تتربع صور الشّهداء والأسرى ورموز العمل الوطني والإسلامي على عرش رسوماتها ومعارضها، ويعتبر الهمّ الأساسي لهذه الفنانة العشرينية أن تبرز القضية الفلسطينية بآلامها ومآسيها للعالم عبر لغة الفنّ المفهومة للجميع، معتبرة ريشتها سلاح آخر في مواجهة الاحتلال.
الفنانة ليندا النتشة من مدينة الخليل، حاصلة على شهادة بكالوريوس تاريخ ( فرع جغرافيا ) من جامعة الخليل، احبت الخرائط والجغرافيا، وبرعت في المدرسة في مجالي الرياضة والرسم، ومثلت مدرستها في عدة بطولات ومناسبات محلية وحصدت على العديد من الجوائز والدروع.
واصلت الشابة النتشة مسيرتها بالرسم وهي على مقاعد الدراسة الجامعية، وعزمت على افتتاح أول مرسم لها في مدينة الخليل قبل عام، تضم به كل ما له علاقة بالرسم والنقش، من لوحات الديكور والبورتريه "رسم الوجوه"، والنقش بالحناء وعلى الكؤوس وبالشمع، وتجميل الجدران وغيره.
وتشير إلى أنّ طموحها يصبو نحو أن تكون فنّانة معروفة على الصعيد المحلّي والعربي، انطلاقا من شعارها الذي تردّده دائما "سأجعل مني تاريخا يتحدّث به الزمن"، في إشارة إلى نيّتها اضافة المزيد من الأفكار الفنّية، التي تترك بصمات واضحة وبأنامل فلسطينية على صعيد الفنّ العالمي.
يذكر والد النتشة أن العائلة لاحظت الميول الفنية لابنتها منذ الصّغر، وهو الأمر الذي دفع العائلة لتشجيعها نحو تطوير مهاراتها المختلفة، وتوجيهها نحو الفنّ الوطني الذي يخدم القضية الفلسطينية ويلبي احلام وطموحات ابنتهم في تأدية رسالتها في الحياة.
ويتابع " نحن كعائلة دائما نتشاور ونتناقش بأمورنا وأمور الحياة بشكل عام، نتشارك بالأفراح والأتراح"، مشيرة إلى فخرها بابنتها التي عرفت واجبها تجاه الوطن من خلال محاولاتها الفنّية المتواصلة، ولم تستلم لظروف وواقع الحياة والظروف المعاشة في فلسطين.
ويرى الفنان بسام الحداد وعضو اتحاد الفنانين في المحافظة في حديثه ل " دنيا الوطن " إلى أهمية هذا النّوع من الفنّ في التعبير عن روح ومكنون الشباب، والصورة تغني عن الف كلمة مما يساعد على انتشار البورترية او الجدارية بشكل سريع وواسع خاصة في ظل الاستخدام الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي ".
وعن دور النقابة في دعم المواهب الشبابية يقول الحداد " تعاني النقابة كغيرها من مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية من ترهل كبير في عمودها الفقري المتمثل بالتجديد ورفدها بالوجوه الشابة مما ينعكس بالسلب على الفنانين، والميزانية التي توفرها الحكومة للاتحاد متواضعة جدا الامر الذي يحد من نشاطها وعملها ومساعدة الفنانين بتوفير المناسب والمطلوب لهم" .
يعتبر نقش الحناء على ايدي السيدات من أنجح الأفكار التي تبنتها النتشة في مرسمها، كونها لاقت رواجا كبيرا بين السيدات وحققت لها مدخول مناسب لتوفير اجرة المبنى المستأجر والحصول على مصروف شخصي لها تستطيع من خلاله سد احتياجاتها اليومية ومساعدة عائلتها.
تقول الشابة النتشة " أكثر ما يحزنني هو عدم التفات الجهات الرسمية إلى الشباب الموهوبين، وأتمنى أن امثل بلدي فلسطين بمعارض دولية أنقل من خلالها صورة الأوضاع التي نعيشها كفلسطينيين، وطموحي الأكبر أن أطور مرسمي، ليصبح بإمكانه تبني المبدعين الصغار واحتضانهم".
" حين يتكلم التراب " اسم احد المعارض التي قامت الشابة النتشة بعرض موهبتها ونشرها بين جمهور المواطنين في الخليل، واستطاعت من خلاله ببيع ٥٠٠ لوحة باسعار رمزية ومناسبة للمواطنين، زرع فيها الاصرار من جديد للمواصلة حتى تحقيق المستطاع والامضاء للامام في موهبتها، وتحلم النتشة في أن تصبح فنّانة معروفة، وتشارك بمهارتها بشكل متميّز في المعارض العالمية والعربية، خاصّة وأنّها تؤكّد محاولاتها استغلال موهبتها لخدمة القضية الوطنية الفلسطينية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها