تمعن منى اشتيه النظر في قنينة زجاجية، ثم تمسك أقلامها الملونة وتبدأ بالرسم عليها وعلى قطع زجاجية واخرى خشبية، تزركش منى كل ما يقع في يدها لتحوله الى قطعة فنية.
بدأت منى (23 عاما) وهي من مدينة سلفيت موهبتها منذ أن كانت في الخامسة من عمرها، بخط رسوماتها الاولى، وتقول "لاحظ أهلي موهبتي وحبي للرسم والاشغال اليدوية منذ صغري وكانوا يوفرون كل ادوات الرسم من اجل تشجيعي وصقل موهبتي"، وتضيف "بدأت أهتم أكثر بموهبة الرسم على الزجاج بعد تخرجي من الجامعة، وأصبحت أقوم باعادة تدوير بعض المواد وتحويلها الى قطع فنية".
النتاج الفني صار اسمه "زركشات منى"، وكانت في البداية تتعامل معه بشكل شخصي، او في اطار الاسرة والاصدقاء، وتقول "بدأت ارسم واحتفظ باعمالي لنفسي وكنت انشرها على الفيسبوك ليراها الاصدقاء، وفي بعض الاحيان كنت اهدي اعمالي لاصدقائي في حال وجود مناسبة، الا ان اعمالي لفتت انتباه الاصدقاء ومتابعيني على فيسبوك واقترحوا على بيع اعمالي وانشاء صفحة خاصة بها".
تخرجت منى من جامعة بيرزيت تخصص الهندسة المعمارية، وتعتبر ان تخصصها ساعدها كثيرا في تطوير موهبتها بالرسم اذ اصبحت اكثر دقة.
وسعيا منها لتطوير عملها وتحسينه تقول منى "أحاول التجديد والتوسع في القراءة عن الفن والخط العربي والنقوش واطلاعي على الثقافات والفن المعماري المختلف".
وتحاول منى تطوير موهبتها من خلال التعلم والمتابعة "كثير من الرسومات والنقوش شكلت لي تحديا.. فأحاول التغلب على هذا التحدي وتنفيذ الرسومات من خلال تعلم تقنيات جديدة عبر يوتيوب ومتابعة فنانين لهم علاقة بهذا النوع من الرسم".
ترسم منى نقوشا وخطوطا عربية على صناديق وقطع خشبية وقطع زجاجية مثل عبوات المياه الزجاجية والفوانيس واغطية الهواتف المحمولة، وتحاول اعادة تدوير كل ما تراه ممكنا، تقول "نحن نفتقد ثقافة اعادة التدوير وانا احاول من خلال نقوشي والواني ان اعيد الحياة الى المواد المستخدمة وجعلها قطعا فنية".
"تجذبني الالوان واشعر أن ما يميز اعمالي هو تعدد الالوان في نفس العمل" تضيف منى، "رسمي على الزجاج يحدد لي نوعية الاقلام والالوان التي على استخدامها ولكن دمجي للالوان والنقوش مع الخط العربي، ساعدني في الخروج من قالب النقش التقليدي".
ويتابع ما يقارب 5 الاف مستخدم صفحة "زركشات منى" ويتواصلون معها من اجل شراء بعض اعمالها او طلب رسم محدد على الزجاج او الخشب، تقول "انشر كل اعمالي على الصفحة اضافة الى مقاطع فيديو كثير من معجبي الصفحة يشجعوني على مواصلة عملي واتلقى بعض الاحيان نقدا واحاول ان اخذها بعين الاعتبار في حال كانت النقد بناءة".
وتطمح منى الى توسيع أعمالها ومشاركتها في معارض فنية عربية ودولية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها