أكدت السعودية أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت في صدارة اهتماماتها٬ وطالبت مجلس الأمن مجدًدا بإعداد نظام حماية دولية خاص بالدولة الفلسطينية المحتلة٬ بما في ذلك القدس الشريف٬ وفًقا لاتفاقية جنيف الرابعة وما يتصل بذلك من قرارات الشرعية الدولية.
جاء ذلك في كلمة السعودية أمام مجلس الأمن الليلة الماضية في الأمم المتحدة حول بند الحالة في الشرق الأوسط٬ بما في ذلك المسألة الفلسطينية٬ ألقاها السفير عبد الله الُمَعلِمي مندوب السعودية الدائم لدى المنظمة الأممية٬ 

وقال: «مهما عصفت بمنطقتنا العربية الصعوبات والتحديات إلا أنها لن تثنينا أو تشغلنا عن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في صموده ودفاعه المستمر عن أرضه ومقدساته وتصديه لاحتلال إسرائيل وممارساتها الاستعمارية وانتهاكاتها المخالفة للشرعية الدولية».
السعودية تطالب بإعداد نظام حماية دولية خاص بفلسطين وتجدد دعمها لمهمة دي ميستورا 1/28/2016 وثمن السفير السعودي موقف المجلس٬ المتمثل في إدانته القوية للعدوان الذي وصفه بـ«الهمجي»٬ والذي تعرضت له سفارة بلاده في طهران والقنصلية العامة في مشهد. وقال: «نأمل أن يستمر المجلس في مطالبة حكومة جمهورية إيران الإسلامية باحترام مسؤولياتها القانونية الدولية تجاه حماية البعثات الدبلوماسية ومحاسبة كل من كان له دور في هذه الهجمات ومن حرض عليها ومن خطط لها ومن نفذها٬ وعدم الاكتفاء بعبارات الأسف العمومية التي أصدرتها السلطات الإيرانية».
وفي ما يتعلق بالإرهاب الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزال٬ قال المعلمي: «نطالبكم بإدانة الإرهاب الرسمي المنظم الذي تمارسه إسرائيل وما يرتكبه جيشها الاستعماري ومستوطنوها الإرهابيون من قتل ممنهج واستيطان وتهويد وتطهير عرقي مستمر يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
جميعها موثقة لديكم في تقارير الأمم المتحدة٬ كل ذلك دون مساءلة ولا أدنى خوف من محاسبة».
وأكد أن إسرائيل ماضية في استخدام القوة المفرطة والمميتة ضد الفلسطينيين٬ والتعريض بهم وتعذيبهم واستغلالهم٬ بما في ذلك النساء والأطفال والشباب والقُّصر٬ وأن آلة التدمير الإسرائيلية ماضية في تنفيذ الإخلاء والتهجير القسري ضد الفلسطينيين٬ وسرقة الأراضي ونهبها٬ والتوغل في النشاط الاستيطاني٬ في تجاهل تام لأي تبعات قانونية٬ كل ذلك دون مساءلة ولا أدنى خوف من محاسبة.
وقال: «إن السلطات الإسرائيلية ما زالت تعمل على تهويد القدس الشريف والأماكن الإسلامية والمسيحية التاريخية٬ ونزع هويتها العربية٬ وتغيير الوضع التاريخي للمسجد الأقصى المبارك والحرم الشريف٬ وكل ذلك دون مساءلة ولا أدنى خوف من محاسبة٬ وتتحدى إسرائيل إرادة المجتمع الدولي وتستمر في بناء جدار الفصل العنصري فضلاً عن استغلالها لموارد الجولان العربي المحتل٬ وممارسة التجارة غير الشرعية في بضائع ومنتجات المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأرض الفلسطينية المحتلة والأراضي العربية المحتلة في مخالفة صريحة للحكم الصادر عن محكمة العدل الدولية وجميع القرارات الأممية ذات الصلة٬ كل ذلك دون مساءلة ولا أدنى خوف من محاسبة».
وشدد على أن الحصار الجائر الذي تفرضه إسرائيل ضد قطاع غزة مستمر سنة تلو الأخرى٬ فضلاً عما تمارسه إسرائيل من سياسات تعسفية في الضفة الغربية٬ وما نتج عن ذلك من تفاقم حدة الفقر وغياب أبسط سبل العيش الكريم٬ وكل ذلك دون مساءلة ولا أدنى خوف من محاسبة٬ مذكًرا المجلس بمسؤوليته وواجبه تجاه مساءلة إسرائيل ومحاسبتها على جرائم الحرب التي ما زالت ترتكبها٬ «بل ونطالبكم مجدًدا بإعداد نظام حماية دولية خاص بالدولة الفلسطينية المحتلة٬ بما في ذلك القدس الشريف٬ وفًقا لاتفاقية جنيف الرابعة وما يتصل بذلك من قرارات الشرعية الدولية».
ودعا المندوب السعودي إلى اتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لتدارك انحسار أي فرص حقيقية للسلام وتهديد حل الدولتين وإلزام إسرائيل بالتوقف الفوري لجميع مشاريع الاستيطان والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية٬ وتنفيذ جميع الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والأمنية التي وقعت عليها ونكثت بها٬ كما طالب المجلس بدعم الجهود الرامية إلى وضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية وبقية الأراضي اللبنانية المحتلة والجولان العربي السوري المحتل والانسحاب لحدود الرابع من يونيو (حزيران)٬ وتحقيق السلام العادل والشامل٬ وفًقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية٬ ومنح الاستقلال للشعب الفلسطيني وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.