أدان المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الإستيطان، التصعيد الإستيطاني الخطير والمتواصل في مدينة القدس المحتلة وجرائم التطهير العرقي بحق المواطنين الفلسطينين، والتي تمثلت الإسبوع المنصرم بجرائم هدم مساكن بالجملة ومخططات لبناء مئات الوحدات الإستيطانية في مستوطنات القدس والضفة، وكذلك آلاف الوحدات السكنية في مستوطنات المتزمتين اليهود "الحريديم" المقامة في الضفة وفي منظقتي النقب والجليل، في إطار السياسة الإسرائيلية الهادفة إلى تكثيف الاستيطان وتعزيزه في الأراضي الفلسطينية، وإلى تهويد القدس ومناطق فلسطينية مصنفة ج، بما يتعارض مع القوانين والأعراف الدولية.
وفي تفاصيل مخططات الإستيطان التي تم اقرارها الأسبوع الفائت نشرت دائرة أراضي الاحتلال أربعة عطاءات جديدة لبناء ما مجموعه 323 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات "هار حوماة"(130) وحدة استيطانية المقامة على أراضي مدينة بيت ساحور و"النبي يعقوب" المقامة على أراضي قرية بيت حنينا(36)وحدة استيطانية، و"بسغات زئيف" المقامة على أراضي شعفاط وبيت حنينا وحزما(68) وحدة استيطانية و"غيلو" المقامة على أراضي مدينة بيت جالا(89) وحدة استيطانية جديدة إطار مشروع حكومي اسرائيلي "للمسكن الميسر". وكان قد سبق الإعلان عن هذه المخططات ايضا ما نشرته ما تسمى "سلطة أراضي إسرائيل" لاحقا لمشروع آخر أعلن عنه في وقت سابق من هذا الشهر لبناء 770 وحدة سكنية في مستوطنة "غيلو" .
ويأتي هذا المخطط كجزء من مشروع يشمل بناء 1200 وحدة استيطانية في المنطقة الواقعة بين مستوطنة (غيلو) ومدينة بيت جالا جنوب القدس المحتلة، حيث تواصل حكومة الإحتلال مخططات الاستيطان سعيًا لإقامة مشروع "القدس الكبرى" لتعزيز الوجود الإسرائيلي على حساب حقوق شعبنا الفلسطيني وأرضه، وفي إطار سعيه الحثيث إلى تجريد المواطن الفلسطيني من أرضه وتهجيره من وطنه.
وقال المكتب الوطني للدفاع عن الارض ومقاومة الاستيطان إن جميع الحكومات الإسرائيلية كانت تعمل على دفع وطرد الفلسطينيين من المناطق (C)، تحت مظلّة من الحجج القانونية الواهية على شاكلة "البناء غير القانوني".وأوضح أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي هدمت في النصف الأول من العام الجاري، منازل في التجمعات السكنية الفلسطينية في الضفة الغربية، أكثر مما هدمت العام الماضي بأكمله ، وأن عمليات الهدم الرئيسيّة تركزت في التجمعات السكنية الصغيرة المتواجدة بعيدا عن المراكز السكانية الفلسطينية، وفي الأساس في الأغوار، جنوب جبال الخليل، وشرق القدس في المنطقة المعروفة باسم(E1)، حيث تمتلك السلطات الإسرائيلية بشكل حصري صلاحيات التخطيط والبناء في هذه المناطق، المتواجدة في المناطق المعرّفة في اتفاقيات أوسلو كمناطق (C)، وترفض الاعتراف بهذه التجمعات.
ودان المكتب الوطني للدفاع عن الآرض هدم قوات الاحتلال الإسرائيلي 15 منزلًا ومنشأة في العيسوية وقلنديا بمدينة القدس المحتلة، واعتبر ذلك استمرارًا لسياسة الاحتلال الاستعمارية التهويدية الهادفة إلى تفريغ القدس من سكانها الفلسطينيين، وترحيلهم عن المدينة المقدسة وإحلال المستوطنين مكانهم في ظل غياب أي رد فعل مؤثر ورادع من جانب المجتمع الدولي، على ما يقوم به الاحتلال من انتهاكات وجرائم يومية بحق الفلسطينيين، وتقاعس المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته في توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
وندد المكتب الوطني للدفاع عن الأرض بمصادقة الكنيست الاسرائيلية بالقراءة التمهيدية على تعديل قانون "الامر الضريبي" بما يسمح بمنح المستوطنات والمستوطنين في الضفة الغربية امتيازات وإعفاءات ضريبة تختص بضريبة الدخل، وفقا لمشروع القانون الذي اقترحه عضو لكنيست عن البيت اليهودي "بتصلال سموتريتش"، ويقضي القانون بإدخال سلطة الضريبة على معايير الاعفاء الضريبي معيارا جديدا يتمثل بالتهديد الامني ليحدد الى جانب المعايير الاخرى درجة ومستوى ونسبة الاعفاء الضريبي.
