تشهد غزة تفشيًا جديدًا لفيروس شلل الأطفال، في تطور يسلط الضوء على الظروف الصحية الكارثية التي تعيشها تحت وطأة العدوان الإسرائيلي المستمر، مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أكدت أن هذا التفشي يعود نتيجة الهجوم المنهجي الذي تشنه قوات الاحتلال الإسرائيلي على الرعاية الصحية والبنية التحتية في القطاع. 

وأضافت المجلة: أن "الفيروس يعرض مئات الآلاف من المستوطنين في دولة الاحتلال لخطر الإصابة بهذا المرض المعدي، الذي قد يسبب شلل الأطراف وحتى الرئتين، وهو مرض كانت العديد من الدول المتقدمة قد قضت عليه تمامًا".

المثير للقلق في هذه المسألة هو أن حوالي مائة وخمسة وسبعين ألف طفل من أبناء "الحريديم" في دولة الاحتلال لم يتلقوا التطعيمات الضرورية، حيث أعفتهم حكومة بنيامين نتنياهو من برنامج التحصين الوطني، وفق المجلة.

القرار الحكومي بعدم شمول هؤلاء الأطفال في برنامج التحصين يأتي في وقت يرفض فيه نتنياهو التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار في غزة، ما يزيد مخاطر انتشار الفيروس.

وكانت حكومة الاحتلال أعلنت عن السماح بفترات توقف قصيرة للقتال في غزة لتسهيل عمليات التطعيم. إلا أن هذا القرار واجه صعوبات في تنفيذه بسبب المخاطر وعدم الوقف الفعلي والشامل لإطلاق النار؛ مما يعيق حملة التطعيم الجماعية المطلوبة.

وتقول المجلة: إن "العدوان المستمر منذ أكثر من عشرة أشهر على غزة تسبب في تدمير واسع للبنية التحتية، بما في ذلك محطات معالجة مياه الصرف الصحي، ما يزيد صعوبة السيطرة على تفشي الفيروس. ومع انخفاض معدلات التحصين في غزة إلى ما دون المستوى المطلوب لمناعة القطيع، تزداد خطورة الوضع".

من جانبها، بدأت حكومة الاحتلال في تقديم التطعيمات للجنود العائدين من غزة، لكنها لن تحميهم من نقل الفيروس إلى الداخل الإسرائيلي، ما يجعلهم ناقلين محتملين للمرض.

في ظل هذه التطورات، قد يجد نتنياهو نفسه مضطرًا للموافقة على فترات توقف إنسانية أطول للسماح بحملة تطعيم فعالة في غزة، خصوصًا مع تزايد الضغط من المجتمع الدولي ومنظمات الصحة العالمية للسيطرة على هذا التهديد الصحي المتنامي.