تشهد السجون ارتفاعًا في حالات الإصابة بمرض السرطان الذي ظهر على عدد من الأسرى، كما أنه كان السبب الرئيس لاستشهاد الأسير ميسرة أبو حمدية قبل شهرين، في ظل لا مبالاة واضحة من قبل مصلحة السجون في التعاطي مع هذا الملف.

وتعتبر حالة الأسير طارق محمود عاصي سكان مخيم بلاطة (30 عامًا) المصاب بسرطان القولون ويقبع في سجن مجدو، ملحة وتتفاقم بشكل سريع وتشير عائلته إلى أن مصلحة السجون أجلت إجراء عملية جراحية كانت مقررة له دون إبداء الأسباب، ما يشكل خطورة حقيقية على وضعه الصحي، وتقول العائلة إنه يشكو من آلام شديدة في البطن ومشاكل في الأمعاء وانتفاخ في الجهة اليسرى من البطن، حيث كشفت الفحوصات الطبية أنه مصاب بسرطان في القولون، وأنه بحاجة إلى إجراء عملية جراحية عاجلة،وحكم عليه بالسجن 20 عاماً.

وبحسب مصادر حقوقية وبيانات الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال، فإن خمس حالات أخرى تسابق الزمن في صراعها مع مرض السرطان، وهي  الأسير معتصم رداد (30 عامًا)، من مدينة  طولكرم، والمعتقل منذ (12-1-2006) ومحكوم 25 عامًا، ويعاني رداد من التهابات سرطانية في الأمعاء، ما أدى إلى نزيف داخلي حاد ومتواصل وآلام شديدة، وقد تناقص وزنه بشكل كبير, ويتم علاجه بواسطة الكيماوي.
 
وكذلك الأسير فواز سبع فايز بعارة (37 عامًا)، من مدينة نابلس، والمعتقل بتاريخ (21-10-2004)، والمحكوم بالسجن المؤبد ثلاث مرات و47 سنة، مصاب بورم خبيث في الدماغ وبأورام في الرقبة ويعالج بالكيماوي.
 
أما الأسير عامر محمد بحر (31 عامًا)، من بلدة أبو ديس، والمحكوم عشر سنوات، فيعاني من أورام خبيثة والتهابات حادة في الأمعاء والقولون. و الأسير طارق عبد اللطيف سباعنة (24 عامًا)، من بلدة الزبابدة قضاء جنين والمحكوم 14 شهرًا، ويقبع في سجن مجدو، من مرض السرطان في "المهاشم". كما أن الأسير محمود محمد الشرحة من مدينة الخليل، والمحكوم (22 عامًا)، ويقبع في سجن الرامون، فيعاني من أورام خبيثة في الحنجرة.

 ويشير مدير مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان فؤاد الخفش، إلى أن هناك 13 حالة من الأسرى في السجون حتى الآن مصابون بمرض السرطان.وأكد أن الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى من قبل إدارة السجن من أهم أسباب انتشار المرض، إضافة إلى عدم إجراء عمليات جراحية مناسبة لحالتهم.
ولفت الخفش إلى اعتقال الاحتلال في الآونة الأخيرة لمواطن يحمل مرض السرطان دون مراعاة حالته وظروفه الصحية.

وقال مدير مركز "أحرار" إن "الأمر قد زاد عن حده" خصوصًا بعد استشهاد الأسير أشرف أبو ذريع، والأسير زهير لبادة، والأسير ميسرة أبو حمدية، نتيجة الإهمال الطبي الذي عانوا منه في سجون الاحتلال الصهيوني.وأشار الخفش إلى أن عائلات الأسرى في حالة قلق شديدة على أبنائهم بسبب إهمال إدارة السجون وعدم تقديم العلاج المناسب والرعية الصحية لأبنائهم.