وفي السياق تواصلت تصريحات قادة الإحتلال الداعية الى تعزيز الإستيطان حيث وجه عضو الكنيسيت الحاخام يهودا غليك رسالة للفلسطينيين جاء فيها:" سنقوي ونعزز الاستيطان في كل الضفة الغربية وفي نهاية الامر القانون "الاسرائيلي" هو الذي سيطبق على الضفة ونتنياهو هو صديق الاستيطان. ونادى غليك بضرورة أن تكون الحرب بلا هوادة ضد الفلسطينيين "الارهابين القتلة والمحرضين". على حد تعبيره. وفي السياق ايضا أطلق قبل أيام رئيس لجنة التخطيط والبناء المحلية في بلدية الاحتلال في القدس (مئير ترجمان) تصريحات خطيرة قال فيها: "لا يهمني ما يجري في المستوى السياسي، وإنما ما أسعى إليه هو تأمين الشقق للشباب"،
والى جانب تصريحات الحاخام المتطرف غليك كثّفت جمعية "رغافيم" الاستيطانية من رصد الأنشطة السكنية والعمرانية الفلسطينية في خربة أم الخير بمسافر يطّا جنوب مدينة الخليل . وتهدف هذه الجمعية إلى تحريض ما تسمّى بالإدارة المدنية على السّكان الفلسطينيين لتعجيل أوامر الهدم بحقّ منشأتهم، ناهيك عن رفع القضايا في المحاكم الإسرائيلية ضدّ الفلسطينيين لهدم منازلهم، وقد صورت الجمعية العديد من الأبنية والمنازل والمواقع والكرفانات والبركسات وحتى مدرسة الخربة، ونفذت عمليات استفزاز للسّكان أثناء دخولهم للمنطقة ونشرت تقارير عبر موقعها على الانترنت وعبر مواقع أخرى إسرائيلية حملت عنوان "قرية عربية تتوسّع في منطقة إطلاق النار"، في إشارة إلى توسّع هذه القرية الفلسطينية التي يقتطع الاحتلال معظم أراضيها لصالح عمليات التدريب المختلفة لجنوده الجارية على قدم وساق طيلة العام في هذه المنطقة.
وفي تفاصيل انتهاكات الإحتلال والمستوطنين والتي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الآرض فقد كانت على النحو التالي في فترة اعداد التقرير :
القدس: سلّمت طواقم تابعة لبلدية الاحتلال في القدس، عائلة المواطن صبري أبو دياب في بلدة سلوان جنوب المسجد الاقصى المبارك، إخطار هدم لمنزل العائلة بحجة البناء دون ترخيص، فيما واصل المواطن المقدسي عبد الناصر قراعين، هدم غرفة من منزله في حي "وادي حلوة" من بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك بيديه بعد إخطاره بالهدم بذريعة عدم الترخيص.وأُجبر قراعين على الهدم بيديه تفادياً لدفع تكلفة الهدم بجرافات الاحتلال والتي تفوق الـ65 ألف شيقل،
بيت لحم: اعتدى مستوطنون من البؤرة الاستيطانية المسماه "درب الآباء"، على ثلاثة مزارعين من عائلة غنيم كانوا يعملون في أرضهم في بلدة الخضر جنوب بيت لحم بالقرب من مستوطنتي" نفيه دانيال وإلعازر" المقامة على أراضي البلدة، وقال المزارع أحمد عطية جابر (40 عاما) أن أحد المستوطنين قام بالإنقضاض عليهم أثناء عملهم آمنين في أرضهم المجاورة للمستوطنة، دون أي سبب يذكر، حيث أنه قام بالقاء الحجارة عليهم ومن ثم أشهر سلاحه وبدأ بإطلاق الرصاص الحي عليهم، حيث طلبوا منه الخروج والإبتعاد عن المنطقة لأنها ليست أرضه ولا يملك أي وجه حق للمكوث فيها.
سلفيت: اقتحمت مجموعة من المستوطنين بلدة كفل حارس شمال سلفيت المقامات الإسلامية في البلدة بزعم يهوديتها، حيث توافد العديد من المستوطنين المتطرفين على البلدة وقاموا بتأدية طقوس تلمودية؛ وعمدوا الى استفزاز مواطني القرية خلال توجههم لتأدية طقوسهم في المقامات الإسلامية، وقد تسبب المستوطنون بحالة من التوتر في البلدة، ساندهم في ذلك دوريات الجيش التي اقتحمت البلدة لحماية المستوطنين وتأمين خروجهم من القرية
نابلس: أجرى جنود الاحتلال الإسرائيلي، تدريبات تحاكي مواجهات مع شبان فلسطينيين قرب مدينة نابلس قرب حاجز حوارة جنوب المدينة وحاجز بيت فوريك شرق المدينة، بمشاركة عشرات الجنود. كما اقتحمت أعداد كبيرة من المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال قرية الباذان شمال شرق نابلس بأكثر من 15 مركبة ترافقها دورية عسكرية اقتحمت القرية قادمة من الطريق العلوية المؤدية إلى قرية طلوزة واتجهت نحو منطقة الطواحين القريبة من الوادي، فيما تمركزت قوات الاحتلال على الشارع الرئيس المؤدي للمنطقة .
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها