بيان صادر عن قيادة حركة "فتح" إقليم لبنان
(بريطانيا أصدرت وعداً تؤيّد فيه إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين)
يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات
يا أبناء شعب الجبارين... يا اجيال الثورة والنصر والتحرير
في 2\11\1917 قدّمت الحكومة البريطانية بشخص بلفور وزير خارجية بريطانيا وعداً صريحاً بانشاء وطن قومي سيضم "الشعب اليهودي" وذلك في فلسطين. وقد أرسل آرثر جميس بلفور وزير الخارجية الرسالة الى اللورد أيونيل روتشيلد الصهيوني ليعلن فيها عطف جلالة الملك على اماني اليهود والصهيونية، وهذا ما يؤكد المصالح المشتركة بين الدول الاستعمارية والحركة الصهيونية التي استهدفت الشعب الفلسطيني، وارضه، ومصيره، واستقلاله السياسي، وسيادته على ارضه. وعندما تم اقرار الانتداب في 29 أيلول 1922، وتقرر الانتداب البريطاني على أرض فلسطين بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى، بدأت بريطانيا بوضع هذا الوعد البريطاني للحركة الصهيونية موضع التنفيذ لتسهيل تحقيق هذه الغاية حسب الوعد الذي قطعه آرثر بلفور باسم رئاسة مجلس الوزراء.
ولكي يتم تمرير هذا المشروع الخطير فقد تضمن عبارات تحمل السم في الدسم لأنها وُضِعَت لخداع الفلسطينيين والعرب، وهي "على ان يُفهم جلياً أنه لن يُؤتى بعمل من شأنه ان ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين". إنَّ أخطر ما في هذا الوعد الجائر الذي مهَّد لإقامة كيانٍ إسرائيلي على الأراضي الفلسطينية هو أن من لا يملك الأرض أعطى أرضَ الشعب الفلسطيني لمن لا يستحق وهم اليهود، وذلك على حساب الحقوق الوطنية والقومية والتاريخية للشعب الفلسطيني الذي يعيش على هذه الأرض، واجداده هم الكنعانيون واليبوسيون الذين عاشوا على هذه الأرض منذ ما يزيد على ثلاثة آلاف وخمسماية سنة.
إنَّ هذا التحالف الدولي الاستعماري مع الحركة الصهيونية هو السبب في مآسي شعبنا التي بدأت قبل 1948، وهي السبب أيضاً في تدمير طموحات وآمال الأمة العربية لأن وجود الكيان الاسرائيلي على أرض فلسطين التاريخية لم يكن هدفه فقط اقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه، وتمزيقه، وانما زرع كيان سرطاني يشلُّ كافة عوامل القوة والوحدة، ويسهم في تجزئة وتقسيم هذا الوطن العربي وهذه الامة. فالوجود الاسرائيلي كما نشاهد اليوم ينمو ويتطور على انقاض الدمار والقتل الذي يعيشه العالم العربي.
يا ابناء شعبنا الفلسطيني... أيها الصامدون المقاومون في القدس، والضفة، وقطاع غزة، وفي ارضنا التاريخية لكم التحية والعزة، وانتم تواجهون الاحتلال بالارادة الوطنية والشموخ الفلسطيني، تقدمون ابناءكم، وبناتكم شهداء وجرحى، تقارعون الاحتلال، وترسلون رسالتكم واضحة الى القيادة الاسرائيلية بأنَّ الارضَ أرضُنا ولن نتنازل عنها، وان المقدسات جزء من عقيدتنا وكياننا وشخصيتنا الوطنية، ولن نسمح لكم بتدنيسها. وانَّ النصرَ لنا لأننا أصحاب الحق التاريخي، ودماء آبائنا وأجدادنا مجبولة بهذا التراب الطاهر، تراب الأرض المباركة.
وانتم يا شباب الانتفاضة المقدسة استطعتم بدمائكم الزكية، ببطولاتكم، بتضحياتكم، بصبركم على الحقد الصهيوني، وعلى الإعدامات الميدانية، وعلى الجرائم المتواصلة التي طالت بيوتَكم، وأهلَكم، واعتقال إخوتكم، وتقطيع أوصال قدسكم، وشلَّ الحياة في الأحياء، لكن رغم كل ذلك فأنتم باقون على الارض، صامدون رغم الجراح والإرهاب، مصرُّون على دحر الاحتلال ونيل الاستقلال.
إننا ونحن نتذكر هذا الوعد المشؤوم، وعد بلفور، نؤكد لكم إخواننا المكافحين، رُماة الحجارة، والمشاركين بكل أشكال المقاومة الشعبية، وانتم المنزرعون في الارض الطاهرة، نؤكد لكم ان الشعوب لا تنهزم، وان الحربَ حربُ ارادات، وحرب قناعات، واننا نعيش معكم نضالاتكم، وصمودكم، وآلامكم، فأنتم اليوم أمل الأُمة، وانتم القلب النابض في هذا الشعب الذي يلتف حول انتفاضته دون تردد.
إننا ندعو شعبنا الفلسطيني الى وقفة تاريخية مخلصة حول قيادته الوفية التي واجهت العجرفة الاميريكية، والهيمنة الاسرائيلية، برئاسة الرئيس ابو مازن رئيس دولة فلسطين الذي استطاع أن يقود هذه المرحلة بنجاح، والذي حقّق ويحقق إنجازات سياسية ودبلوماسية وقانونية بالغة الاهمية فتحت الطريق امام حضورنا الدولي في مختلف المؤسسات، والهيئات الدولية. وهذا ما تحقق بعد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين تحت الاحتلال، والتي ارتفع علمها مرفرفاً فوق مؤسسات الامم المتحدة.
إننا ندعو كافة الفصائل والقوى الى القفز عن الخلافات والمصالح الحزبية والبحث بجدية عمَّا يوحّدنا بوجه الاحتلال الاسرائيلي. أي أن علينا جميعاً أن نلتف حول انتفاضة شعبنا، وأن نؤمّن لها الحماية والرعاية والاستمرار حتى تحقيق أهداف شعبنا الفلسطيني.
التحية لأبطالنا وشهدائنا وجرحانا وأسرانا فأنتم صُنَّاعُ المجد والحرية والاستقلال، والنصر آتٍ آتٍ.
وانها لثورة حتى النصر.
حركة "فتح" – إقليم لبنان
2\11\2015
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها