كل أربع سنوات يتكرر السؤال هل من مكان للعرب وقضاياهم وخصوصا فلسطين فى أجندات المرشحين للرئاسة ألأمريكية ،أما انتخابات الكونجرس فلا مكان غير إسرائيل فى إهتمامات الساعين لأعلى سلطة تشريعية فى الولايات المتحدة. الحديث يقتصر على إنتخابات الرئاسة.وما يعنينا هنا انتخابات الرئاسة التى قد إرتبطت بنشأة الدول العربية والقضية الفلسطينية ، وهى الإنتخابات التى إرتبطت بالريئس ترومان وهى أول إنتخابات تقفز القضية الفلسطينية والعرب فيها على ساحة الإنتخابات ألأمريكية ، والسبب فى هذا الإهتمام عنصران ثابتان فى السياسة ألأمريكية : مصالح الولايات المتحدة العليا فى المنطقة ، والتحولات فى هيكلية القوة الإقليمية والدولية ، والعنصر الثانى والثابت الإلتزام بأمن وبقاء إسرائيل ، وهى العبارة التى لا تتغير فى أى برنامج للمرشح للرئاسة جمهوريا او ديموقراطيا. وبقدر الإقتراب من هذان العنصران بقدر الإشارة للقضية الفلسطينية والعرب. وبالنسبة للعنصر ألأول وهو ما يلفت الإهتمام لنا كعرب،انه قابل للتحول والتغير النسبى ، فعلى مدار كل الإنتخابات ألأمريكية كان التاكيد على النفط، ومساندة ودعم أنظمة الحكم العربية الموالية ، والحفاظ على التواجد الإستراتيجى للوجود الأمريكى ، يبدو على هذا المستوى أن هناك تغيرا وتحولا فى السياسة ألأمريكية بسبب التحولات التى قد شهدتها المنطقة وخصوصا بعد ثورة التحولات العربية ، وبروز دور القوى الإقليمية كإيران وتركيا. فالنفط لم يعد له نفس الدور، بعد التراجع فى أسعاره، وزيادة قدرة الولايات المتحدة الإنتاجية ، ولم تعد المنطقة لها نفس الإهتمام الإستراتيجى بدليل التحول نحو شرق أسيا، وبالنسبة لدور الدول العربية يبدو لى انها لم تعد لها نفس الدور ، وخصوصا بعد التراجع فى دورها وقوتها وبروز قوة إيران بعد تسوية الملف النووى الإيرانى ، وبدايات إرهاصات من التفاهم الإيرانى الأمريكى ، فالولايات المتحدة غير قلقة من الدول العربية وسياساتها التى ترى أنها اليوم اكثر حاجة لها ، ناهيك عن إحتمالات التفكك وإعادة تقسيم المنطقة إلى دويلات إثنية وطائفية ، وتبقى إسرائيل العنصر الثابت فى السياسة ألأمريكية ، وهو ما رأيناة فى إدارة الرئيس أوباما الذى قامت سياسته على عدم التدخل المباشر وترك سيناريو التحولات الداخلية تسير فى الاتجاه المطلوب، والتوجه نحو دعم وصول حركة الأخوان للحكم كبديل لأنظمة الكم القائمة / كما حدث فى مصر. وتبدو ذروة التراجع فى قضايا العرب وفلسطين مع الإنتخابات الحالية والتى يتنافس عليها رونالد ترامب الذى قد يعيد السياسة ألأمريكية إلى مرحلة أكثر سلبية وعدائية إتجاه القضايا العربية والإسلامية وفلسطين ، بل قد يعيد دور الولايات المتحدة إلى عقود بعيدة من عدم الإهتمام بالعرب. والأمر لن يكون بعيدا كثيرا بالنسبة للمرشحة الديموقراطية هيلارى كلينتون التى تدافع بإستماتة عن أمن إسرائيل، متجاهلة ان هناك عرب ، ومنطقة عربية تفرض نفسها على السياسة ألأمريكية.والعرب من ناحيتهم غير مبالين كثيرا بالإنتخابات ألأمريكية إدراكا منهم ان نتائجها محسومة أصلا لصالح إسرائيل، ومن ناحية أن هذه ألإنتخابات تاتى فى ظل تداعيات التحولات العربية، وما تشهده المنطقة العربية من حروب داخلية ، وتنامى للتيارات والجماعات الإسلامية المتشددة وعلى راسها داعش الذى يتمدد على حساب الضعف العربى ، وفى ظل حرص الدول العربية على الحكم ، ومصير دولها، فطغيان القضايا الداخلية يسيطر على السياسة العربية ، وخلافاتها مع الدول لإقليمية وخصوصا إيران الساعية لتحقيق أهداف سياستها الإمبراطورية، وبالنسبة للقضية الفلسطينية فهى لم تعد قضية عرب او قضية إهتمام أمريكى.لهذه لأسباب العرب غير مباليين كثيرا بنتائج ألإنتخابات، وكعادتهم دائما ينتظرون من القادم للبيت الأبيض، ماذا سيقول. والمفارقة السياسية أن الولايات المتحدة هى من تؤثر فى تطورات البوصلة السياسية العربية ، وهى من تتحكم فى الكثير من مخرجات التحولات العربية ، وبالتالى لا ينبغى التقليل من أهمية هذه الإنتخابات الكونية ، وتأثيراتها على العرب وقضيتهم فلسطين.ولعل أن الأحداث الكبرى التى قد شهدتها المنطقة العربية وتشهدها قد إرتبطت بالإنتخابات الرئاسية ألأمريكية ، ولماذا الإنتخابات الرئاسية فذلك لسببين الأول ان السياسة ألخارجية الأمريكية مرتبطة بالرئيس الأمريكى، والسبب الثانى السياسية الدفاعية وألأمنية ، وهى التى تحكم توجهات السياسة ألأمريكية فى المنطقة العربية. واهم هذه الإهتمامات الآن الإرهاب والعنف، وإعادة بناء هيكلية القوة الإقليمية والدولية ، وإعادة تقاسم المنطقة بين القوى ألإقليمية والدولية كما فى سوريا، لعل خطورة إنتخابات الرئاسة ألأمريكية الحالية أنها تاتى فى ظل مرحلة إنتظار مخرجات عملية التحولات العربية النهائية ، ومرحلة التخلص من القضية الفلسطينية
العرب وقضاياهم والإنتخابات ألأمريكية بقلم / د.ناجي صادق شراب/امد
04-04-2016
مشاهدة: 590
إعلام حركة فتح - إقليم لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها