نظّمت حركة "فتح" في منطقة الشمال اعتصاماً جماهيرياً نصرة لأهلنا المنتفضين في فلسطين وتضامناً مع الاسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال والطفل الاسير احمد مناصرة، وذلك يوم الجمعة 4\12\2015 امام مقر الصليب الاحمر الدولي في طرابلس.

وشارك في الاعتصام ممثلو الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية وقوى واحزاب لبنانية وفعاليات وجماهير من مخيمات الشمال ومدينة طرابلس.

بدايةً كانت كلمة المنتدى القومي العربي ألقاها نقيب المحامين السابق في الشمال الأستاذ خلدون نجا حيث أكد أنه "بات من المخجل الحديث عن نصرة فلسطين بالكلام والقدس تئن تحت ضربات المستوطنين الصهاينة قتلاً لابنائها وتهويداً لأحيائها، فمن العار ان لا تجرّد المدافع وان لا يصوب تسديدها نحو القدس، وحري بنا ان نحني رؤوسنا اجلالاً لشباب وفتيات واطفال فلسطين، ونتمنى لو اننا كنا سيوفاً وسكاكين بأيديهم يطعنون بنا صدور العدو الصهيوني الغاصب للارض الفلسطينية".

ثم كانت كلمة حركة  الجهاد الاسلامي ألقاها مسؤولها في الشمال ابو اللواء موعد الذي اشار الى ان شباب ونساء وكهول فلسطين يبذلون الروح دفاعاً عن المقدسات مؤمنين بعدالة قضيتهم، ولا يأبهون بطغيان الاحتلال وآلته، وهذا ما يجعل الاحتلال على شفا حفرة سينزلق فيها عاجلاً أم آجلاً.

وأضاف "كقوى فلسطينية علينا السعي الحثيث لتطوير أداة انتفاضة القدس وتوسيعها لتشمل كل فلسطين لأنها تشكّل فرصة تاريخية لنبذ الخلافات الداخلية وتوحيد الجهود والتفاهم على برنامج وطني يواكب ويرسم المرحلة القادمة التي توصلنا الى أهدافنا في التحرير والعودة".

أما كلمة المؤتمر الشعبي اللبناني فألقاها مسؤوله في الشمال المحامي عبد الناصر المصري الذي اكد أن "شباب الانتفاضة الفلسطينية جاءوا في موعدهم مع القدر، في زمن الفتن برز هؤلاء الابطال ليقولوا ان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة مع الكيان الصهيوني الغاصب، وفي زمن إهدار الثروات العربية يقف المارد الفلسطيني ليذكّر أبناء الأمة بان قتال العدو الصهيوني شرف كبير وان الاقتتال العربي العربي جريمة كبرى بحق فلسطين والمقدسات، وبأن شباب الانتفاضة الثائرين في كل الارض المحتلة لم يتأثّروا بثقافة "الفيس بوك" و"الواتساب" التي حوّلت الكثير من شبابنا الى ثرثارين بعيداً عن الفعل الايجابي المنتَج للأمة".

وأشار الى ان الانتفاضة المباركة أعادت إلى الاذهان صورة انتفاضة الحجارة واطفالها الذين هدّدوا ركائز الكيان الغاصب لذلك يقوم العدو بإحراق الرضع وأسر الاطفال واستخدام ابشع وسائل التعذيب معهم خوفاً من تجدد انتفاضة العام 1987.

كلمة حركة "فتح" ألقاها أمين سرها في الشمال ابو جهاد فياض حيث أشار الى أن هذا الاعتصام يأتي تضامناً مع الأسرى الابطال في سجون الاحتلال الصهيوني ونُصرة للمنتفضين في فلسطين واستنكاراً لاستمرار احتجاز جثامين الشهداء الطاهرة وبالتزامن مع الذكرى السنوية لانتفاضة الحجارة في العام 1987.

وأكّد فياض دعم الانتفاضة والاصرار على استمرارها حتى دحر الاحتلال الصهيوني عن كامل الارض الفلسطينية وتقديم قادته ومجرميه من المستوطنين الى محكمة لاهاي الدولية لمحسابتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق ابناء شعبنا، وتحديداً الاعدامات الميدانية للاطفال بالرصاص واحراقهم بدم بارد.

وتطرّق فياض الى احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين للضغط على ذويهم، واعتبر ذلك جريمة لا يقبل بها لا عرف ولا قانون، وطالب مؤسسات المجتمع الدولي بضرورة الضغط على حكومة العدو الصهيوني لتسليمهم لذويهم للقيام بواجب دفنهم وفقاً للشريعة الاسلامية، مشيراً إلى الانتفاضة تخطت شهرها الثالث وتجاوز عدد الشهداء المئة شهيد وعدد الجرحى تعدى 13500 جريح وثلاثة الاف معتقل .

واكد تمسُّك القيادة الفلسطينية بدعم الانتفاضة وبحق شعبنا بالمقاومة الشعبية بكافة أشكالها حتى تحقيق أهدافه بإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ونيل حريته اسوة بباقي دول العالم.

وختم فياض بأن جرح مخيم نهر البارد ما زال نازفاً منذ 8 سنوات حيث لم يفِ العالم بالتزاماته لإعمار المخيم، وللأسف لم ينتهِ إعمار المخيم حتى يومنا هذا ولا زال ابناؤه مهجرين رغم كل الوعود التي أُطلِقت، وكذلك فقد قامت إدارة الاونروا بوقف خطة الطوارئ وبدلات الايواء للنازحين مما فاقم معاناتهم وجعلهم مهددين بالطرد الى الشارع، لذلك فإننا نطالب "م.ت.ف" والحكومة اللبنانية بالضغط على الاونروا لتحمُّل مسؤولياتها تجاه اهالي المخيم بالعودة الى برنامج الطوارئ لحين الانتهاء من إعمار المخيم القديم.

وهنَّأ فياض الشعب اللبناني بتحرير العسكريين الاسرى، آملاً ان ينتهي هذا الملف بعودة كامل العسكريين الى ذويهم.

وفي ختام الاعتصام تم تسليم مذكرة لتصل الى رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر السيد بيتر ماورر عبر مركز اللجنة في الشمال.