهل تعلم انكم شريك مع اسرائيل في حصار قطاع غزة؟ وهل قرأت ما نشرته القناة العاشرة الاسرائيلية قبل يومين عن تنسيقكم مع قائد المنطقة الجنوبية للجيش الاسرائيلي؟ وهل تعلم ان كتائب القسام تقوم بحماية إسرائيل على الحدود الشرقية والشمالية للقطاع؟
يمكن ايراد الف مثال ومثال على الظلام وبؤس الحال والتدمير السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتربوي والصحي والحضاري، الذي اوصلتم محافظات الجنوب إليها. نعم صارت غزة نار جهنم تحت قيادتكم. وباتت تكفر بكم، وتلعن الساعة، التي جئتم بها، وتحلم باللحظة، التي تهزمون بها وتخرجون من دائرة الحكم، لان فسقكم فاق كل وصف، وتدميركم لوحدة الارض والشعب والقضية والمشروع الوطني والنظام السياسي ليس له مثيل. والباقي عندكم وعند الشعب، الذي فضحكم وكشف عوراتكم على مواقع التواصل الاجتماعي. يا حبذا لو تتعظوا وتتعلموا من رسالة الشيخ محمد نظمي نصار، وتعيدوا النظر في حكمكم، وتعودوا لجادة الشرعية، وترحمونا وترحموا شعبنا من ولايلات ومآسي انقلابكم الاسود.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها