هبة القدس، الهبة الشعبية المباركة، تواصل العبور في شهرها الثالث وتواصل الصعود بشهدائها "114 شهيدا، وفي جرحاها بالآلاف وبمعتقليها بالآلاف ايضا" وكل ما حاول الاحتلال الإسرائيلي بكل مفرداته: الحكومة والجيش والأجهزة الأمنية والمستوطنين والمجموعات الإرهابية اليهودية الذين احرقوا محمد ابو خضير حيا، واحرقوا عائلة الدوابشة ورقصوا حول الجثث رقصة تلمودية، ويواصلون احتجاز جثامين الشهداء أقول كلما حاولوا خنق هذه الهبة فان اجيالها تواصل انبثاقها من جديد.

واحدة من هذه الإضاءات ان كاميرات هذه الهبة سجلت فضيحة كبرى لجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي هو الأقوى في المنطقة ومدعوم باحدث ترسانة السلاح الأميركي، فقد التقطت كاميرات الهبة احد ضباط جيش الاحتلال الاسرائيلي وهو يضع سكينا بجانب جثمان أحد الشهداء بعد اعدامه بدم بارد ليزعموا انه كان ينوي طعن احد المستوطنين بسكين أي ان جيش الاحتلال الإسرائيلي يلجأ الى تلفيق الأدلة كما يفعل عتاة المجرمين.

أما الاضاءة الثانية فهي ما وقع مع الشهيد عبد الرحيم البرغوثي على مفرق قرية عابود غرب رام الله فقد طلبت منه الدورية الاسرائيلية هويته فأعطاها لهم فأعدموه بالرصاص ووضعوا بجانب جثمانه سكينا.

أقول ذلك، بان هذه الاضاءات معناها ان اجيال الهبة منتبهة جدا ولم تعد أسيرة للقاموس الإعلامي الاسرائيلي أو حتى القاموس الاعلامي المتسرع التي تقع فيه من دون قصد بعض الوسائل الاعلامية الفلسطينية! فها هي الهبة المباركة تصحح في اشتباكها اليومي المستمر الصورة الاعلامية وتكشف وسائل التزييف التي يلجأ اليها جيش الاحتلال الاسرائيلي حين فضحت بالصوت والصورة أحد ضباط الاحتلال وهو يضع سكينا بالقرب من جثمان أحد الشهداء، وهذا مهم جدا لأننا في مساحة هذا الاشتباك لا يجب ان نمرر التهم والادلة الزائفة التي يلفقها الاحتلال ضد شبابنا، فهذه الهبة العظيمة هي عظيمة بالفعل ليس لأنها تطعن بالسكاكين ولا لأنها تطلق الرصاص بل هي عظيمة لأنها جاءت ردا على ارهاب اسرائيل وكل منظومات هذا الارهاب، ولأنها تقوم باسقاط فرضيات نتنياهو الذي توهم ان ظروف المنطقة حول فلسطين تتيح له ان يستفرد بالشعب الفلسطيني، وها هو الشعب الفلسطيني موجود وحاضر وله أجياله الشابة الجديدة المحصنة بالوعي والقوة وان سقف الهبة هو انهاء الاحتلال وليس ان يكون الاحتلال لطيفا، فالاحتلال هو قمة الارهاب ومنظومات الاحتلال هي الارهاب بعينه، فالتحية لهبة القدس في كل اضاءاتها المستمرة.