في إطار إحياء ذكرى انطلاقتها الحادية والخمسين، كرّمت حركة" فتح" عوائل شهدائها باحتفال أُقيم  في صالة الربيع بمخيم نهر البارد الثلاثاء 2016/1/6، حضره عضو قيادة اقليم لبنان ومسؤولة العمل الإجتماعي أمال الخطيب، وأمين سرّ حركة "فتح" في الشمال أبو جهاد فياض، وأعضاء قيادة منطقة الشمال، وأمين سرّ وأعضاء شعبة نهر البارد، وممثلو فصائل المقاومة الفلسطينية واللجان الشعبية والأهلية، وذوي الشهداء، وحشد من فعاليات وأهالي الشمال.

بدايةً عُرض فيلمٌ وثائقيٌّ حول تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة ومراحل تطورها. ثم كانت كلمة للجنة الشعبية في مخيم نهر البارد ألقاها السيد حمزة خضر جاء فيها: "إنَّ شعبا قدم أبناؤه شهداء وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد ياسر عرفات مستحيل أن ينكسر وحتماً سينتصر".

وأضاف: "إنها لفتة كريمة من حركة "فتح" تدل على الوفاء لمن قدم الدماء رخيصة لله ولفلسطين، وهذا التكريم يحتم علينا أن نهتم بأهلهم وذويهم، الشهداء هم الرصيد المعنوي المحرض  من الاستمرار بمواجهة العدو الصهيوني".

وتطرق إلى تقليصات الأونروا التي تؤثر سلباً على أبناء شعبنا في كل مخيمات الشتات. وختم بأن الوفاء للشهداء يكون بالسير على خطاهم وتحقيق الأهداف التي استشهدوا من أجلها.

ثم قدّم الشاعر شحادة الخطيب باقة من قصائده الوطنية من وحي المناسبة. وبعدها كانت كلمة حركة "فتح" ألقتها أم ساري، إذ رحبّت  بجميع الحاضرين وبعوائل شهداء حركة "فتح" والثّورة الفلسطينيّة .وقالت مستذكرة الرمز أبو عمار : "شهيداً شهيداً شهيداً، قالها الرمز ياسر عرفات قولاً وتبعها فعلاً".

وتابعت: "في حضرة الشّهداء تصبح الكلمات صغيرة، وننحني بشموخٍ لأصحاب الشُّعلة والمجد المؤمنين بقضيَّتهم، فأنتم السابقون بالنِّضال ونحن على دربكم لاحقون".

ثم أكّدت على أنَّ "الإنتفاضة التي يقودها شبابنا في الشّارع الفلسطينيِّ  ضدّ الإحتلال المغتصب للأرض جاءت رفضا للذُّل، ودفاعاً عن الأقصى، وردّاً على جرائم الإحتلال ولا سيّما حرق الشّهيد محمد أبو خضير وعائلة الدوابشة،  مُشيرةً إلى أن ما يُسمَّى بإسرائيل تعتقدُ باغتصابها للأرض ستغتصب الكرامة، فبئس ما اعتقدوا".

وأضافت: "شهداؤنا تُحتجز جثثهم عند الصّهاينة الذين يسرقون أعضاء أجسادهم، ولكنّ أرواحهم تتألّق في سماء الحُرِّيَّة لتزغرد لهم أمّهاتهم ساعة البشارة".

ثم تساءلت عن هذا الصّمت الأممي المخزي إزاء ما يحدث في فلسطين، مُعربةً عن غضبها باحتجاز القنبلة الإنسانيّة في الأمم المتّحدة.

وفي السياق نفسه أكّدت أم ساري على أن الإنتفاضة تُمثِّلنا جميعاً، وأنَّ حركة "فتح" في الميدان تعمل على تعزيزها، ولا سقف للإنتفاضة إلا بتحرير الأرض.

وفي إطار الذكرى الحادية والخمسين لانطلاقة الثّورة الفلسطينيّة المعاصرة قالت: "إن الثّورة الفلسطينيّة حوّلت المجتمع الفلسطينيّ من لاجئ إلى ثائر يحمل البندقيّة، وإنّنا حملنا غصن الزيتون ولم نُسقط البندقيّة". موجهةً التّحية إلى شعب لبنان الذي لا يزال يحتضن الشّعب الفلسطينيّ على أرضه.

ثم أشارت إلى سياسة الأونروا المُجحفة بحقِّ أبناء شعبنا الفلسطيني في لبنان عموماً، وفي نهر البارد خصوصاً، داعيةً الجميع إلى الوقوف بوجه هذه السِّياسة التقليصيّة بعزمٍ وإرادةٍ وصمودٍ.

 وتابعت مخاطبةً الجمهور الفلسطيني: "سنكون برأس الحربة، وفي المقدّمة في الدِّفاع عن حقوقكم، وسنبقى متمسِّكين بحقوقنا الإنسانيّة والوطنيّة، وبإقامة دولتنا المستقلة وعودة كافة اللاجئين الفلسطينيّين إلى أرض الوطن".

وأخيراً تمَّ توزيع شهادات وفاء وتقدير لعوائل الشُّهداء. هذا وقد قدّم كلٌّ من شعبة نهر البارد ولجنة العمل الاجتماعي والمكتب العمالي في نهر البارد دروع شكر وتقدير للمناضلة أم ساري.