حسن خير بكير
تلبيةً لدعوة خلية أزمة الأونروا المنبثقة عن القيادة السياسية للفصائل الفلسطينية احتجاجاً على قرارات الأونروا التقليصية، اعتصم أهالي مخيمات لبنان أمام بيت الأمم المتحدة"الإسكوا في الوسط التجاري للعاصمة بيروت، قبيل صلاة الجمعة 6\5\2016 وبمشاركة أعضاء خلية الأزمة وممثلي اللجان الشعبية في لبنان وقوى الأمن الوطني الفلسطيني والمؤسسات الأهلية الفلسطينية وشخصيات دينية.
وألقى عضو خلية أزمة الأونروا صلاح اليوسف كلمة، تلاها تسليم مذكرة من خلية أزمة الأونروا موجهة الى الامين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون يسلمها ممثّل عن الإسكوا.
وجاء في كلمة اليوسف:
"على مسافة ايام من ذكرى نكبة فلسطين 15 أيار 1948 منذ سبعة عقود من الزمن وما زلنا نعيش النكبة كل يوم بحذافيرها.. ولا ننسى ولن ننسى ابداً. جئنا من قلب معاناة المخيمات الفلسطينية في لبنان، جئنا لنقف اليوم امام الاسكوا لتذكير المجتمع الدولي بنكبتنا ومرارة لجوئنا. نحن لا نستعطي الطعام والشراب ولا الاستشفاء نقف هنا لنؤكد للعالم اجمع اننا اصحاب قضية سياسية بامتياز نريد العيش بكرامة واحترام وقبلها وبعدها نريد العودة الى ديارنا، الى فلسطين، كل فلسطين من البحر الى النهر".
وتابع اليوسف: "نعم بين ذكرى النكبة اليوم والمطالب المحقة من ادارة الأونروا تستمر فصول المعاناة ولا تتوقف، يخطئ من يعتقد اننا في خلية ازمة الأونروا والقيادة السياسية الفلسطينية الموحدة اننا تعبنا او مللنا بالعكس تماماً سنواصل المسيرة حتى نيل مطالبنا والعيش بحرية وكرامة حتى العودة. اكثر من اربعة اشهر والحراك الفلسطيني الجماهيري الحضاري لم يهدأ ولن يهدأ ان الاوان لوكالة الاونروا ان تتراجع عن قراراتها الظالمة والمجحفة بحق الشعب الفلسطيني في لبنان".
وفيما يلي نص المذكرة المقدمة الى الامين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون:
الأمين العام للأمم المتحدة
السيد بان كي مون المحترم
تحية احترام وتقدير
نتوجّه نحن في خلية أزمة الاونروا المنبثقة عن القيادة السياسية الفلسطينية في لبنان ومعنا أخوتنا النازحون من مخيمات سوريا ومخيم نهر البارد المنكوب وأبناء المخيمات الفلسطينية كافة في لبنان، من حضرتكم بتحية احترام وتقدير وعبركم الى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ونخصُّ بالتحية كافة الدول التي وقفت مع الشعب الفلسطيني ودعمت حقوقه المشروعة المتمثلة بالعودة وتقرير المصير وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
نعتصم اليوم هنا أمام مقر الاسكوا لنرفع الصوت عالياً ولنقول لكم وعبركم الى كل دول العالم المتحضر الذي يتغنى بالحرية والديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان، لنذكره بأن شعبنا الفلسطيني يعاني من الظلم والقهر منذ ما يقل عن 68 عاماً بسبب النكبة التي حلت به جراء طرده عن أرضه بقوة الارهاب والاحتلال والاحلال والاستيطان من قبل العصابات الصهيونية وأنه يحتاج اليوم الى وقفة ضمير من قبلكم وقرار ينصفه وينهي مأساته بانهاء الاحتلال الصهيوني لأرضه وتمكينه من تحقيق حلمه بقيام دولته المستقله كاملة السيادة وعاصمتها القدس وتحقيق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وارضهم التي اقتُلِعوا منها وفق القرار الدولي 194.
