الامين العام الجديد للجامعة العربية أحمد ابو الغيط دعا لأن تكون القمة العربية التي تعقد اليوم في العاصمة الموريتانية نواكشوط قمة للأمل، وفعلا نحن بحاجة ماسة وملحة لعودة الامل للعمل العربي المشترك وترسيخ مفاهيمه وتعدد مجالاته، وهذا هو الجوهر الاصلي لإنشاء الجامعة العربية منذ قرابة خمسة وسبعين عاما، اي ثلاثة ارباع قرن من الزمان، ولكن نظرة سريعة على واقعنا العربي سياسيا واقتصاديا وامنيا وتعليميا وحضاريا بصفة عامة ربما تكشف لنا اننا امة تعيش في مأزق عظيم رغم توفر كل عناصر القوة والامل التي نهدرها بعناد مثير للعجب.
ويكفي للتدليل على سوء حالنا، أنه يوجد الآن في وطننا العربي ثلاثة مندوبين دوليين لمحاولة حل مشاكلنا العربية الداخلية اصلا في سوريا وفي ليبيا وفي اليمن، وهذا تعبير قوي عن العجز الكبير، وان قضيتنا الرئيسية، حيث لا امة بدون قضية، وهي القضية الفلسطينية تكاد علاقتنا بها تكون اقل من علاقة الاتحاد الاوروبي، وان مبادرتنا العربية التي اصبحت جزءا من وثائق العالم السياسية نتجاوزها على نمزقها بأيدينا لأننا نقوم بالتطبيع مع اسرائيل مجانا بدون شرط الانسحاب، وان الارهاب الذي يفتك بنا بقوة وهمجية وظلامية شديدة لانتفق على معيار موحد له وآخر مشهد للدلالة على ذلك ان الارهابيين الاقذار الذين ذبحوا الطفل عبدالله عيسى في حلب نطلق عليهم المعارضة المعتدلة، وان التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين الذي فرخ كل هذه المصائب مازال البعض في العالم العربي يلعب به ضد العرب الآخرين.
من اين يأتي الامل ؟ لابد من شجاعة المصارحة لنكون أمة
حقيقية، ولا بد للقمة ان تبحث الحقائق على قسوتها، ولابد للحوار الصريح ان يكون سيد الموقف، فنحن امة نملك الكثير ونستطيع ان نستعيد قضايانا من يد الآخرين، و نستطيع أن ننفذ ما نتفق عليه ونتجاوز ما تختلف عليه، وهذا هو الامل.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها