خرج المتنافس على ترشيح الحزب الجمهوري الملياردير دونالد ترامب عن سياق متعارف عليه في الانتخابات الاميركية وهو التأييد الاعمى والاطرش والاخرس والأفطس للسياسة الاسرائيلية مهما فعلت لأن المرشحين يكونون رهائن الصوت اليهودي المتطرف الموجود خاصة في صفوف مؤيدي الحزب الجمهوري اضافة الى اتباع الكنيسة الانجيلية القوية النفوذ والعدد. فالمنافسان له وهما كروز وروبيو بالغا في التزلف لاسرائيل لكن ترامب اكد على ضرورة ان يكون الوسيط للسلام محايدا حتى ينجح لا ان يصنف هذا الطرف بانه الجيد والآخر هو الشرير، فالمرشح الثري غريب الاطوار اثار جدلا في كثير من مواقفه ضد المسلمين وطالب دول الخليج بدفع فدية عن تحرير الكويت وحمايتها من قبل اميركا وكذلك هجومه على جارته المكسيك. وكان ترامب قبل ذلك قال انه في حالة فوزه سيكون الرئيس الاكثر صداقة لاسرائيل ولا اعلم كيف سيكون الاكثر صداقة لأن اوباما لم يترك اي حيز لتأييد اسرائيل الا وسده بالدعم ولم يترك طلبا تقدمت به الا وفعله. ففي عهده جرى سحق عدة دول عربية حتى العظم وتدمير جيوش وتشريد ملايين وقتل مئات الألوف. اما المتنافسة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي زوجت ابنتها لشاب يهودي اظنه غير متطرف وليس كزوج ابنة ترامب وهو يهودي ايضا ومعروف بتأييده لليكود، فقد اكدت انها ترى ان الفلسطينيين يستحقون دولة لكنها قالت انها ستفعل كل ما بوسعها ليس لاقامة حل الدولتين فقط بل لدعم اسرائيل.

عموما ارى ان المرشحين ليسا بذلك التطرف ضدنا في خضم الحملة الانتخابية بينما نرى متنافسين يودون لو ينكلوا بنا الآن وليس بعد انتخابهم واعتقد ان ترامب قادر ان شاء على صنع السلام لأن لا احد يتهمه بخيانة اسرائيل مثله مثل الليكود الذي يستطيع ان يصنع السلام بعكس اليسار المتردد.

على اية حال لا اتوقع فعل الكثير من اجل القضية الفلسطينية اميركيا من هنا حتى بعد عامين فقد صبرنا نصف قرن ولم يحدث شيء وسنصبر عامين ولن يحدث اي شيء ايضا.