كما اننا نقف هنا ايضاً لنعلن عن موقفنا الرافض لكل القرارات والاجراءات التي اتخذتها ادارة وكالة الاونروا في لبنان والتي مسّت بشكل مباشر مختلف القضايا والاحتياجات الانسانية الضرورية للاجئين الفلسطينيين خاصة تلك المتعلقة بالاستشفاء والتي عرّضت صحة اللاجئين الفلسطينيين لمخاطر حقيقية ظهرت على العديد من الحالات المرضية للاجئين في العديد من المخيمات، فضلاً عن احتجاز العديد من الجثث في ثلاجات المشافي بسبب عدم قدرة ذويهم على تسديد المبالغ التي فرضتها خطة الاستشفاء الجديدة على مرضى اللاجئين الفلسطينيين، التي أعدّتها وأقرّتها ادارة وكالة الأونروا في لبنان، وبدأت بتنفيذها مطلع العام الحالي 2016. وانطلاقاً من ذلك فإننا نتمنّى على سعادتكم التدخل السريع لدفع ادارة وكالة الأونروا للتراجع عن قرارتها التي ستفاقم معاناة اللاجئين الفلسطينيين خاصة هنا في لبنان ومعاناة أشقائهم اللاجئين من مخيمات سوريا.
سعادة الأمين العام بان كي مون المحترم
اننا في الوقت الذي نعتصم فيه هنا أمام مقر الاسكوا في بيروت لنعبّر عن رفضنا واحتجاجنا على القرارات الصادرة عن ادارتها ومطالبتنا بممارسة الضغط عليها من اجل الحفاظ على خدماتها وتحسينه، فإننا نؤكد تمسكنا بهذه المؤسسة باعتبارها الشاهد الدولي الحي على الجريمة الانسانية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني في العام 1948 والتي تمثلت بطرده من ارضه وتشتيته الى دول المنافي والاغتراب واللجوء وانطلاقًا من ذلك فإننا ندعوكم لحث ومطالبة المجتمع الدولي لمواصلة الالتزام بتقديم الدعم المادي والمالي والمعنوي والانساني لوكالة الأونروا بحيث تستطيع توفير كل مقومات الحياة والعيش الكريم وفق المعايير الانسانية الدولية، وحتى لا يبقى اللاجئون الفلسطينيون عُرضة للابتزاز السياسي من قبل الدول المانحة، فإننا نطالبكم بتخصيص موازنة ثابتة لوكالة الأونروا كسائر المؤسسات الدولية من اجل معالجة كافة قضاياهم ومشاكلهم الحياتية وتأمين كل الاحتياجات ومتطلبات معيشتهم الانسانية وأبرزها:
1. استكمال اعمار مخيم نهر البارد والاستمرار بالعمل بخطة الطوارئ التي كانت توفر لأهله سلة غذائية متواضعة واستشفاء 100% وبدل ايجارات للعائلات التي ما زالت منازلها مدمرة.
2. الاستمرار بتقديم بدلات الايواء للفلسطينيين النازحين من سوريا الى لبنان وزيادتها لتتناسب مع المعدل العام للايجار في لبنان وتأمين خطة طوارئ، تؤمّن لهم تغطية استشفائية كاملة، بالاضافة الى زيادة مبلغ الاغاثة الشهرية بما يضمن لهم العيش بكرامة الى ان تتوفر لهم العودة الآمنة الى مخيماتهم.
3. رفع نسبة مساهمة الأونروا في الاستشفاء الصحي للاجئين الفلسطينيين بحيث تصل الى 100% خاصة لعمليات القلب والسرطان وغسيل الكلى والاعصاب وتأمين الدواء اللازم دورياً لاصحابها المرضى.
4. زيادة عدد العاملين في التنظيفات في المخيمات نظراً لزيادة حجم السكان من اجل توفير الصحة البيئية التي تتناسب مع الاصول الإنسانية.
5. زيادة عدد المنح الجامعية التي تقدمها الأونروا للطلاب الفلسطينيين في لبنان بما يلبي الحاجة.
6. زيادة عدد الصفوف والمعلمين في مدارس الأونروا بما لا يزيد عن 40 طالباً في كل صف.
7. توسيع الاختصاصات في كلية سبلين المهنية وبناء معاهد مهنية في كافة المناطق اللبنانية التي يتواجد فيها مخيمات للاجئين الفلسطينيين.
8. رفع مستوى التوظيف في كافة مجالات العمل في مؤسسة الأونروا بما يلبي ويسهل احتياجات ومتطلبات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
9. اعادة النظر في المعايير التي تعتمدها الأونروا في التعاطي مع حالات العسر الشديد والعمل على استيعاب كافة العائلات والافراد ايضاً الذين يعانون من الفقر الشديد."
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها