حسن بكير

بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد، قام سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبّور وأركان السفارة وقيادة حركة "فتح" في بيروت، بزيارة مثوى شهداء الثورة الفلسطينية عند مستديرة شاتيلا الأربعاء 6\7\2016، ووضعوا أكاليلَ من الورد على أضرحة الشهداء، وجالوا مطولاً في أرجاء المقبرة وقرأوا الفاتحة لأرواح الشهداء. وإيماناً منه بأن السّلام الابيض طريقه مضرّج بالدماء، فقد قام السفير دبّور بتوزيع الزهور الحمراء والبيضاء على زوار المقبرة ونثرها على قبور الشهداء.

وشارك في الزيارة إلى جانب السفير أشرف دبّور وقيادة "فتح"، ممثّلو فصائل الثورة والقوى الوطنية الفلسطينية والإسلامية، وممثلو الاحزاب والقوى الوطنية اللبنانية واللّجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني في بيروت، وكوادر ومسؤولو "فتح" في بيروت ومخيّماتها، ومسؤول مؤسسة شؤون أُسَر الشهداء والجرحى في لبنان الاخ شريف، ومسؤول المؤسسة في بيروت أبو أشرف، وحشد من أهالي وعوائل الشهداء.

وبالمناسبة أشادَ السفير أشرف دبّور بالدور النضالي لشهداء الثورة الفلسطينية الذين عبّدوا طريق  العودة الى فلسطين بدمائهم الطاهرة الزكية. مشيراً إلى أنّ هذا الصرح الوطني النضالي يضمُّ في ثراه قادة عِظام من الثورة الفلسطينية وحركة "فتح" كان لهم تاريخ نضالي عسكري وسياسي وفكري مشهود له خلال المسيرة النضالية الطويلة والمستمرة.

وحمل السفير دبّور على قوات الاحتلال الإسرائيلي الذي يرتكب المجازر والقتل بدم بارد بحق المدنيين الأبرياء وخاصة الأطفال منهم.

كما وجّه التحية الى الشهداء الأحياء في سجون الاحتلال الاسرائيلي الذين يعانون الأمريَّن: حجز الحريات والاجراءات التعسُّفية بحقهم، وممارسة شتى أنواع التعذيب معتبراً إياهم في خطوط المواجهة الأمامية مع العدو الصهيوني ولافتاً لى أنَّ سيادة الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية يوليان ملف الأسرى الأولوية ويتابعونه باهتمامٍ كبير.

وختم السفير دبّور معاهداً الشهداء على الاستمرار قدماً بمسيرة النضال التي قضوا من أجلها حتى تحقيق حلم العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

أمّا مقابر الشهداء في مخيمَي برج البراجنة وشاتيلا فقد غصّت بالزوار وأهالي الشهداء، وقامت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في المخيمين، وممثّلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني، ومنذ الصباح الباكر بوضع اكاليل من الورد وقراءة الفاتحة لأرواح الشهداء. كما وضعوا الاكاليل على النصب التذكاري للجندي المجهول قرب مستشفى حيفا.

وفي مقبرة الشهداء في مخيم برج البراجنة، ألقى عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل كلمة منظمة التحرير الفلسطينية، جاء فيها: "نحيي شهداءنا ومعتقلينا ومناضلينا من الشعب الفلسطيني المناضل في صبيحة عيد الفطر السعيد، لنؤكّد استمرارنا على ذات الطريق التي قضوا من أجلها، وإصرارنا على خط المقاومة والانتفاضة، واستعادة الوحدة الوطنية، لأنّها السّلاح الأفعل في مواجهة الاحتلال والاستيطان والتهويد واللجوء، والطريق الأمثل لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1968 وعودة اللاجئين عملاً بالقرار 194".

وأضاف فيصل: "نؤكد مجدّداً إصرار اللاجئين وخاصة في لبنان على توفير الظروف المناخية لحياة كريمة من خلال إقرار الحقوق الإنسانية وفي مقدّمها حق العمل وحق التملُّك وإعمار مخيم نهر البارد وعودة أبنائه اليه".

واستطرد فيصل قائلاً: "كما نصرُّ على مواصلة التحرك لإلزام الدول المانحة بتوفير الأموال اللازمة لتقوم الأونروا بتقديم أفضل الخدمات للاجئين على مستوى الخدمات التعليمية والتربوية والصحية والخدماتية، لأنَّ من شأن ذلك توفير مقومات الصمود للاجئين بدلاً من الضغط عليهم لتهجيرهم الى المنافي البعيدة، لأنهم لن يتخلوا عن حقهم بالعودة الى ديارهم مهما بلغت الضغوطات عليهم".

ووجَّه فيصل التحية للشعب الفلسطيني المنتفض في الضفة الغربية في وجه الاحتلال، والصامد في وجه الحصار، والثابت على هويته الوطنية في أراضي الـ48 في مواجهة عنصرية دولة اسرائيل، والمتمسِّك بحقه في العودة في دنيا اللجوء. ورأي فيصل أنَّ "طريق الخلاص بالنسبة لشعبنا يتجسَّد في استراتيجية موحّدة، ومعركة سياسية وقانونية واقتصادية لعزل دولة إسرائيل ومحاكمتها على جرائم الحرب التي ارتكبتها وترتكبها بحق شعبنا".

كما دعا فيصل الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية للتراجع عن قرارها الخاص بانتخاب إسرائيل رئيسة للجنة القانونية لمكافحة الإرهاب، لأنّه من غير المقبول أخلاقياً أن تُكافَأ بهذا المنصب وهي دولة الإرهاب الأولى في العالم.