تمضي الفتاة حنان ابراهيم ايوب 16 عاما وقتا طويلا في جمع مجموعة من الزلف والصدف من تحت اشعة الشمس الحارقة وفوق رمال البحر الساخنة ، عائدة بها الى حجرتها الصغيرة داخل منزلها بحي الشيخ رضوان بمدينة غزة , لترسم عليها وتحولها الى مجسمات فنية وجمالية ذات رونق خاص .

فموهبة ايوب تم اكتشافها وهي في سن الرابعة من عمرها عندما كانت تهتم في رسم كل ما تراه من الاشجار والرسوم الكرتونية , فدفع ذلك عائلتها الى الاهتمام بها وتمنية موهبتها الى ان وصلت لحد الابداع , لتتميز ايضا بالغناء والتمثيل فهي تعشقهم لتشارك بالعديد من المسرحيات القيمة داخل قطاع غزة .

ففي زاوية غرفتها وعلى جدار مليء برسوماتها المتنوعة التي اعدتها بإمكانيات بسيطة , تجلس ايوب على كرسي صغير وطاولة لا تتجاوز مساحتها المترين ، واضعة عليها عبوات الالوان ومجموعة من كميات الزلف والزلط المتناثرة على طاولتها , متمسكة  بالريشة التي تستخدمها في عملية الرسم خاصة الاماكن الضيقة لرسوماتها .
وتقول ايوب :"كانت بدايتي في الصف الثالث الابتدائي عندما  بدات بالخربشة على الدفاتر المدرسية , ومشاركتي بالعديد من الانشطة المدرسية المتنوعة , ورسم بعض الاشكل والشخصيات المختلفة,  فدفعني ذلك لكي اذهب لتنمية موهبتي  وتدربت في احد الشركات الفنية , مشيرة الى انها كانت بعد انتهائها من الدوام المدرسي واثناء الاجازة بالتدريب وممارسة هوايتها المفضلة الرسم , للتعمق اكثر في الفن خلال الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي  .
وتضيف: كبرت في العمر حتى اصبحت في المرحلة الثانوية لأتقن الرسم بشكل جيد , فجاءتني الفكرة وانا ذاهبة برفقة عائلتي الى شاطئ البحر في فترة الامتحانات ، فكنت حينها مشغولة بالدراسة , فوقعت عيناي على والدي الذي كان يقوم بجمع الصدف والزلف لغرض التسلية , فخطر ببالي ان اقوم بتجميع مجموعة من الزلف والزلط من على الشاطئ واقوم برسم  الاشكال المختلفة عليهما فكانت اول رسم مجسم لي "الضفدع" لأنه يجمع بين العديد من اشكال الزلف والصدف المختلفة  , وفعلا رسمت وقمت بنشر صورة المجسم على صفحتي على الفيس بوك لينال ذلك اعجاب الجميع , ونصحوني بالاستمرار في الرسم على الزلف والصدف, مشيرة الى انها تستخدم الالوان واضافة الى فرد السليكون
وعن المعيقات التي توجهها قالت ايوب:" اجد صعوبة في الحصول على اصداف تناسب العمل الذي اقوم به لان بحر غزة غير غني بالمعادن , لكني اتغلب على هذا العائق واقوم بصناعة اشكال تناسب شكل الزلط الذي يهتم به الناس , اضافة الى عدم توفر بعض الالوان داخل قطاع غزة التي تستخدمها في عملية الرسم .
وحول طموحها اضافت ايوب: اريد توصيل هذه الفكرة التي اقوم بها كرسالة الى الكثيرين لأثبت لهم ان اطفال وفتيات غزة مبدعين ويتمتعون بمواهب عدة تحتاج الى تبني ودعم لتحدي الحصار والاحتلال .
وتقول والدة حنان : ابنتي دائما ماكنت تشارك في النشاطات المدرسية وتبرز موهبتها المختلفة , فأنا دائما اقف بجانبها واقوم برفقة والدها بتوفير جميع الاحتياجات التي تريدها وتستخدمها في عملية الرسم , مشيرة الى ان ابنتها تحب التعرف على الطبيعة .