الانتقام إحساس بشع يأكلك ويدمرك من الداخل ولا يحل أي شيء" هذا ما علّم الأستاذ "باسم" تلميذه "ادم" الذي أراد الانتقام لاستشهاد أخيه على يد مستوطن اسرائيلي، في حوار حول الفرق بين الانتقام والحق في المقاومة المشروعة للمحتل.
"الأستاذ" فيلم درامي للمخرجة الفلسطينية فرح نابلسي، يسلّط الضوء على الحياة في فلسطين المحتلة ،من خلال قصة الأستاذ "باسم"، والذي توفي ابنه في أحد السجون الإسرائيلية لتتغير حياته، ويقترب من تلميذه "آدم"، في الوقت الذي يسعى محامٍ أميركي رفيع المستوى وزوجته إلى استعادة ابنهما، وهو جندي إسرائيلي أسير لدى مجموعة من المقاومة الفلسطينية.
عرض "الأستاذ" جاء ليعلن رسميا انطلاق فعاليات النسخة السابعة عشرة من مهرجان تورونتو للأفلام الفلسطينية، والذي سيعرض خلاله ما يقارب على خمسة وثلاثين فيلما قصيرا وطويلا على مدار أربعة أيام، وستقام على هامشه العديد من الفعاليات تشمل معرضا للفنانة ملك مطر والفنان إبراهيم أبو ستة، وكلاهما من قطاع غزة. كما سيتم عقد حلقات نقاش وندوات وفعاليات فنية وثقافية.
في كلمتها الافتتاحية، أكدت منسقة البرامج في المهرجان دانيا ماجد، انه على الرغم من الظروف التي تمر بها فلسطين ولبنان، إلا أن المهرجان يأتي "ليثبت انه ما زال للفلسطينيين قدرة على الحياة بالرغم من الإبادة" معتبرة ان "الفرح مقاومة" داعية الجميع الى "التمسك بالفرح والتخلص من اليأس، لأن اليأس لا ينفع الفلسطينيين ولن ينفع اللبنانيين، اليأس هو سلاح المحتل، تمسكوا بالفرح وقاوموا اليأس".
وخاطبت ماجد الجمهور "نحن نعلم أن العديد منكم يحملون ندوب العنصرية ضد الفلسطينيين في كل يوم عندما تغادرون المنزل. ونحن نعلم أن القصف الإسرائيلي الشرس وحملة التطهير العرقي التي تشنها إسرائيل على غزة ولبنان تجعلنا نشعر بأن الأمور أصبحت أكثر قتامة ويأسًا. ونحن نتفهم ما تشعرون به لأننا نشعر به أيضًا. ولكن الحقيقة هي أنكم هنا ولسبب وجيه".
وسبق الافتتاح الرسمي عرض "فيلم قصير حول الأطفال"، من اخراج إبراهيم حنضل، وإنتاج جامعة دار الكلمة في بيت لحم، يتحدث عن قصة أربعة أطفال في أحد المخيمات الفلسطينية يحلمون السفر الى البحر، فبدلا من الذهاب اليه، يأتيهم.
وكان مهرجان تورنتو للأفلام الفلسطينية قد انطلق اول مرة عام 2008 لإحياء الذكرى الستين للنكبة، ثم تحول الى منظمة غير ربحية يديرها متطوعون، مخصصة لجلب السينما والموسيقى والمأكولات والفنون الفلسطينية إلى جماهير منطقة تورنتو الكبرى بشكل خاص والى الجمهور الكندي عامة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها