الاخبار من غزة، ان حماس منعت بالقوة انعقاد مؤتمر ينادي بإنهاء الانقسام، مع ان المؤتمر كان سينعقد في صالة مغلقة، وان الموضوع الذي كان سيناقشه المؤتمر هو مثار اهتمام الجميع وان الشعب الفلسطيني كله يريد انهاء الانقسام، وان الانقسام منذ وقوعه على يد حماس في منتصف شهر حزيران 2007 الحق بقطاع غزة المزيد من الويلات واوصل العديد من الناس الى حد اليأس من الحياة فاحرقوا انفسهم امام الجميع.

والمفارقة العجيبة ان اكثر الحديث المزور عن انهاء الانقسام يأتي من جانب حماس التي تكذب على نفسها وتكذب على الجميع، وهي لا تريد انهاء الانقسام لانها تعيش عليه، وحتى لو ارادت انهاء الانقسام فانها لا تستطيع لانها سلمت قرارها بالكامل لصالح التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وأولئك يريدون لحماس ان تبقى مشكلة ومخالفة للكل الوطني وضد المشروع الوطني، وان تجر قطاع غزة خارج المسار الفلسطيني والى قطيعة مع الجميع، ولذلك فاننا منذ وقعنا على ورقة المصالحة المصرية في 2009 ثم وقعت هي عليها في 2011 وهي مستمرة في وضع العراقيل امام المصالحة وتستمر في اختلاق نقاط جديدة لم تكن مطروحة من قبل أو تقوم بتضخيم مواضيع عادية جرى الاتفاق عليها باتفاق الوحدة الوحيد الذي لا اتفاق غيره، فمرة تطرح موضوع الموظفين وهذا موضوع متفق عليه من خلال لجنة قانونية وادارية او تطرح موضوع البرنامج السياسي للحكومة وهذا موضوع لا جديد فيه لأن برنامج حكومة الوحدة الوطنية التي تحصل على ثقتها من الرئيس هو برنامج منظمة التحرير، وتستمر المماحكات لأكثر من تسع سنوات بلا طائل.

ومن المفارقات العجيبة ان حماس في هذا الوقت الذي يحتشد فيه الفلسطينيون حول المصالحة وحول انهاء الاحتلال وحول قيام الدولة المستقلة تفاجيء الجميع بالذهاب الى نوع من الهرطقات مثل اعلان التوبة لتلاميذ وطلبة المدارس في قطاع غزة وتوزع عليهم صكوك الغفران وتعود بهم الى زمن القرون الوسطى المظلمة، المهم ان يفهم الجميع ان حماس انقلبت على حكومة وحدة وطنية برئاستها في 2007، وافشلت حكومة التوافق الوطني منذ لحظة وجودها في 2017، لانها لا تريد المصالحة ولو ارادتها فانها لا تستطيع، وكل كلام غير ذلك هو مضيعة للوقت.