نجاح المرأة الفلسطينية في تولي كرسي القضاء، خطوة استطاعت من خلالها حسم الجدل حول مقدرتها على إدارة مناصب عليا في السلك القضائي، فقد بدأت مسيرتها في حقل القضاء الفلسطيني عام 1982 بعد تولي القاضية إيمان ناصر الدين منصب أول قاضية، لتثمر هذه المسيرة كوكبة من القانونيات القادرات على تولي مراكز رفيعة في جميع القطاعات القانونية.
وبلغ عدد القضاة المعتمدين في الضفة الغربية وقطاع غزة 219، من بينهم 33 قاضية30 في الضفة الغربية وثلاثة في قطاع غزة، وفقاً للأمانة العامة لمجلس القضاء الأعلى، وتقول القاضية في محكمة العدل العليا إيمان ناصر دين، إن تجربة المرأة في القضاء ليست جديدة العهد، فقد أثبتت وجودها وقدراتها في جميع المراكز القضائية التي تولتها.
وأضافت، "عملت في جميع المحاكم الفلسطينية بجميع تدرجاتها، الصلح والبداية والاستئناف، حتى وصلت لرئاسة محكمة العدل العليا، التي تعتبر الدرجة الأخيرة في سلم المحاكم الفلسطينية، وأعمل اليوم قاضية في المحكمة العليا ذاتها، وأن القاضيات لا يواجهن معوقات مجتمعية خلال عملهن اليومي في المحاكم، وأن الناس بدأوا يتقبلوا فكرة تولي المرأة هذا المنصب.
من جانبها، قالت مديرة مركز الأبحاث في مجلس القضاء الأعلى رشا حماد، وهي رئيسة محكمة بداية، "رغم الإنجازات المتتالية التي حققتها المرأة في هذا المجال، إلا أنها لا تزال تواجه بعض العراقيل خلال عملها اليومي، وقد عينت أنا وسبعة من زملائي لرئاسة محكمة البداية، إلا إنني لم أتولَ رئاسة أي محكمة منذ ثلاثة أعوام، بخلاف زملائي الرجال، متسائلةً عن سبب تجاهلها من رئاسة المحكمة.
بدورها، قالت رئيسة وحدة التخطيط، وإدارة المشاريع في مجلس القضاء الأعلى والقاضية في محكمة الاستئناف ثريا الوزير، فلسطين كانت السباقة في إعطاء المرأة حقوقها في الحقل القانوني من بين الدول المجاورة.
وأشارت إلى أن عمل المرأة في القضاء ليس سهلاً ويحتاج لقدرات علمية وعملية عالية، وكفاءة واستعداد نفسي، لتستطيع الفصل في القضايا واتخاذ الأحكام المناسبة. وحول الأعداد الغير متكافئة مع الرجال القضاة قالت الوزير، إن ذلك يعود لقلة العاملات في المجال القانوني، وعدم تقدمهم للعمل في المحاكم، آملةً أن تتساوى أعداد الذكور والإناث في مهنة القضاء خلال الأعوام القليلة القادمة. ويشار إلى أن القاضيات يتوزعن على جميع المحاكم الفلسطينية بواقع قاضيتين في محكمة العدل العليا، ومثلهما في الاستئناف، وواحدة في رئاسة البداية، وتسعة في البداية و19 في الصلح، في الضفة وغزة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها