«كلما ارتبط اسمي بكلمة "فلسطينية" أشعر أنني قدمت شيئًا إيجابيًا لفلسطين، وشاركت بالمقاومة عن طريق إثبات أننا مستمرون، ليس فقط بالحجارة، بل بالعلم والوجود أيضًا». هذا ما قالته الطالبة الفلسطينية مايا الأسدي، من مخيم العائدين بمدينة حمص، والتي حصلت على علامة كاملة في الثانوية العامة بالسويد.
 

سجلت الطالبتان الفلسطينيتان، مايا الأسدي من مخيم العائدين، وفرح شقير من مخيم اليرموك، تفوقًا كبيرًا بتحقيقهما العلامة التامّة في امتحانات الثانوية العامة في السويد، متخطيتان بذلك كافة العقبات التي واجهنها للاندماج بالمجتمع السويدي وتعلم لغته في مدة قصيرة من مكوثهما فيه، بالإضافة إلى الاختلاف الشاسع في أساليب ومناهج التعليم عن ما كانت عليه في سوريّة.

وتمكنت مايا الأسدي من الالتحاق بكلية الطب في جامعة مالمو جنوبي السويد، في حين تمكنت فرح شقير من الالتحاق بكلية الطب في جامعة غوتنبرغ، وذلك بعد قبولهما بشكل فوري نظرًا لتفوقهما الملحوظ.

تقول الطالبة فرح شقير، أن معظم الأساتذة السويديين حاولوا إحباطها مراتٍ عديدة، حيث أخبروها أنها تحتاج ثلاث سنوات على الأقل لكي تُنهي دراسة اللغة وحدها.

وتضيف شقير:«لعب والداي الدور الأبرز في تحفيزي، لمواجهة ما كنت أتعرض له من إحباط، خصوصًا وأني قد حققت تفوقًا في الثانوية العامة في سوريّة، وكنت قد تمكنت من الالتحاق بكلية الحقوق في جامعة دمشق، وبعدها أتينا إلى السويد فبدأت من الصفر».

أما الطالبة مايا الأسدي، من مخيم العائدين بمدينة حمص، فتقول أن هذا النجاح يعني لها الكثير، وتشعر أنها تمثل شعبًأ ومجتمعًا كاملًا بهذا النجاح،خاصّةً بعد التفاعل والاهتمام الكبير من شتى وسائل الإعلام، الأمر الذي يؤكد أن التعليم هو سلاح، وأن العلم يدعم القضية الفلسطينية إلى حد كبير.

وأوضحت الطالبتان أنهما صادفا العديد من الناس الذين أعربوا عن استغرابهم حيال تحقيقهما لهذه النتيجة، بالرغم من قضائهما سنتين فقط في السويد، فاضطرا لشرح قصة لجوئهم، ومن ثم أن اللاجئ يدرس، ويجتهد، ولا يكون عالة على المجتمع.

تواصل الأسدي حديثها: «نجاحنا هذا يخدم اللاجئين الفلسطينيين بشكل خاص، حيث يبين لهم أن لا شيء مستحيل أمامهم رغم سوء الظروف، فيشكل لهم حافزًا قويًا».

أما حول تطلعاتها للمستقبل، تقول مايا الاسدي: «أنا أرى المستقبل بعيون جدي الذي تهجّر من فلسطين، هذا الأمر يشكل لي دافع أمل وقوة لكي أستمر وأواجه الأشخاص الذين يحاولون إظهار الجانب المظلم من الحياة».

وتختم الأسدي حديثها قائلةً: «أنا أنتظر المستقبل القريب لكي أتمكن من الذهاب إلى وطني، فلسطين، وأجرّب شعور الوطن الحقيقي، لأنني حاليًا في السويد، أتنقل من لجوءٍ إلى آخر».